هل يمكن الوصول إلى تفسير ثقافي يناقش خطورة هذه الظاهرة وبالتالي وضع خارطة نفسية تحلل أسس العلاقة بين المجتمع وصناع المحتوى، أو على الأقل توضح لنا في خطوط عريضة. سلبيات وايجابيات هذا التسونامي المخيف وتقربنا من فوهة الفوضى .
ولو اخدنا الموضوع من وجهة نظر علماء الاجتماع الذين كان لهم مايقولون بخصوص الموضوع .
الدكتور /مصطفي التير عضو هيئة تدريس بالجامعات الليبية :
إذ انه عز الموضوع عن كونه بزنس للشركات التي تبث أعلاناتها عن طريق هؤلاء المؤترين فالبتالي يعتبرونه مصدر رزق لهم ،ومن الممكن أن يكونوا أناس غير متعلمين في مجتمع أحيانا)أصعب مايقال عنه تافه(لأنهم بمستوى جهل لدرجة أن يهتموا،بأشياء تافهة كهذه ،
)ترند عالمي( انتشر في كل أنحاء الدنيا ليس في مجتمعنا أو المجتمعات العربية فحسب ،هناك كتاب للكاتب ،الآن دونو مترجم للعريبة اسمه )نظام التفاهة(يري فيه الكاتب ان العالم ستسيطر عليه القضايا التافهة، نتيجة الاستسهال، استهال.
اي شي بما معناه مثلا ان المثقفين في زمن ما كانوا هم القدوة بمعني يجب علي الكل الاقتداء بهم ،ويكونوا مثلهم الاعلي ،الان الوضع تغير عما كان ،إضافة إلى أن دول العالم الآخر هي مجتمعات تحب القراءة ولديهم نسب ومعدلات لذلك،بينما لو اجرينا هذه النسبة فب ليبيا واستثنينا منها طلبة المدارس والجامعات فسيكون الناتج صفر ،من محصلة المطالعين للكتب الثقافية ،أيضا لو قيمنا حضور الامسيات الثقافية والندوات في دار الفقي حسن مثلا ،لرأينا أن عدد الحاضرين لايذكر أبدا، بينما لو مباراة كرة قدم لفريق متذيل الترتيب أو مقهي أو مركز تسوق كبير فسيكون الأمر مختلفا من ازدحام وتكدس واقبال، كذلك الأمر في الملتقيات والمحاضرات والمنتديات الثقافية التي تقيمها الجامعات،من ناحية عدد الحضور قليل جدا ،)يادوب صفتين( إذا خلاصة القول أن الوضع الثقافي متدن ومتدن جدا، بينما الحضور يكون كبير ومستوي المتابع أيضا بإعداد كثيرة لفتيات صناع المحتوي ،العالم ككل أصبح يتابع هؤلاء واصبحنا في عصر كما اسماه الكتاب )عالم التفاهة(.
أما الاختصاصية الاجتماعية بمدرسة مصعب بن عمير للتعليم الأساسي حي الأندلس انتصار الشيباني خليفة :
فأكدت على الدولة أن تهتم بالأمر لأن مايحصل في البلاد كارثي بكل ماتعنيه الكلمة
وعن سؤالنا لها عن مدى تأِثر المجتمع وخاصة المراهقين وصغار السن بمشاهير السوشل ميديا ؟
أجابت : مشاهير السوشل ميديا )صناع المحتوى( هم الأشخاص المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي ،إذ أصبحت الصدارة لهم في حياتنا ،وظهر تأثيرهم في المجتمع سلبا حيث أن هدفهم الأول ربح الأموال حتي ولو كان ذلك على حساب المحتوي الذي يقدمونه وكان التأثير الأكبر على المراهقين وصغار السن بشكل واضح على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية بشكل سلبي بتعرض المستخدمين للتحرش الجنسي والعنف الإلكتروني وانعدام الخصوصية والانحياز السياسي والديني والاجتماعي، إن من مساؤي السوشل ميديا التشتت في أداء الواجبات المنزلية وعدم المشاركة في الأنشطة العائلية ومدنا بمعلومات منحازة وغير صحيحة ووسيلة لنشر الشائعات وانتهاك الخصوصية ،وتأثيرها يكون مستمرا خاصة علي المراهقين والاطفال،في ظل عدم وجود رقيب ولاحسيب ،أو عن طريق تقليد حركاتهم وكلامهم إذ يصابون بهوس شديدا بهم يؤدي لخلخلة البدرة السوية التي نشأ عليها هؤلاء في أسرهم وعندما تتطور الحالة في المشاهدة يؤدي الأمر بهم الي التعلق وتقليدهم تقليدا اعمي خاصة إذا كانوا يؤدون حركات خطرة ،ومن الآثار السلبية أيضا إهدار الوقت والتعرض للاكتئاب والقلق وتدني إحترام الذات وتصل احيانا لحد الإنتحار، والتعرض للتنمر والابتزاز خصوصا عند المراهقين،ومن المساؤي أيضا تراجع دور العلم والعلماء في المجتمع.
لماذا كل هذا الإقبال عليهم والدعم؟
مع كل احترامي التفاهة والسطحية انتشرت في المجتمع العربي والإسلامي بصفة عامة ،في غياب الوازع الديني والاخلاقي بصفة عامة، ومن وجهة نظري من يتابعهم لاشخصية لهم ولاوازع ديني ولااخلاقي ويحتاجون الي من يدير حياتهم تربويا ودينيا واخلاقيا
هل فعلا نحتاج الي ثورة في الثقافة؟
نعم بكل تأكيد علينا تكثيف الجهود والوقوف وقفة جادة لنشر التوعية الثقافية والدينية والاخلاقية داخل مجتمعنا والبداية تكون من المدارس وطريقة الرد تكون بإلقاء المحاضرات بشكل سليم ومحترم بحيث يؤتر بنفس الطريقة التي يؤثر بها أصحاب الافكار الهدامة.
ماهو دور الاختصاصي الاجتماعي في مثل هذه المواقف؟
عليه الاهتمام بشكل مكثف ودائم باعطاء المحاضرات التوعوية والثقافية والدينية للثلاميد داخل المدرسة وتعرفهم بسلبيات وايجابيات وسائل التواصل الاجتماعي وإقامة ورش توعية للأسر بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي والتعاون مع المدرسة في ذلك
ا.د /منير عبدالمولي،/استشاري جراحة حروق وتجميل قال :
ومن متابعته الدائمة للحركة الثقافية وحبه للثقافة وحرصه علي الاطلاع رغم تخصصه الطبي الذي يحتم عليه متابعة المرضي، عن السوشل ميديا والمؤثرين قال:-هذه ظاهرة قديمة منشرة في الشعوب ،الاقل ثقافة ،فكلما كانت الشعوب أقل ثقافة وأقل وعي ،أكيد ستتابع هذه الأشياء وتنجر إليها، وسيحكمها احد الجهال، ويتراسها شخص غير متعلم ،وهكذا،إذا هذا يتوقف على مستوى الثقافة مانعيشه الآن ان أمهات من مواليد الثمانينات واعمار اخري أصغر من ذلك ،هن من يتابعن اخبار هؤلاء اولا بأول فما بالك بابناءهن، ابنتي الصغيرة في يوم قالت لي :-أتمني يابابا ان اكون مشهورة مثل هؤلاء ،نحن لانستطيع ان نغير مابالنفوس بين يوم وليلة ،ونطلب منهم ان يغيروا رأيهم او ان يبعدوا عن المتابعة ،هذا الموضوع تحديدا يحتاج الي نظام تعليمي ،نظام التعليم في البلاد يعاد من الصفر وتغيير بالكامل ،ولعلي هنا اعطيك مثال بسيط ان هذه الظاهرة موجودة من القدم ،حوار حدث بين مقدم برنامج عالم البحار في التلفزيون المصري حامد جوهر، وهو كان من أشهر البرامج في التلفزيون المصري برنامج ثقافي علمي ،واستمر قرابة العشرين سنة في البث ،وقتها وكان ياخد إعداد ه اسبوعا كاملا من المديع ليظهر بالنجاح الذي كان عليه ،وكان المديع ياخد أجرا عليه 25او 35جنيه مصري حينها بيننا راقصة سهير زكي فكانت تتقاضي أجرا في الليلة الواحدة يقدر 670جنيها مصريا ولم يكن يعجبها ذلك الأجر إذا هذا المثال البسيط يحدد مامدي ثقافة الشعوب وانجرارهم وراء المواضيع غير المهمة ،والتي لاتستحق المتابعة، وملاحقتهم للمواضيع العديمة الأهمية او غير المفيدة فر أحيان كثيرة
أن تقدم الأمم لا شك أنه يعتمد على نضج وثقافة وجهد و سواعد أبنائه الشباب لتحقق ذلك ولكي نحميهم من الانفتاح على عالم الانترنت لا بد من اتخاذ الخطوات الآتيه :
اولا : في البداية ان أردت ان تقنع الشباب فلا يجب توجيه الأمر اليهم بترك فعل ما ؛ فكلما منعته زدت رغبته في فعله ؛ فالممنوع عنه مرغوب فيه
ثانيا : ان تُستخدم قوة المال والجمال والألوان والحركة وتُسخر لاجل إقناع الشباب بما يخالف المعتاد والقيم ؛ فمن الذكاء ان أردت تغيير مسار تفكيرهم ان تخلق قوة منافسه تضاهي تلك النماذج في شد الانتباة ؛ بمعني ان تسخر الدولة امكانياتها لخلق ثقافة برامجية رصينة تقدم فيها نماذج اخلاقية ودينية جذابة تدعوا وتجمل القيم والعادات والأخلاق الحميدة
ثالثا : ان أردت قيادة أمة فيجب ان تتضافر جهود السياسيين والإذاعيين والتربويين ؛ وان تتم مراقبة ما يعرض ويحلل مضمون المادة المعلنة ومحاسبة من يتجاوز الحدود والقيم الأخلاقية ) ليس بالسجن والتعذيب ( بل بالتعديل والحوار وتحويل المخالفين الي الجهات المختصة وهذا يقود إلى النقطة الرابعة وهي : فتح مراكز للتوجيه والإرشاد النفسي والعلاج النفسي فإنحراف الإنسان عن جادة الصواب ناتج عن عيشه في بيئة تنتهج الحرمان المادي والعاطفيّ من قبل الأهل عموما والأسرة خصوصا
خامسا : ان تكون هناك حملات توعية للمختصين تجوب المدارس )الإعدادية والثانوية ( والجامعية مستخدمة الكلمة الطيبة والفن الرصين والرسم ؛ والاهم ان تفتح مؤسسات التعليم باب النشاطات المدرسية والجامعية لدعم شخصية المتعلم ولفت اتباهه واهتمامه وتفريغ انفعالاته وتشجيعه علي الاندماج الاجتماعي وتعريفه بالمهن وخلق الشغف لديه للعطاء وللإنجاز ولأن يكون لحياته قيمة ولوجوده هدف .
واخيراً ان ما يهتم به الآباء فيسير علي نهجه الأبناء ان صلحت القدوة صلح المقتدي والحديث في هذا المجال يطول ويحتاج الي مجلد لأننا في الواقع من نهدم أبنائنا بسوء اللفظ وبالكذب وبعدم الاهتمام وعدم الإشباع المادي والعاطفيّ وهذا ما يدفع الأطفال والشباب للبحث عنها خارج البيت والأسرة
د. الحادة ابوالقاسم عمر . جامعة الزنتان / كلية التربية الرياينة:
الخلاصة : الله أعطي للشباب قوة جسدية وانفعالية واردة وقدرة علي خلق وتحريك الأحداث ان أوجدت لهم أماكن للعمل والترفيه والإنجاز وتحويل الأفكار الي واقع عملي معاش ؛ ولكن الفراغ وعدم الوعي والتهميش وعدم وجود وظائف يسمح راتبها بعيش حياة كريمة عوامل تقذف بالشباب الي أتون الفساد وتجربه كل محرم من ادمان وفن هابط واتباع قدوة نسجت من فراغ وتتكلم بهراء .