رأي

ليبيا وتونس ومواعيد التطور

 

 

أمين مازن

 

يؤكد تحول الرئيس التونسي الأستاذ قيس سعيد إلى بلادنا فور الفراغ من اجراءات التسليم و الإستلام بين سلطة الأمر الواقع و الأخرى الناتجة عن مصادقة المحكمة العليا و مجلس النواب أن تونس الشرعية ما تزال حريصة على صون تقاليدها القائمة على تجنّب الإصطفاف و تحاشي منزلقات التأجيج، فلا يجد المراقب المسكون بدعم أسباب التفاؤل و واجب التثمين لكل جهد يصب في اتجاه جمع الشمل الليبي و نبذ كل ما يدفع نحو الفرقة و محاولات الفتنة، الأمر الذي لا نملك أمامه نحن معشر المنحازين للخيار المغاربي كخطوة للمشروع الوحدوي الشامل إلا أن نُعرِب عن بالغ الترحيب بالضيف الكبير ليس فقط بصفته الإعتبارية، و إنما لما للقاعدة الشعبية التي بوّْأته حكم تونس و لم تخف طلائعها طيلة الفترات الماضية دعواتها بضرورة أن يرعى التواصل مع السلطات الليبية و عدم ترك المجال أمام هواة الإصطفاف، و الذين لا تمثل أوطانهم أولوية أولوياتهم، فيما رأينا قيس سعيد يمتنع عن أي تعليق حتى كانت هذه السانحة التي أوجدتها مراسم الإستلام المؤيَّد بهذا الزخم الدولي و العربي مما يعني أن صفحة قلقة قد طُوِيَت، و أخرى واعدة قد فُتِحَت، و سيظهر أثرها الإيجابي قريبا، أما إذا وضعنا في الإعتبار أن تونس تاريخياً تعتبر إلى حد كبير تمثل المؤشر لما يلوح في الأفق الدولي من مواقف حاسمة، فليس من قبيل التمنّي أن نرى في تحول الرئيس التونسي ما يبشر بمرحلة جديدة و بالأحرى متجددة ليس فيها مجال لكل ما يعكر صفو الأُخُوَّة أو يعبث بالصالح المشترك، و ما ذلك إلا لأن رئيسها الذي يمثل الشرعية قد آنس في السلطة الليبية الجديدة ما ارتقى إلى الشرعية و حظي بالرعاية الحقيقية فقرر أن يكون السابق بالحضور مما يوجب على كل ليبي صادق الوطنية أن يثق بأن كل شيء على ما يرام. مع كل مشاعر الترحيب بالضيف العزيز لثقتنا أنه لن يطرح سوى ما يدعو للمعروف و ينكر المُنكر و يضمن لتونس و ليبيا مزيد التطور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى