ثقافةرأي

نشيد أعرج

معمر الأمين الزائدي

أضعتُ‭ ‬نشيدي

ذلك‭ ‬الاحتفال‭ ‬المكلّل‭ ‬

بالأمان‮ ‬‭ ‬والأغنيات‭ ..‬

المضمخ‭ ‬بعطر‭ ‬الهيولى

ورائحة‭ ‬التراب‭ ‬المبلّل‭ ‬بالمطر‭ .‬

أضعتُ‭ ‬نشيدي‭ ‬

في‭ ‬الخواء‭ ‬المجيد

وهو‭ ‬يرتدي‭ ‬أزمنة‭ ‬من‭ ‬سلالة‭ ‬الحطب

ويستفحل‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬

موغلاً‭ ‬في‭ ‬الوحشة‭ ‬

والصمت

كانتْ‭ ‬الساعة‭ ‬بريدًا‭ ‬نافقًا

وكنتُ‭ ‬أوضب‭ ‬أفكاري

وأجمع‭ ‬حطب‭ ‬السنين

لأحتسي‭ ‬بني‭ ‬

وأجلسُ‭ ‬مستمتعًا‭ ‬

بفكرة‭ ‬ترقص‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬

وتوغل‭ ‬في‭ ‬نشيدي‭ .‬

كان‭ ‬النشيدُ‭ ‬

خيط‭ ‬ناي‭ ‬

خفيف‭ .‬

من‭ ‬ليلك‭ ‬الروح

وحلم‭ ‬من‭ ‬قطن‭ ‬النعيم‭ ‬

صرخة‭ ‬في‭ ‬الخلاء‭ ‬

تعيد‭ ‬ترتيب‭ ‬المواجع

تزهر‭ ‬

فترفل‭ ‬فيها‭ ‬الأغنيات

باذخة‭ ‬الظل‭ ‬

وارفة‭ ‬المعاني

أضعته‭ ‬حرفًا‭ ‬حرفًا‭ ‬

حين‭ ‬غزلته‭ ‬

حرفا‭ ‬حرفاً

تسرب‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬أين

ليحتويه

اشتد‭ ‬الضبابُ‭ ‬

خر‭ ‬إيقاعي‭ ‬

وبكيتُ

ليس‭ ‬ثمة‭ )‬مي‭( ‬في‭ ‬النوتة‭ ‬

تسلّلت‭ ‬إلى‭ ‬التراب‭ ‬

حيث‭ ‬المقابر‭ ‬جنة‭ ‬من‭ ‬الصمت

الحزين

تبحث‭ ‬عن‭ ‬شجن‭ ‬موازٍ

تخلى‭ ‬عن‭ ‬نسغه

وأكتسب‭ ‬القداسة

لكنها‭ ‬لم‭ ‬تعدْ‭ ..‬

طارتْ‭ )‬الفا‭(‬‭..‬

عندما‭ ‬جاعتْ‭ ‬المدينة‭ ‬

وأكلتْ‭ ‬ذراعيها‭ ‬

سكرتْ‭ ‬بالدم

وجنتْ‭ ..‬

حلقتْ‭ ‬كفراشة‭ ‬

تبحث‭ ‬عن‭ ‬ربيع‭ ‬مؤثث‭ ‬

لكنها‭ ‬جفتْ‭ ‬من‭ ‬العطش‭ ‬

وامتصها‭ ‬الضبابُ‭..‬

الصول‭ ..‬

يقبع‭ ‬في‭ ‬زنزانة‭ ‬الفوضى‭ ‬

توقف‭ ‬عن‭ ‬الغناء

أطلق‭ ‬لحيته‭ ‬للريح‭ ..‬

وغض‭ ‬قلبه‭ ‬عن‭ ‬الفرح

لقد‭ ‬ضاع‭ ‬نشيدي‭ ‬

صار‭ ‬أعرج‭ ‬

مثل‭ ‬قرصان‭ ‬غاضب‭ ‬

يكيل‭ ‬لعناته‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬

لكل‭ ‬شيء‭ ‬

فلاشيء‭ ‬يعجبه‭ ‬

سوى‭ ‬زجاجة‭ ‬من‭ ‬الروم‭ ‬

وألف‭ ‬لعنة‭ ‬ولعنة‭ ‬على‭ ‬الشيطان‭ ‬

اللا‭ ..‬

صارت‭ ‬تيمة‭ ‬المعنى‭ ‬

توقفت‭ ‬عن‭ ‬المرح‭ ‬

انزوتْ‭ ‬في‭ ‬قبوها

تسكر‭ ‬بالرصاص‭ ‬

طوال‭ ‬الليل‭ ..‬

تلعن‭ ‬التاريخ

وترفض‭ ‬الكلام

توارت‭ ‬في‭ ‬الجغرافيا

حتى‭ ‬توارت‭ ‬عن‭ ‬القلب

ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الإيقاع‭ ‬

ليس‭ ‬كافيًا‭ ..‬

فالسي‭ ‬سالتْ‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬المدينة‭ ‬

عانقتْ‭ ‬ضباب‭ ‬الجن‭ ‬

هاجرتْ‭ ‬للصمت‭ ‬

وانتحرت

ليس‭ ‬ثمة‭ ‬سوى‭ ‬الدو‭ ‬

يغازل‭ ‬الراي‭ ‬

وأنا‭ ‬

أحاول‭ ‬ترتيب‭ ‬نفسى‭ ‬

وأدوزن‭ ‬للمدى‭ ‬

لحنًا‭ ‬من‭ ‬نشيج‭ ‬الوجع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى