تساوى فايروس كورورنا في عدالة مروعة بين الجميع, وكشف في الوقت ذاته عن عوار المجتمعات دون استثناء اضافة إلى أن قوته الضاربة في الخفاء شحذت امكانات الدول لمواجته بشتى الوسائل .
شكل المواجهة قد يبدو متشابها في صورته العامة الا أن للتفصيل حكاية اخرى خصوصا في دول العالم الثالث وتلك التي ضربها زلزال الثورات وجاء الكوفيد ليضاعف من مأسيها . وبالتأكيد الحالة الليبية تقع في صميم هذه الدائرة .
خصوصا إذا ما تم التطرق إلى امكانات القطاع الصحي وكذا استعداد المستشفيات .
وللوقوف أكثر على حيثيات الموقف كان اللقاء التالي مع …..
مدير الشؤون الطبية بمركز العزل بمستشفى العيون وأفادنا بمعلومات عن تفشي فايرس كورونا.
في بداية الحديث تحدث عن افتتاح هذا المركز, كان يوم 31-5 – 2020 الحالات كانت في البداية بسيطة تحتاج إلى عزل فقط, ومن ثم حالات بين المتوسطة والحرجة إلى غاية تاريخ اليوم حتى وصل عدد الحالات إلى 40 حالة.
وبشكل يومي نستقبل حالات التي تم تحويلها إلى مستشفى طرابلس المركزي والمستشفى الطبي ومستشفى الخضراء ومن الضروري التأكد من الحالة بأنها مصابة فايروس كورونا وأنها محتاجة للإيواء في المستشفى ويتم عزلها في مراكز العزل, ويتم الاستقبال عن طريق سيارات الاسعاف المخصصة ولا نستقبل أية حالة إلا بعد ما يتم تحويلها من المستشفيات التي تم ذكرهم مسبقاً ولدينا غرفة على «الواتسب», ويتم نشر التحاليل وصور الأشعة وصورة المسحة من ثم نستقبلها وهناك مراكز أخرى وهي مركز سوق الثلاثاء والسواني ومعيتيقه ومصحة المواصفات.
وهذه آلية التحويل من الجهة الغربية ومن الحالات قال: نستقبل حالات بشكل يومي وفي الحقيقة هناك ازديادٌ شديدٌ جداً, ومعدل الشفاء بهذا الفايرس بطيئ وهذا يرجع لمحدودية القدرة الاستيعابية, وحالات الشفاء تترتب على حسب الفئة العمرية وأيضاً مرتبطة بالمشكلات الصحية فمعظم المصابين أعمارهم تتجاوز السبعين إضافة لمرضى الكلى, والسكري, وأمراض القلب والصدرية المزمنة, والنساء الحوامل, وكذلك حالات الوفيات, المسحية بالمركز المعني والمراكز الأخرى تتمثل في الفئات المذكورة.
أما بالنسبة لمعدل حالات الشفاء فتتمثل في الفئة العمرية المتوسطة, وصغار السن والأطفال ومكتسبي المناعة وخصوصاً بعد إدخال علاج البلازما من المريض المتعافي من فايرس الكورونا.
وعلى هذا نوجه نداءً نحن الشؤون الطبية للإخوة المتعافين بالتبرع بالدم لأن لديهم أجسام مضادة تكونت نتيجة إصابتهم بالمرض وهذه الأجسام تفيد الحالات الحرجة.
وعن إمكانات المركز قال:
المركز يحتوي على معمل وصيدلية, وأطقم طبية ذات خبرة عالية في مجال العناية الفائقة بالإضافة لتجهيزات ممتازة وأيضا يحتوي على مصنع أكسجين سائل ومحطة أكسجين احتياطية وعلى مولدين.
وأبدى ملاحظة مهمة تتمثل في عزوف نسبي من الأطقم الطبية في تعاملها مع الحالات وخصوصاً في المستشفيات الكبيرة والمصحات الخاصة فأنا شخصياً لا ألوم الأطقم الطبية بشكل مباشر لأنه لم يتم توفير المعدات المطلوبة لهم لتأدية عملهم فلهذا لم يتمكنوا من العمل في ظل نقص الإمكانات في المستشفيات, وللعم فإن عدد الوفيات غير متماشٍ مع المعدل العالمي للوفيات لمرضى كورونا حيث إن هناك المرض فهناك بالذات كما ذكرنا الفئات العمرية التي تجاوزت السبعين وعدم مكتسبي المناعة.
ووصلنا للحظر المتمثل في الحظر الذاتي وليس الجماعي, وهذا يرجع للمحافظة وعدم الاختلاط والتقيد بكل الإرشادات والنصائح.
وفي نهاية الحديث أريد أن أوجه, وأطالب للجهات الإعلامية سواء أكانت مكتوبة أم مسموعة أن يشتغلوا بكثافة لتوعية المواطن عن مدى سرعة انتشار هذا المرض ومعاناة النَّاس في المستشفيات الكبرى ومراكز العزل.