رأي

غيمة صيف! لأسيل التومي

 

في إزاء هذا الواقع يظل المبادرون يستهلكون جميع فقرات مبادراتهم الي ان تم استنفاذها طيلة الأسبوع الماضي لأخرها، ولم يتوصل احد منهم إلي جواب السؤال ، ما هي طبيعة الخطوة التالية .

حكماء السياسة الليبية الذين ما عادوا يقيسون الأمور بالمقاييس المحلية الضحلة ، قالوا ان انكفاء المبادرات الماضية ليس واقعه الا انسحابا للبرنامج السلمي الذي كان أولي ان يحصن الجميع مما يحدث ، وهو ذاته البرنامج الذي من أهم فقراته الاقتراب عمليا من الانتخابات لاعتبارها الاتجاه الأول للملمة ذيول الحلول العسكرية -الحرب- ووضعها عند خانة الغير وارد واعتبارها لم تكن ، تمهيدا لاسترجاع أجواء التضامن في عموم البلاد .

فالتنادي الي كبح الاندفاع العسكري لواقعه وعوائدها المريرة -كل مره – هو من أولي مجريات الحل ، حيث سيكون العبور بهذا الاتجاه هو المسار البعيد عن المشاحنات وإفرازاتها ، والسبيل الوحيد في هذا هو خلق او إعادة التوازن السياسي أولا تم العسكري -الموحد- لعموم الدولة الليبية .

ان هذه اللعبة الكبرى لجعل البلاد تبدو كما هي عليه لن يكون لها فائدة مادامت القوي الداعمة-الأمم المتحدة- عبرت عبر مندوبها ان انهيار ليبيا كمثيلها من الدول امر غير مقبول ، وأنها ستسعي إلي تسليم السلطة وما يترتب عليها ، فلن تكون الأرض الليبية ساخنة متوترة غير واضحة المستقبل ضمن جميع برامج الحلول المطروحة .

لهذا لا يري سبيلا سوي إخراج الليبيين من ارتهاناتهم لأطراف الصراع ، وعندها يفوزون ببلدهم ،ويصيبون المطامع لزعزعتها في الصميم .

و برؤية نشاط العقلاء من الشعب رفعوا أصواتهم على عدد من المستويات لأيام مضت ، فكان همهم ان يوضحوا الرؤية الكاملة لرفضهم استمرار الصراع وتفاقم الأزمات ولكن كما كل مره بدون أي جدوي ، ولكن لعلها أتاحت لأصحاب القرار الوصول الي تحقيق التطلعات العامة ،فالجميع يريد الهدوء والسلام ، فلم يعد من الصعب ان يدرك هؤلاء العقلاء ان الضمانة الوحيدة الفعالة للاستقرار والأمن هي الضمانة الليبية اولا وتوفير مسلمات الحياة -الطبيعية- بعيدا عن المنظور السياسي تانيا، وان الطريق الي الشرعية والازدهار يمران عبر العلاقات التي جمعتها المصالحة الليبية الليبية على صعيد واحد .

فبهذا ستحمل الأيام المقبلة حملة هادئة عاقلة رزينة لانتزاع التشنج من النفوس القلقة حتي وان انتهت مطالبتهم العلنية ،ولن تكون مهمة سهلة بطبيعة الحال، فغمامة صيفنا قد أمطرت-صراعات- بغزارة ، وحان لنا ان ننسي ، فلن نعيش جميع فصولنا صيف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى