رأي

قيس سعيد ونشوة النصر.. أمين مازن

 

 

يمكن لكل من يعنيه استقرار  تونس  ويحرص على دورها في المغرب الكبير أن يبدي ارتياحه لانتهاء عملية الاستفتاء عن التعديلات الدستورية التي أقدم  عليها  الرئيس قيس سعيد وينحاز لهذا المستوى المرضي من نسبتي المشاركة والقبول لما أفصحت  عنه من إمكانية الحكم برئاسة محددة المسؤولية وفي مأمن عن الشراكة المنذرة بوضع العصي في الدواليب والتي تفاقم تأثيرها منذ فوز السيد قيس بالرئاسة الأولى وبروز أكثر من تحالف ظهر منه وجود تخطيط مسبق مالبث أن كشر عن انيابه  وخشي الكثيرون من إمكانية دوامه ، لولا المتغير الذي قاده سعيد منذ سنة مضت والمتمثل في الخطوة التي سوغت إقصاء حكومة  المشيش  وتجميد مجلس النمواب ، وسط تأييد  ملموس من عديد  القوى وخطوات ظهر لكل من يرقب بوعي استحالة وجود المخطط  المدروس  والمبشر بوجود رعاية من الرعايات  غير العادية والقادرة على التأثير في المحيط القاري عامة .

ومن هنا  فإن من يسعده ما تحقق لا يمكنه أن يقبل من الرئيس المنتشي بما تحقق له بشأن الاستفتاء وينادي الآن  بالحوار  أن يبيح لنفسه  أن يستبعد من الحوار من وصفهم بالفاسدين لما في ذلك من الإدانة المسبقة والتي يصعب على كل منصف أن يطرحها من دون محاكمة  تتوفر فيها شروط الدفاع وتصدر حولها الأحكام على أكثر من مستوى بل ولابد أن يتوها بعد كل شيء مبدأ العفو عند النقدرة وإلا فإن مستفاد الاستفتاء ونهاية المطاف تخول سلطة عليها لا تقبل بوجود إلا من تحب من الناس وحين يكون الحكم منصوراً على المحبوبين فليس لمن فاتهم قطار المحبين إلا أن يبحثوا عن  قطار آخر أو المسارعة بإعاقة كل من بادر بالإعاقة المماثلة وويل لمن لم يحذر نشوة النصر ليهوى نادماً حين لا ينفع الندم ولا يوجد من يلتمس العذر ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى