مع بدء موسم الشتاء وهطول الغيث النافع لساعات طوال أعتاد المواطن أن يغرق في برك المياه بجنبات الطرقات الرئيسة ،كما تعود على رؤية العمال وهم بجوار صهاريج الشركة العامة للمياه تحت الأمطار واحيانا منذ ساعات الصباح الباكر وحتى الليل يقومون بجهود في صبر ونصب وربما لا أحد يعذرهم رغم أن عذرهم معهم بسبب عدم تسييل الميزانيات المبكرة لهم لإطلاق حملات التنظيف قبل موسم الأمطار.
حملنا في جعبتنا عدة أسئلة لمقابلة م. محمد كريم مدير مكتب الإعلام والتوعية والناطق الرسمي باسم الشركة العامة للمياه والصرف الصحي .
في كل موسم تعكف الشركة على اطلاق حملتها السنوية وللأسف كانت هذا العام متأخرة نسبياً إذ من المفترض أن تنطلق في شهر (7) لكن ونظراً للظروف والصعاب التي تمر بها الشركة فقد انطلقت الحملة يوم 14/8/2020 وهي تشمل ربوع البلاد كافة، تتمثل في تنظيف غرف تصريف مياه الأمطار من الأتربة والعُلب البلاستيكية والأكياس وجهودنا واضحة في ظل نقص الإمكانات وأعمالنا تتمثل في تشغيل وصيانة ماهو قائم بالشبكة سواء مياه أم صرف صحي، فمثلا نحن ليس لدينا علاقة بمنطقة في أقصى الجنوب وهي خارج المخطط العام وليس بها بنية تحتية؛ أو في مشروع الهضبة الزراعي وهو أيضا خارج المخطط ومع هذا فإننا نتدخل ونقوم بجهدنا لأنه لدينا شعار نعمل به (نعم لخدمة المواطن في كل وقت) . كذلك لدينا مشكلات في سرقة أغطية عرف الصرف الصحي، وأغطية غرف تصريف مياه الأمطار مما تسبب في عدة حوادث، وهنا لا يفوتنا أن نشكر الأخوة بوزارة الداخلية لتعاونهم وضبطهم لبعض الجُناة الخارجين عن القانون لأن هذه الأعمال التخريبية تكلف الدولة أموالاً طائلة .
وأضاف م. محمد : الشركة العامة للمياه لديها 8 إدارات، وهي إدارة التشغيل والصيانة بمنطقة الجبل الأخضر، وأخرى بمنطقة سهل بنغازي والمنطقة الوسطى الشرقية والمنطقة الوسطى ومنطقة طرابلس، والمنطقة الغربية ومنطقة الجبل الغربي، ومكتب التشغيل والصيانة بالمنطقة الجنوبية، طبعاً الحملة هي داخل المناطق التي تحتوي على منظومة تصريف مياه الأمطار وهناك جزئية للمناطق خارج المخطط والتي لا توجد بها بنية تحتية كمنطقة تاجوراء و(كوبري) الغرارات، ومنطقة (البيفي) حيث أوجدت الشركة عدة مضخات لشفط المياه وخطاً لطرد مياه الأمطار للبحر حيث كانت المياه تبقى في مكانها لمدة 3 أسابيع والآن تبقى يوماً واحداً، وهذا بفضل جهود إدارة التشغيل والصيانة طرابلس التي أوجدت حلاً مؤقتاً لهذا المختنق وهذا العمل يحسب للشركة العامة للمياه، أيضا هناك مضخات الشركة تشتغل بمنطقة الغيران وصهاريج الشركة تقوم بعملها بصالة الهناء بالقرقني ومنطقة صياد وغيرها وهذه تخضع لمتابعة من السيد رئيس مجلس الإدارة والسيد مساعد شؤون التشغيل والصيانة .
- ما الخطط المستقبلية التي تتطلع إليها الشركة ؟
طبعاً الشركة العامة للمياه والصرف الصحي تعود تباعيتها للهيئة العامة للموارد المائية وقد قامتْ الشركة بإعداد مقترح مفصل وايجاد الحلول لأغلب المختنقات سالفة الذكر وقد ارسل للهيئة ومن ثم للمجلس الرئاسي؛ ونحن في انتظار التغطية المالية لتنفيذ هذه المشروعات خصوصاً وأن هناك أعمالاً في البنية التحتية لا تندرج ضمن اختصاصاتنا .
كما تم إعداد مقترح عن طريق الهيئة العامة للموارد المائية لتفعيل عدة محطات تحلية المياه منها عدد 2 داخل مدينة طرابلس بقدرة إنتاجية تتجاوز 750 ألف لتر مكعب يومياً عن طريق البحر تتمثل في محطة بتاجوراء شرق مدينة طرابلس بقدرة إنتاجية 500 ألف متر معكب، وهناك مقترح استحداث محطة تحلية بمدينتي مصراته وبنغازي وصيانة محطتي التحلية الموجودتين بمدينتي زوارة والزاوية وذلك لسد العجز الكبير الذي يعاني منه السكان منذ سنوات ورفع المعاناة عن المواطن في الإمداد المائي.
- لكل عمل صعوبات وعوائق ومطالب ونتائج أيضا فهل حدثتنا بهذا الشأن ؟
صحيح فنحن نفتقر لعدة أمور من دعم مباشر للشركة ، كما إن العاملين بالشركة يقومون بأمور غاية في الصعوبة والتعب والمخاطر فأحيانا وفي البرد القارص وفي ساعات الصباح الباكر وأثناء نزول الغيث النافع وهم معرضون للبرد والأمراض إذا ابتلت ملابسهم واثناء النزول لشبكات الصرف الصحي ، بل ولدينا زملاء مرضوا وتوفوا لم نقف إلى جانبهم لذا فإننا نطالب بتفعيل ميزة التأمين الطبي .
أيضا لدينا مشكلات في بعض الخطوط التي تحتاج لاستحداث البنية التحتية والتي تحتاج لقيمة مالية كبيرة ناهيك عن الانتهاكات لشبكات المياه وايضا يقومون بربط خط الصرف الصحي مع منظومة مياه الأمطار كما نعاني الكثير من التعديات التي تسبب في ضعف المياه بسبب أعطال في المسار الوسط الخاص بجهاز النهر، فالخط من الحساونة إلى السدادة منتهكٌ بالكامل ومن السدادة إلى مصراته ومن ثم إلى القره بوللي ومنه إلى السايح ومن القره بوللي إلى خزانات طريق المطار هذه الخطوط متهالكة بسبب أصحاب المزارع والمنازل المجاورة له لأن هناك أماكن ممنوع أن يبنى عليها أو يتم ربط خطوط المياه، بل تفاجأنا بأن هناك من قام بالبناء فوق خط النهر، وقد عرّض نفسه وأسرته للخطر فلو انفجر هذا الخط أنظر إلى حجم الكارثة التي ستحصل، لذا مراحلنا القادم هي أن نعوّل على توعية المواطن .
وأضاف م. محمد قائلاً : لدينا مشكلات في تأخر المرتبات لمدة ثلاثة أشهر، وهنا أمر المديونيات التي لدى الجهات العامة والتي بلغت (268 مليون دينار) فلو تحصلت الشركة على هذه القيمة المالية يمكنها أن تغطي مصاريف التشغيل للمناطق كافة وتغطي العجز المالي؛ فالقيمة المحولة من وزارة المالية 230 مليون دينار بينما مرتبات العاملين بالشركة تتجاوز 22 مليوناً شهرياً لكادر وظيفي قوامه 16 ألف موظف على مستوى ليبيا .
وفق السابق كان لدى الشركة 100 صهريج تقدم في خدماتها للمستشفيات ودور الرعاية وبعض مؤسسات الدولة الآن صلاحية السيارات تجاوزت 15 عاماً ولم يتبقَ منها إلا 20 صهريجاً.
- أيندور الإعلام من كل هذه الأعمال التي تقوم بها الشركة ؟
نحن مكتب مستحدث نسعى أن نكون منبراً وخط دفاع عن الموظف والشركة وواجهة لنقل أهدافها واستراتيجياتها ونعود ونقول بأن شح الدعم يربك أعمالنا ولكن سوف نجهز المطويات والملصقات التوعوية وسيكون لدينا تواصل مع أغلب وسائل الإعلام لتغطية أنشطة الشركة .
- هناك من يقول إن الشركة لا تقوم بعملها إلا بعد وقوع الفأس بالرأس وتغرق الشوارع ببرك المياه ؟
قبل كل شيء نعود ونقول التغطية المالية هي السبب وهي العائق لكل أعمالنا فقد اطلقنا حملة التنظيف منذ أشهر والعامل الذي يشتغل باليومية أو بالأسبوع أو الشهر لا يهمه إلا المرتب فهو جاء لهذا البلد ليعمل وليس لدينا سيولة كافية لمرتباتهم، والحملة من المفترض أن تكون على مدار العام، وهذا صعب تحقيقه في ظل نقص الدعم والتأخر في المرتبات؛ فكيف يمكن تغطية حملة على مدار العام؛ كذلك نعول على وعي المواطن بألا يلقي علب المأكولات وأكواب القهوة والشاي والعُلب البلاستيكية كل هذه العوامل كفيلة بأن تتسبب في عرقلة سير المياه في مجراها الطبيعي .
- هناك مناطق تغرق في المياه وتبقى معزولة فماذا بشأنها مثل منطقة مشروع الهضبة ؟
كما ذكرتُ اسمه مشروع الهضبة الزراعي وكل بناء خارج المخطط دون بنية تحتية ونحن كشركة كما أسلفتُ بالذكر بأن مهامنا تشغيل وصيانة ماهو قائم في الشبكة العامة ومع هذا نقوم بأعمالنا حيث توجد محطة بالمشروع لكنها متوقفة منذ وقت لكن سيارات الشركة موجودة في هذه المناطق لشفط المياه في هذه الأماكن وإن كانت خارج المخطط .
وماتزال حملة التنظيف مستمرة حيث توجد لدينا غرفة لاستقبال بلاغات المواطنين كذلك الشكر لغرفة بلاغات العاصمة والرقم المجاني (1415) كذلك نتوجه بالشكر لغرفة مديرية أمن طرابلس على الرقم المجاني (193).
- في نهاية هذا الحوار ما الكلمة الأخيرة التي يقولها المتحدث الرسمي باسم الشركة العامة للمياه والصرف الصحي ؟
- نحن نفتقر للدعم ونحتاج من صُنّاع القرار أن يدعموا الشركة وموظفيها الذين يقومون بأعمال خطيرة .. فنأمل تفعيل التأمين الطبي للعاملين ونحن كمكتب للإعلام لدينا خطة عمل ستظهر نتائجها في قادم الأيام.