دستورنا والآخر.. لأبوبكر المحجوب
دستورنا والآخر..
أبوبكر المحجوب
الغالبية العظمى من الشعب الليبي و بتأييد دولي و إقليمي انطلق الليبيين إلى صندوق الانتخابات في الموعد الذي سبق و أن حددته الأمم المتحدة منذ أكثر من عام مضى, و كعادة العرب دائما يجتمعون ليتفقوا على أللا يتفقوا, هنا جاء دور الآخر في طمأنة الشعب الليبي , بأن الانتخابات قائمة لا محالة و في موعدها المسبق في 24ديسمبر 2021م , مما جعل الليبيين يتراخوا عن القيام بدورهم الحقيقي في هذا الشأن و الاعتماد على الآخر الذي له رؤى واسعة جدا و استراتيجيات تتعدى حدودنا الجغرافية, و سرعان ما جاءت العناصر المدربة على كيفية انتهاز الفرص لتسد الفراغ السياسي الذي أصبنا به جميعا بعد فشل إجراء انتخابات في موعدها المحدد, و من ثم تاه الشعب في تحقيق مطالبه في خضم القوانين و محدثاتها و التي سرعان ما أدلى بها كل من جهابذة القانون بالهيئة التأسيسية و المجلس الرئاسي و البرلمان و رموا بكل ثقلهم في التمطيط و التمديد لإطالة فترة بقائهم أطول فترة ممكنة, و بات واضحا أنه ليس المطلوب من الليبيين الذهاب إلى صناديق الانتخابات متى أراد غيرهم بل عليهم أن يدركوا أن الدستور يمثل لهم معركة سياسية من الطراز الرفيع لإخراج دستورا ليبيا بكل المقاييس يصون إرادة الليبيين و يعزز شخصيتهم و كرامتهم على أرضهم , و يؤكد هويتهم الوطنية و يثبّت إيمانهم بأرضهم و يمدّ في عزيمتهم لتحقيق مطالبهم , إنها معركة وجود لأمة لها سيادة على أرضها , رجالها لا يهابون الموت في سبيل الله و الوطن و أن تظل راية الوطن عالية خفاقة في سماء الحرية تشارك دول العالم السلام و تحترم الآدمية الإنسانية الكونية فإذا ما انتصر الشعب الليبي في إخراج دستوره المحصّن من البعث والتلاعب والغش و الخداع والخيانة و يعتمده حرا لا يتدخل فيه كائن من كان, و لا يجوز إلغائه , أو وقف العمل به أو تعطيله, مهما كانت الظروف التي تمر بها البلاد في السلم والحرب, بل من يمسه أو يوقفه أو يعطله و بأي شكل من الأشكال فإن الشعب الليبي سيقف له بالمرصاد, و يجوز للشعب فقط الاجتماع على إضافة بعض المواد الدستورية أو توضيح أخرى و ذلك بما يتماشى مع التطورات الخاصة بالليبيين فقط, فلا مكان للآخر سواء من الداخل أو الخارج .