البيت الدرجي هو متحف محلي صغير يعرض المقتنيات التاريخية والمكونات الأساسية للبيت الدرجي عبر التاريخ ويعد نموذجاً من حيث غرفه ومحتوياته عبر التاريخ. البيت الدرجي يحوي عديد المقتنيات التاريخية التي يعود عمر بعضها لمئات السنين كمقتنيات المطبخ وأدوات الفلاح وأدوات الزينة والزَّي الدرجي الرجالي والنسائي وللأطفال وبعض الصور.
اجرتْ اللقاء / سالمة ميلود
في لقاء مع السيد امحمد المهدي حرب رئيس جمعية درج للتراث وحماية الآثار، عضو مكتب جهاز المدن التاريخية، وقائد كشفي بفوج درج، وناشط اجتماعي، ومهتم بتاريخ بلدية درج، الذي بدأ اللقاء بشكر الصحيفة على اهتمامها ومواكبتها للقضايا المهمة كافة.
المقتنيات جمعها الأستاذ المغفور له (محمد سعد خليفة) عبر أكثر من 60 عامًا بمساعدة أهالي وسكان هذه المدينة.
يوجد نموذجان للبيت نموذجٌ ثابتٌ يتمثل في البيت الموجود بمدينة درج القديمة، ونموذج آخر متنقل يتم المشاركة به في المهرجانات والتظاهرات الثقافية على المستويين المحلي والدولي. وقد كان هذا البيت ممثلاً للثقافة والتراث الليبي في المشاركات الدولية بالمشرق والمغرب العربي.
تعرض هذا البيت مؤخراً إلى عملية تخريب ماذا حدث بالضبط؟
قامتْ مجموعة من المخربين الذين لم يتم التوصل إلى معرفتهم بعد بالدخول للمنزل وبدأت بالتخريب والعبث بمحتوياته من سرقة الأواني النحاسية التي كانت معلقة بجدران البيت وتخريب وتكسير الفخار والخزف والعبث بالمحتويات الأخرى وسرقة بعض الأسلحة القديمة.
ماهي الإجراءات التي اتخذتْ بالخصوص؟
تم تقديم شكوى إلى الجهات الأمنية التي عاينت ووقفت على عين المكان؛ وباشرت إجراءات التحقيق وتم توثيق الحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة؛ كالقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية. وقد قامت إحدى المؤسسات في درج بوقفة احتجاجية تنديداً بهذا العمل التخريبي الجبان.
ماذا يمثل البيت الدرجي للمدينة؟
يمثل لسانها وتاريخها؛ وتحفة مهمة بما يحتويه من مقتنيات تعد إرثاً ثقافياً مهماً ليس لدرج فحسب بل على مستوى ليبيا، يؤرخ لثقافة وحياة سكان هذه الواحة الواقعة في قلب الصحراء الكبرى عبر التاريخ كما يمثل قيمة ثقافية وتاريخية مهمة لأجيال اليوم تبين لهم تاريخ الآباء والاجداد وحياتهم، وكيف تغلبوا على كل الظروف ولم يتركوا هذه المدينة.
هل الجهات المعنية تقدر وتهتم بهذا الكنز الأثري؟
من خلال الاستغاثة والنداء الذي وجه للجهات المعنية قام بعض الجهات والأشخاص عبر صفحات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام لإنقاذ هذا المعلم التاريخي المهم لاحظنا تعاطفاً كبيراً من الشخصيات المهتمة بالتراث والثقافة في ليبيا، وبعض المؤسسات الخاصة والعامة لكن ذلك لم يكن سوى تعاطف وقتي وبارك الله فيهم ولكنه لم يرقَ لدعم ملموس لإعادة إحياء هذا البيت.
ما دور وزارة السياحة في هذا الإطار؟
ليس هناك أي دور لوزارة السياحة للاهتمام بهذا البيت أو تقديم أي دعم أو عون لإعادة إحيائه على الرغم من أن هذا البيت يمثل واجهة سياحية مهمة يمكن المشاركة بها داخل وخارج حدود الوطن.
هل البلدية متعاونة بشأن الحفاظ على هذا الإرث الثقافي؟
البلدية لا تملك الإمكانات اللازمة في مجال الصحة والتعليم والخدمات الأساسية نتيجة حداثتها وعدم وجود الموارد والأموال والميزانيات لذلك لم يرقَ دعمها سوى إلى دعم معنوي للبيت الذي يعد واجهة ومزاراً لكل ضيوفها وزائريها؛ وقد أبدتْ البلدية استعدادها لمخاطبة كل جهات الاختصاص بحماية هذا المعلم والمعالم السياحية الأخرى بالبلدية.
ماهي أهم الفعاليات التي يقيمها البيت الدرجي؟
المعارض الموسمية داخل مدينة درج في الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية، وافتتح لزيارات الوفود الكشفية والشبابية وضيوف بلدية درج.. كما يشارك البيت الدرجي في المهرجانات والتظاهرات الثقافية على المستويين المحلي والدولي كمشاركاته سابقاً في (الامارات وتونس)، والكثير من التظاهرات على المستوى الوطني.
لمن يتبع البيت ادارياً .. ليتم الاهتمام به؟
البيت الدرجي بمقتنياته هو ملكٌ لصاحبه المغفور له الحاج (محمد سعد خليفة)؛ ولورثته من بعده؛ ولكن فتحتْ أبواب هذا البيت للزيارات مجاناً ومشاركاته في المهرجان بمقتنياته ومعداته في المهرجانات السياحية السابقة.
كما يعد البيت الدرجي كبيت جزءًا من المدينة القديمة المحمية بموجب قانون الآثار والتابعة إدارياً لجهاز المدن التاريخية التابع لوزارة الحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية.
كيف يتم المحافظة عليه من طرفكم في ظل تواضع الامكانات ومحدوديتها؟
نتمنى أن يتم تفعيل جهاز الشرطة السياحية ببلدية درج وأن تكون هناك نقطة للجهاز داخل المدينة القديمة درج بجوار هذا المعلم المهم.
كما نتمنى من جهات الاختصاص كوزارة الثقافة والسياحة، وجهاز المدن التاريخية، ومصلحة الآثار والبلدية وكل المهتمين والغيورين ورجال الأعمال تقديم الدعم اللازم لصيانة هذا الصرح والمعلم التاريخي المهم وإعادة إحيائه والمحافظة على ما تبقى من مقتنياته وفاءً لهذه المدينة المؤتمنة على إرث هذا الوطن ولشخص مؤسس هذا البيت المغفور له الحاج محمد سعد خليفة.
كلمة بالختام .. لمن توجهونها للانتباه للموروث الثقافي الليبي في كل مكان ..
بارك الله فيكم ونتمنى لكم التوفيق وندعو الجهات ذات الاختصاص الحكومية منها أوالأهلية أن تهتم بالموروث الثقافي والتاريخي لهذا البلد لأنه يمثل قيمة لأجيال اليوم فمن ليس له ماض ليس له حاضر، ومن ليس له حاضر ليس له مستقبل، وتقدم له الدعم المادي والمعنوي وأن يتم تأمين هذه المعالم وفتحها للزيارات المحلية كمرحلة أولى ثم لزيارات الوفود السياحية الدولية في حال استقر الوضع الأمني وعادتْ السياحة لبلادنا.
وفي الختام اكرَّر شكري وتقديري لاهتمامكم بالموروث الثقافي.
نعرض عليكم أهم وأبرز المعالم السياحيّة والأثرية في مدينة درج.
مدينة درج تحتوي على عديد المعالم السياحيّة والأثرية والتي تشتمل على النقوش، والرسومات، وكذلك الكتابات التي تعود إلى فترة ما قبل الميلاد، بالإضافة إلى المعالم الآتية:
القلاع القديمة والقصور، مجموعة من الأبراج القديمة والمخصّصة للمراقبة، والتي تُعرف في الوقت الحالي باسم قصبة دياب، الذي شُيّدها الهلاليون بعد وصولهم لها العيون العذبة والجارية والتي تمتد تحت الأرض بحيث تكون محاطة بأشجار النخيل.
كما أنّ الحياة البرية الطبيعية فيها مميّزة فتعيش فيها عديد الحيوانات البرية ولعلّ أهمّها:
الغزلان، والصقور، وكذلك أنواع مختلفة النباتات والحيوانات المهدّدة بالانقراض مجموعة من الشوارع والأزقة التي ترتبط معظمها بساحات عامة، ولعلّ أهمّ هذه الساحات هي ساحة «تيقة»، حيث تقام فيها العديد من المناسبات الاجتماعية؛ وكذلك الاحتفالات، بالإضافة إلى ساحة «المكاسي» أو ما تُعرف أيضاً بسوق الخدام، سور يحيط المدينة حيث إن له ثلاثة أبواب، وهي (باب سيدى بدر)، الموجود في الجهة الغربية، وكذلك (باب سيدي إبراهيم)، الموجود في الجهة الجنوبية، بالإضافة إلى (باب المكاسي) .