مصطفى المصراتي.. رجل الوطن.. لأمين مازن
الأستاذ الكبير و الوطني الرائد الأستاذ علي مصطفى المصراتي الذي وافته المنية، و السنة الميلادية على وشك الانتهاء، و عمر بلغ الخامسة و التسعين إذ كان مولده حسب المروي عنه في العام السادس و العشرين من القرن الماضي، و كانت أسرته في طريقها إلى المهجر المصري، حيث كانت النشأة و الدراسة و النضج السياسي الذي أهّله للعودة و الانخراط في العمل الوطني الذي قاده الزعيم البشير السعداوي حيث كان المصراتي خطيب المؤتمر المُفَوَّه، مما عرّضه للسجن و البطالة و شظف العيش، لكنه ظلَّ دائماً مع الخيار الوطني مما جعل الجماهير تلتف حوله و تمنحه ثقتها في أكثر من معركة انتخابية مثّلَ فيها المدينة بامتياز، و كان دوماً لليبيا بالكامل دائم الإصرار على تقدير أعلام الوطن أينما حلّوا، فلم يبخل بقلمه و لم يغب بشخصه إلى أن أقعدته الشيخوخة تاركاً لنا هذه الثروة العظيمة من التواصل و المواقف و الصبر الذي يقلّ نظيره تجاه سوء الفهم و الاستخفاف في أحيان كثيرة بالتاريخ، الأمر الذي لا يتسع له هذا الحيز الذي يمليه فقط واجب الأعلام و مشاركة جماهير الشعب في توديع هذا الرمز الذي يكفيه أنه علي المصراتي، اسمٌ يفوق الألقاب و الجهات و كل متاع الدنيا، فالعزاء الصادق للناس كافة و إن كان الاعتراف يقتضي أن نخص بالذكر محلة شارع الصريم التي حلَّ بها لأكثر من سبعين سنة عندما اختارته نائباً بمجلس النواب الليبي ثم مجلس الأمة الإتحادي، و لم يتركها إلى أن أدركته المنية و أُقبِرَ مساء الثلاثين من هذا الشهر.
اتنقل الى رحمة الله الكاتب والمؤرخ والأديب والمناضل الليبي/ على مصطفى المصراتي، عن عمر يناهز 95 عاما. . علي مصطفى المصراتي كاتب ليبي ناهض الاحتلال الأجنبي لبلاده وتجاوزت كتاباته الحدود المحلية إلى الآفاق العربية والدولية فترجمت مؤلفاته لاكثر من 5 لغات.
ولد في الإسكندرية سنة 1926م وتلقى تعليمه في القاهرة سنة1933 ثم التحق بالأزهر ونال الشهادة العالية من كلية أصول الدين عام 1946 ثم شهادة التدريس العالية من كلية اللغة العربية بالجامعة الأزهرية سنة 1946 عمل بالتدريس بمدرسة الأنباط (المدرسة المصرية) بالقاهرة “شبرا».
اشترك في عدة مظاهرات ضد الإنجليز وأعتقل بسجن قارة ميدان التحق بحزب المؤتمر الوطني برئاسة بشير السعداوي بطرابلس سنة 1948م وسجن ثلاث مرات بسبب مواقفه الوطنية والقومية الرافضة للوجود الأجنبي خلال العهد الملكي على أرض ليبيا وانتخب عضواً لمجلس النواب سنة 1960م وكان صوتاً معارضاً ومطالباً بجلاء القوات الأجنبية الاستعمارية ووحدة البلاد.
نشر إنتاجه في الصحف المصرية ثم الليبية والعربية من بينها صوت الأمة – الأسبوع – الأيام – آخر ساعة – الأهرام القاهرية – المرصاد – طرابلس الغرب – هنا طرابلس – الرائد – شعلة الحرية – الشعب – الإذاعة – الأسبوع الثقافي – الفصول الأربعة – الجماهيرية – الطريق اللبنانية – القصص التونسية”.
ترأس مجلة هنا طرابلس سنة 1954م، ترأس اللجنة العليا لرعاية الآداب والفنون، تولى أمانة اتحاد الأدباء والكتاب بالجماهيرية، تولى مهمة مدير الإذاعة الليبية، أصدر وترأس تحرير جريدة الشعب.
ترجمت أعماله إلى الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، الصينية، الهندية.