سمك , لبن , تمر هندي.. لأبوبكر المحجوب
لا شك أن ثورة فبراير قد فاجأت الجميع بهذا التغيير, وتفاجأ أيضاً بهذه التداعيات, فرأينا بعضاً من رجال النظام السابق وقد قفزوا إلى الصفوف الأولى مدّعين أنهم من ثوار فبراير وفي خدمة الوطن, وشاركهم في ذلك من كان تربطه بهم علاقات خاصة ما قبل الثورة, ورأينا أيضاً من قاد ثورة مضادة .
فتصدرت هيئة الأمم المتحدة هذا الحراك, تطبيقاً للبند السابع ثم تمدّد الحراك ليمنح الفرصة لدول عربية وأجنبية أن يكونوا فاعلين فيه والذي قاده إلى مجاهل السياسة والاقتصاد وتصدع العقد الاجتماعي, وفقدان فرص تحقيق أهداف الثورة الشفافة في القضاء على الثقافة الفاسدة والفساد الإداري والمالي وغيرهم.
وبغض النظر عن نتائج الانتخابات الأولى والثانية , واللتان أنتجتا مؤتمرا وطنيا , وبرلمانا تشريعيا , اللذان منحانا حكومات لم تقترب من تحقيق أهداف الثورة ولا مطالب الشعب الليبي الملحّة , مما زادت الفجوة بين من هم في السلطة وبين فئات الشعب الليبي والذي أعطى دورا لتلك الدول الطامعة , والتي فيما بعد صارت متورطة , مما صعب عليها تعويض خسائرها و تشويه صورتها أمام شعبنا العظيم .
إن طول فترة الحراك الليبي, وتوفر الكثير من الدراسات السياسية و الاقتصادية و غيرها بشأنه, كلها خلصت إلى أن الشعب الليبي استطاع أن يمتصّ كل العراقيل التي حدثت أثناء الحراك , و أستطاع أيضا أن يفكك أفعال معظم الطامعين في السلطة , وهذا راجع لمعرفته التامة بكل الأجسام التي تقود الحراك ابتداءا من هيئة الأمم المتحدة و مفوضية الانتخابات وأقطاب الصراع المختلفة والمجالس والحكومات التي مني بها , و تغيّر صفات كثير منهم , من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار و العكس , وتكوّن مثلث برمودا( المفوضية / البرلمان, المجلس الرئاسي ) , الصادم للحراك وطموحات الليبيين .
كذلك تنفيذ سيناريوهات لأفراد ليبيين طامعين في السلطة استطاعوا تحويل بعض من الثوار إلى مرتزقة .