حسابات السياسة المتشنجة.. لأسيل التومي
هناك خطان عريضان لمعالجة -الانبطاح العربي- وتواري الوجوه عمدًا إلى الزاوية التي تخلو من المسؤولية في أزمة الأمة, خط ينطلق من اعتقاد أساسي بأن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة , وخط يميل إلى استخدام الدبلوماسية والحوار طريقًا لاسترداد ما يمكن استرداده ولو ببعض من التنازلات من «الطرف ذاته طبعاً»!.
وكما أن للخط الأول تفرعاته و أشكاله المختلفة فإن للخط الثاني مثل ذلك من التفرعات و الأشكال, وقد تعرض الخطان لمؤثرات متضاربة أو متشابهة, أوجدت على المدى البعيد ما يمكن أن يسمى بالحل الوسط وهو أن تمتزج القوة العسكرية بالحوار الدبلوماسي ويكمل احدهما الآخر.
وإذا كان لمبادرة ما أن تعد نهاية التطرف في طريق المسالمة اية نتيجة ايجابية, فان النتيجة الايجابية الوحيدة لها وهو أن إسرائيل ليست على استعداد لان تقدم راضية طيعة اية تنازلات تعيد اي حق ولو من نظرة إنسانية ما دامت ترى جل القيادات العربية في حالة صمت من الاستمرار في أغلق ما هو مغلق أصلاً ! , وحصار ما هو محاصر بالفعل !, دون تقديم أى وسيلة للمساعدة ولو بكلمة تستهجن ما يحدث لقطاع غزة, ولو اتفقنا او اختلفنا على سياسة المقاومة الفلسطينية ولكن أن يبقى وقف إطلاق النار دائما يأتي بعد استكمال إتمام استهداف ما هو متفق عليه ليس بالأمر المقبول بعد محاولات لتغير شكل السياسة العربية حتى بعد اعتماد التطبيع من اغلب البلاد العربية للأسف.
وليس هناك الآن أي شك اذا استمرت الدبلوماسية العربية في خداع نفسها وخداع العالم بالاتصال بإسرائيل ومحاولة زحزحتها عن تصلبها وتشنجها في ان ما تسعى إليه ليس استعادة الأرض و الحق, وانما تحقيق أهداف السياسة الأمريكية الإسرائيلية