نحن و حسام الخليج المُهنّد
أمين مازن
بدأتْ المياه في العودة إلى مجاريها سريعاً بين دول الخليج العربي فور انتهاء المؤتمر الذي شارك فيه قادته بلا استثناء عندما دعتهم السعودية مع حلول هذه العشرية وهي تطل مع مجموعة من المتغيرات المحلية والعالمية المنذرة بأكثر من تسوية منذ تأكد خسارة ترامب لمقعد الرئاسة الأمريكية و ربما توقع الموقف الذي قابل به هذه الخسارة، فقد بات واضحاً أن الذين ضمهم اجتماع السعودية قد أدركوا ما هم في حاجة إليه من المراجعة الواعية والمعالجة الشجاعة لما تمليه المراجعة المذكورة من حازم المواقف بداية من محيطهم و وصولاً إلى الجبهات التي يتحركون فيها جميعاً، الأمر الذي حدا بكل متابع مخلص أن يعبّر عن اطمئنانه ويقلع في الوقت ذاته عن التخرصات الإعلامية وما تسرف فيه عادة من التفاصيل وما تجلبه من أمكر الشياطين، ذلك أن هذه العودة التي جاءت بعد سنوات أربع من القطيعة المخجلة والإصطدامات القاتلة ما كان لها أن تكون وتُنجَز على هذا النحو السريع لو لم يتوصل القوم إلى استحالة الإبقاء عليها أطول من هذا الوقت وفي هذه الساحات التي طالما أملت الإستقواء بالأجنبي والإستجابة لاحقاً لطلبات هذا الأجنبي ولو على حساب الإحتياجات الضرورية للنَّاس خاصة وأن الوطن العربي كان فضاءها الأوسع ولم نكن معشر الليبيين بعيدين عنها بل طالما كنا في صميمها وبالأحرى صميم اهتمام المنخرطين فيها من هؤلاء القادة الذين طالما فصلت شبكة المعلومات الدولية عن قيمة المبالغ الممنوحة وأسماء مستلميها و لا سيما الفترة التي تلت فبراير 2011 التي أذنت بسقوط نظام الفاتح من سبتمبر وظهور عديد الهيئات أو لنقل التنظيمات التي كان الكثير منها ليس بعيداً عن هذه الإنفاقات غير المحدودة، و دونما إغراق في الحديث لا نملك إلا أن ننضم إلى الذين سرَّهم ما بدا من عودة المياه إلى مجاريها في خليجنا العربي عسى أن يكون في هذه العودة ما يُبقي على عروبة هذا الخليج الذي لن يكون عربياً إلا بسيادة اللغة العربية و لا شيء غير اللغة العربية اللهم إلا ما يكون بعامل المثاقفة وتبادل المعرفة والدفاع عن الوجود، وإذا كان النص الخالد قد مَثَّل المسلمين بتوادهم بالجسد وتداعياته فإن الأمل وطيد في تداعي إخوتنا في الخليج بما يجنبنا السهر والحُمّى إن لم يتيسّر ما هو أفضل من ذلك ونحن نواجه ما نواجه من ظلم ذوي القُربى التي قيل قديماً إنها أشد من وقع الحسام المُهَنَّد.