إستطلاعاترأي

هل نحتاج إلى ثورة ثقـــــــــــافية

نادية البطني

هل‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تفسير‭ ‬ثقافي‭ ‬يناقش‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬وبالتالي‭ ‬وضع‭ ‬خارطة‭ ‬نفسية‭ ‬تحلل‭ ‬أسس‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المجتمع‭ ‬وصناع‭ ‬المحتوى،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬توضح‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬خطوط‭ ‬عريضة‭. ‬سلبيات‭ ‬وايجابيات‭ ‬هذا‭ ‬التسونامي‭ ‬المخيف‭ ‬وتقربنا‭ ‬من‭ ‬فوهة‭ ‬الفوضى‭ .‬

ولو‭ ‬اخدنا‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬علماء‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬لهم‭ ‬مايقولون‭ ‬بخصوص‭ ‬الموضوع‭ .‬

الدكتور‭ /‬مصطفي‭ ‬التير‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬تدريس‭ ‬بالجامعات‭ ‬الليبية‭ :‬

إذ‭ ‬انه‭ ‬عز‭ ‬الموضوع‭ ‬عن‭ ‬كونه‭ ‬بزنس‭ ‬للشركات‭ ‬التي‭ ‬تبث‭ ‬أعلاناتها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬هؤلاء‭ ‬المؤترين‭ ‬فالبتالي‭ ‬يعتبرونه‭ ‬مصدر‭ ‬رزق‭ ‬لهم‭ ‬،ومن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أناس‭ ‬غير‭ ‬متعلمين‭  ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬أحيانا‭)‬أصعب‭ ‬مايقال‭ ‬عنه‭ ‬تافه‭(‬لأنهم‭ ‬بمستوى‭ ‬جهل‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬يهتموا،بأشياء‭ ‬تافهة‭ ‬كهذه‭ ‬،

‭)‬ترند‭ ‬عالمي‭( ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الدنيا‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬أو‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬فحسب‭ ‬،هناك‭ ‬كتاب‭ ‬للكاتب‭ ‬،الآن‭ ‬دونو‭ ‬مترجم‭ ‬للعريبة‭ ‬اسمه‭ )‬نظام‭ ‬التفاهة‭(‬يري‭ ‬فيه‭ ‬الكاتب‭ ‬ان‭ ‬العالم‭ ‬ستسيطر‭ ‬عليه‭ ‬القضايا‭ ‬التافهة،‭ ‬نتيجة‭ ‬الاستسهال،‭ ‬استهال‭.      

‭ ‬اي‭ ‬شي‭ ‬بما‭ ‬معناه‭ ‬مثلا‭ ‬ان‭ ‬المثقفين‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬هم‭ ‬القدوة‭  ‬بمعني‭ ‬يجب‭ ‬علي‭ ‬الكل‭ ‬الاقتداء‭ ‬بهم‭ ‬،ويكونوا‭ ‬مثلهم‭ ‬الاعلي‭ ‬،الان‭ ‬الوضع‭ ‬تغير‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬،إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الآخر‭ ‬هي‭ ‬مجتمعات‭ ‬تحب‭ ‬القراءة‭  ‬ولديهم‭ ‬نسب‭ ‬ومعدلات‭ ‬لذلك،بينما‭ ‬لو‭ ‬اجرينا‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬فب‭ ‬ليبيا‭ ‬واستثنينا‭ ‬منها‭ ‬طلبة‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬فسيكون‭ ‬الناتج‭ ‬صفر‭ ‬،من‭ ‬محصلة‭ ‬المطالعين‭ ‬للكتب‭ ‬الثقافية‭ ‬،أيضا‭ ‬لو‭ ‬قيمنا‭ ‬حضور‭ ‬الامسيات‭ ‬الثقافية‭ ‬والندوات‭ ‬في‭ ‬دار‭ ‬الفقي‭ ‬حسن‭ ‬مثلا‭ ‬،لرأينا‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الحاضرين‭ ‬لايذكر‭ ‬أبدا،‭ ‬بينما‭ ‬لو‭ ‬مباراة‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬لفريق‭ ‬متذيل‭ ‬الترتيب‭ ‬أو‭ ‬مقهي‭ ‬أو‭ ‬مركز‭ ‬تسوق‭ ‬كبير‭ ‬فسيكون‭ ‬الأمر‭ ‬مختلفا‭ ‬من‭ ‬ازدحام‭ ‬وتكدس‭ ‬واقبال،‭ ‬كذلك‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬الملتقيات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والمنتديات‭ ‬الثقافية‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬الجامعات،من‭ ‬ناحية‭ ‬عدد‭ ‬الحضور‭ ‬قليل‭ ‬جدا‭ ‬،‭)‬يادوب‭ ‬صفتين‭( ‬إذا‭ ‬خلاصة‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الثقافي‭ ‬متدن‭ ‬ومتدن‭ ‬جدا،‭ ‬بينما‭ ‬الحضور‭ ‬يكون‭ ‬كبير‭ ‬ومستوي‭ ‬المتابع‭ ‬أيضا‭ ‬بإعداد‭ ‬كثيرة‭ ‬لفتيات‭ ‬صناع‭ ‬المحتوي‭ ‬،العالم‭ ‬ككل‭ ‬أصبح‭ ‬يتابع‭ ‬هؤلاء‭ ‬واصبحنا‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬كما‭ ‬اسماه‭ ‬الكتاب‭ )‬عالم‭ ‬التفاهة‭(.‬

أما‭ ‬الاختصاصية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بمدرسة‭ ‬مصعب‭ ‬بن‭ ‬عمير‭ ‬للتعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬حي‭ ‬الأندلس‭ ‬انتصار‭ ‬الشيباني‭ ‬خليفة‭ :‬

فأكدت‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تهتم‭ ‬بالأمر‭ ‬لأن‭ ‬مايحصل‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬كارثي‭ ‬بكل‭ ‬ماتعنيه‭ ‬الكلمة

وعن‭ ‬سؤالنا‭ ‬لها‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬تأِثر‭ ‬المجتمع‭ ‬وخاصة‭ ‬المراهقين‭ ‬وصغار‭ ‬السن‭ ‬بمشاهير‭ ‬السوشل‭ ‬ميديا‭ ‬؟

أجابت‭ : ‬مشاهير‭ ‬السوشل‭ ‬ميديا‭ )‬صناع‭ ‬المحتوى‭( ‬هم‭ ‬الأشخاص‭ ‬المؤثرون‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،إذ‭ ‬أصبحت‭ ‬الصدارة‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬،وظهر‭ ‬تأثيرهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬سلبا‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬هدفهم‭ ‬الأول‭ ‬ربح‭ ‬الأموال‭ ‬حتي‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المحتوي‭ ‬الذي‭ ‬يقدمونه‭ ‬وكان‭ ‬التأثير‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬المراهقين‭ ‬وصغار‭ ‬السن‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والعلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬بتعرض‭ ‬المستخدمين‭ ‬للتحرش‭ ‬الجنسي‭ ‬والعنف‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وانعدام‭ ‬الخصوصية‭ ‬والانحياز‭ ‬السياسي‭ ‬والديني‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬مساؤي‭ ‬السوشل‭ ‬ميديا‭ ‬التشتت‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الواجبات‭ ‬المنزلية‭ ‬وعدم‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الأنشطة‭ ‬العائلية‭ ‬ومدنا‭ ‬بمعلومات‭ ‬منحازة‭ ‬وغير‭ ‬صحيحة‭ ‬ووسيلة‭ ‬لنشر‭ ‬الشائعات‭ ‬وانتهاك‭ ‬الخصوصية‭ ‬،وتأثيرها‭ ‬يكون‭ ‬مستمرا‭ ‬خاصة‭ ‬علي‭ ‬المراهقين‭ ‬والاطفال،في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬رقيب‭ ‬ولاحسيب‭ ‬،أو‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تقليد‭ ‬حركاتهم‭ ‬وكلامهم‭  ‬إذ‭ ‬يصابون‭ ‬بهوس‭ ‬شديدا‭ ‬بهم‭ ‬يؤدي‭ ‬لخلخلة‭ ‬البدرة‭ ‬السوية‭ ‬التي‭ ‬نشأ‭ ‬عليها‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬أسرهم‭ ‬وعندما‭ ‬تتطور‭ ‬الحالة‭ ‬في‭ ‬المشاهدة‭ ‬يؤدي‭ ‬الأمر‭ ‬بهم‭ ‬الي‭ ‬التعلق‭ ‬وتقليدهم‭ ‬تقليدا‭ ‬اعمي‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬كانوا‭ ‬يؤدون‭ ‬حركات‭ ‬خطرة‭ ‬،ومن‭ ‬الآثار‭ ‬السلبية‭ ‬أيضا‭ ‬إهدار‭ ‬الوقت‭ ‬والتعرض‭ ‬للاكتئاب‭ ‬والقلق‭ ‬وتدني‭ ‬إحترام‭ ‬الذات‭ ‬وتصل‭ ‬احيانا‭ ‬لحد‭ ‬الإنتحار،‭ ‬والتعرض‭ ‬للتنمر‭ ‬والابتزاز‭ ‬خصوصا‭ ‬عند‭ ‬المراهقين،ومن‭ ‬المساؤي‭  ‬أيضا‭ ‬تراجع‭ ‬دور‭ ‬العلم‭ ‬والعلماء‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭.‬

لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الإقبال‭ ‬عليهم‭ ‬والدعم؟

مع‭ ‬كل‭ ‬احترامي‭ ‬التفاهة‭ ‬والسطحية‭ ‬انتشرت‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬،في‭ ‬غياب‭ ‬الوازع‭ ‬الديني‭  ‬والاخلاقي‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬من‭ ‬يتابعهم‭ ‬لاشخصية‭ ‬لهم‭ ‬ولاوازع‭ ‬ديني‭ ‬ولااخلاقي‭ ‬ويحتاجون‭ ‬الي‭ ‬من‭ ‬يدير‭ ‬حياتهم‭ ‬تربويا‭ ‬ودينيا‭ ‬واخلاقيا‭ ‬

هل‭ ‬فعلا‭ ‬نحتاج‭ ‬الي‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬الثقافة؟

نعم‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭ ‬علينا‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬والوقوف‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬لنشر‭ ‬التوعية‭ ‬الثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬والاخلاقية‭ ‬داخل‭ ‬مجتمعنا‭ ‬والبداية‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬وطريقة‭ ‬الرد‭ ‬تكون‭ ‬بإلقاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬بشكل‭ ‬سليم‭ ‬ومحترم‭ ‬بحيث‭ ‬يؤتر‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يؤثر‭ ‬بها‭ ‬أصحاب‭ ‬الافكار‭ ‬الهدامة‭.‬

ماهو‭ ‬دور‭ ‬الاختصاصي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف؟

عليه‭ ‬الاهتمام‭ ‬بشكل‭ ‬مكثف‭ ‬ودائم‭ ‬باعطاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬التوعوية‭ ‬والثقافية‭ ‬والدينية‭ ‬للثلاميد‭ ‬داخل‭ ‬المدرسة‭ ‬وتعرفهم‭ ‬بسلبيات‭ ‬وايجابيات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وإقامة‭ ‬ورش‭ ‬توعية‭ ‬للأسر‭ ‬بمخاطر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬ذلك

ا‭.‬د‭ /‬منير‭ ‬عبدالمولي،‭/‬استشاري‭ ‬جراحة‭ ‬حروق‭ ‬وتجميل‭ ‬قال‭ :‬

ومن‭ ‬متابعته‭ ‬الدائمة‭ ‬للحركة‭ ‬الثقافية‭ ‬وحبه‭ ‬للثقافة‭ ‬وحرصه‭ ‬علي‭ ‬الاطلاع‭ ‬رغم‭ ‬تخصصه‭ ‬الطبي‭ ‬الذي‭ ‬يحتم‭ ‬عليه‭ ‬متابعة‭ ‬المرضي،‭ ‬عن‭ ‬السوشل‭ ‬ميديا‭ ‬والمؤثرين‭ ‬قال‭:-‬هذه‭ ‬ظاهرة‭ ‬قديمة‭ ‬منشرة‭ ‬في‭ ‬الشعوب‭ ‬،الاقل‭ ‬ثقافة‭ ‬،فكلما‭ ‬كانت‭ ‬الشعوب‭ ‬أقل‭ ‬ثقافة‭ ‬وأقل‭ ‬وعي‭ ‬،أكيد‭ ‬ستتابع‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬وتنجر‭ ‬إليها،‭ ‬وسيحكمها‭ ‬احد‭ ‬الجهال،‭ ‬ويتراسها‭ ‬شخص‭ ‬غير‭ ‬متعلم‭ ‬،وهكذا،إذا‭ ‬هذا‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الثقافة‭ ‬مانعيشه‭ ‬الآن‭ ‬ان‭ ‬أمهات‭ ‬من‭ ‬مواليد‭ ‬الثمانينات‭ ‬واعمار‭ ‬اخري‭ ‬أصغر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬،هن‭ ‬من‭ ‬يتابعن‭ ‬اخبار‭ ‬هؤلاء‭ ‬اولا‭ ‬بأول‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بابناءهن،‭ ‬ابنتي‭ ‬الصغيرة‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬قالت‭ ‬لي‭ :-‬أتمني‭ ‬يابابا‭ ‬ان‭ ‬اكون‭ ‬مشهورة‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬،نحن‭ ‬لانستطيع‭ ‬ان‭ ‬نغير‭ ‬مابالنفوس‭ ‬بين‭ ‬يوم‭ ‬وليلة‭ ‬،ونطلب‭ ‬منهم‭ ‬ان‭ ‬يغيروا‭ ‬رأيهم‭ ‬او‭ ‬ان‭ ‬يبعدوا‭ ‬عن‭ ‬المتابعة‭ ‬،هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬تحديدا‭ ‬يحتاج‭ ‬الي‭ ‬نظام‭ ‬تعليمي‭ ‬،نظام‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬يعاد‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬وتغيير‭ ‬بالكامل‭ ‬،ولعلي‭ ‬هنا‭ ‬اعطيك‭ ‬مثال‭ ‬بسيط‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬موجودة‭ ‬من‭ ‬القدم‭ ‬،حوار‭ ‬حدث‭ ‬بين‭ ‬مقدم‭ ‬برنامج‭ ‬عالم‭ ‬البحار‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬المصري‭ ‬حامد‭ ‬جوهر،‭ ‬وهو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬المصري‭ ‬برنامج‭ ‬ثقافي‭ ‬علمي‭ ‬،واستمر‭ ‬قرابة‭ ‬العشرين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬البث‭ ‬،وقتها‭ ‬وكان‭ ‬ياخد‭ ‬إعداد‭ ‬ه‭ ‬اسبوعا‭ ‬كاملا‭ ‬من‭ ‬المديع‭ ‬ليظهر‭ ‬بالنجاح‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬،وكان‭ ‬المديع‭ ‬ياخد‭ ‬أجرا‭ ‬عليه‭ ‬25او‭ ‬35جنيه‭ ‬مصري‭ ‬حينها‭ ‬بيننا‭ ‬راقصة‭ ‬سهير‭ ‬زكي‭ ‬فكانت‭ ‬تتقاضي‭ ‬أجرا‭ ‬في‭ ‬الليلة‭ ‬الواحدة‭ ‬يقدر‭ ‬670جنيها‭ ‬مصريا‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يعجبها‭ ‬ذلك‭ ‬الأجر‭ ‬إذا‭ ‬هذا‭ ‬المثال‭ ‬البسيط‭ ‬يحدد‭ ‬مامدي‭ ‬ثقافة‭ ‬الشعوب‭ ‬وانجرارهم‭ ‬وراء‭ ‬المواضيع‭ ‬غير‭ ‬المهمة‭ ‬،والتي‭ ‬لاتستحق‭ ‬المتابعة،‭ ‬وملاحقتهم‭ ‬للمواضيع‭ ‬العديمة‭ ‬الأهمية‭ ‬او‭ ‬غير‭ ‬المفيدة‭ ‬فر‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة

أن‭ ‬تقدم‭ ‬الأمم‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬نضج‭ ‬وثقافة‭ ‬وجهد‭ ‬و‭ ‬سواعد‭ ‬أبنائه‭ ‬الشباب‭ ‬لتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬ولكي‭ ‬نحميهم‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬عالم‭ ‬الانترنت‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬الآتيه‭ : 

اولا‭ : ‬في‭ ‬البداية‭ ‬ان‭ ‬أردت‭ ‬ان‭ ‬تقنع‭ ‬الشباب‭ ‬فلا‭ ‬يجب‭ ‬توجيه‭ ‬الأمر‭ ‬اليهم‭ ‬بترك‭ ‬فعل‭ ‬ما‭ ‬؛‭ ‬فكلما‭ ‬منعته‭ ‬زدت‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬فعله‭ ‬؛‭ ‬فالممنوع‭ ‬عنه‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ ‬

ثانيا‭ : ‬ان‭ ‬تُستخدم‭ ‬قوة‭ ‬المال‭ ‬والجمال‭ ‬والألوان‭ ‬والحركة‭ ‬وتُسخر‭ ‬لاجل‭ ‬إقناع‭ ‬الشباب‭ ‬بما‭ ‬يخالف‭ ‬المعتاد‭ ‬والقيم‭ ‬؛‭ ‬فمن‭ ‬الذكاء‭ ‬ان‭ ‬أردت‭ ‬تغيير‭ ‬مسار‭ ‬تفكيرهم‭ ‬ان‭ ‬تخلق‭ ‬قوة‭ ‬منافسه‭ ‬تضاهي‭ ‬تلك‭ ‬النماذج‭  ‬في‭ ‬شد‭ ‬الانتباة‭ ‬؛‭ ‬بمعني‭ ‬ان‭ ‬تسخر‭ ‬الدولة‭ ‬امكانياتها‭ ‬لخلق‭ ‬ثقافة‭ ‬برامجية‭ ‬رصينة‭ ‬تقدم‭ ‬فيها‭ ‬نماذج‭ ‬اخلاقية‭ ‬ودينية‭ ‬جذابة‭ ‬تدعوا‭ ‬وتجمل‭ ‬القيم‭ ‬والعادات‭ ‬والأخلاق‭ ‬الحميدة‭ ‬

ثالثا‭ : ‬ان‭ ‬أردت‭ ‬قيادة‭ ‬أمة‭ ‬فيجب‭ ‬ان‭ ‬تتضافر‭ ‬جهود‭ ‬السياسيين‭ ‬والإذاعيين‭ ‬والتربويين‭ ‬؛‭ ‬وان‭ ‬تتم‭ ‬مراقبة‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬ويحلل‭ ‬مضمون‭ ‬المادة‭ ‬المعلنة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬من‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬والقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ) ‬ليس‭ ‬بالسجن‭ ‬والتعذيب‭ ( ‬بل‭ ‬بالتعديل‭ ‬والحوار‭ ‬وتحويل‭ ‬المخالفين‭ ‬الي‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وهذا‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬النقطة‭ ‬الرابعة‭ ‬وهي‭ : ‬فتح‭ ‬مراكز‭ ‬للتوجيه‭ ‬والإرشاد‭ ‬النفسي‭ ‬والعلاج‭ ‬النفسي‭ ‬فإنحراف‭ ‬الإنسان‭ ‬عن‭ ‬جادة‭ ‬الصواب‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬عيشه‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تنتهج‭ ‬الحرمان‭ ‬المادي‭ ‬والعاطفيّ‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأهل‭ ‬عموما‭ ‬والأسرة‭ ‬خصوصا‭ ‬

خامسا‭ : ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬حملات‭ ‬توعية‭ ‬للمختصين‭ ‬تجوب‭ ‬المدارس‭ )‬الإعدادية‭ ‬والثانوية‭ ( ‬والجامعية‭ ‬مستخدمة‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬والفن‭ ‬الرصين‭ ‬والرسم‭ ‬؛‭ ‬والاهم‭ ‬ان‭  ‬تفتح‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬باب‭ ‬النشاطات‭ ‬المدرسية‭ ‬والجامعية‭ ‬لدعم‭ ‬شخصية‭ ‬المتعلم‭ ‬ولفت‭ ‬اتباهه‭ ‬واهتمامه‭ ‬وتفريغ‭ ‬انفعالاته‭ ‬وتشجيعه‭ ‬علي‭ ‬الاندماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتعريفه‭ ‬بالمهن‭ ‬وخلق‭ ‬الشغف‭ ‬لديه‭ ‬للعطاء‭ ‬وللإنجاز‭ ‬ولأن‭ ‬يكون‭ ‬لحياته‭ ‬قيمة‭ ‬ولوجوده‭ ‬هدف‭ .‬

واخيراً‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬يهتم‭ ‬به‭ ‬الآباء‭ ‬فيسير‭ ‬علي‭ ‬نهجه‭ ‬الأبناء‭ ‬ان‭ ‬صلحت‭ ‬القدوة‭ ‬صلح‭ ‬المقتدي‭ ‬والحديث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬يطول‭ ‬ويحتاج‭ ‬الي‭ ‬مجلد‭ ‬لأننا‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬نهدم‭ ‬أبنائنا‭ ‬بسوء‭ ‬اللفظ‭ ‬وبالكذب‭ ‬وبعدم‭ ‬الاهتمام‭ ‬وعدم‭ ‬الإشباع‭ ‬المادي‭ ‬والعاطفيّ‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬للبحث‭ ‬عنها‭ ‬خارج‭ ‬البيت‭ ‬والأسرة

د‭. ‬الحادة‭ ‬ابوالقاسم‭ ‬عمر‭ . ‬جامعة‭ ‬الزنتان‭ / ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬الرياينة‭:‬

الخلاصة‭ : ‬الله‭ ‬أعطي‭ ‬للشباب‭ ‬قوة‭ ‬جسدية‭ ‬وانفعالية‭ ‬واردة‭ ‬وقدرة‭ ‬علي‭ ‬خلق‭ ‬وتحريك‭ ‬الأحداث‭ ‬ان‭ ‬أوجدت‭ ‬لهم‭ ‬أماكن‭ ‬للعمل‭ ‬والترفيه‭ ‬والإنجاز‭ ‬وتحويل‭ ‬الأفكار‭ ‬الي‭ ‬واقع‭ ‬عملي‭ ‬معاش‭ ‬؛‭ ‬ولكن‭ ‬الفراغ‭ ‬وعدم‭ ‬الوعي‭ ‬والتهميش‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬وظائف‭ ‬يسمح‭ ‬راتبها‭   ‬بعيش‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬عوامل‭ ‬تقذف‭ ‬بالشباب‭ ‬الي‭ ‬أتون‭ ‬الفساد‭ ‬وتجربه‭ ‬كل‭ ‬محرم‭ ‬من‭ ‬ادمان‭ ‬وفن‭ ‬هابط‭ ‬واتباع‭ ‬قدوة‭ ‬نسجت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬وتتكلم‭ ‬بهراء‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى