الأسر الناجحة والسعيدة: بين خيار التخطيط والموازنة مع تقلبات الحياة
الروابط القوية بين الزوجين تنعكس على كافة أفراد الأسرة والانسجام بين الزوجين والمحبة والتفاهم يخلق مناخاً للسعادة والنجاح والتوازن حيث لاوجود لبرتوكول أو قواعد محدَّدة نسير عليها .. بل الترابط هو الأساسُ والمحبة هي سياج العلاقة والأسر الناجحة السعيدة .
ولأن الأمر مختلفٌ فيه بين النَّاس وكلٌ يرى السعادةَ الأسرية من زاوية سألنا بعضهم عن مقياس السعادة؛ وكيف يرونها في الأسر
الترابط والرضى
جيهان الأصفر قالت :
إن السعادةَ خيارٌ يجهاد الزوجان للوصول إليه وتضحية جماعية لانجاح الأمر من الأسر مجتمعة ولا اعتقد أن هناك أشياءً أو ثوابت تنفع للجميع لاتباعها كل أسرة وسماتها ومقاييس سعادتها يختلف عن غيرها هناك أسر السعادة في اللمة وأخرى في السفر وأسر في العلاقات الاجتماعية والتواصل وأخرى في المشاركة والترابط .. هكذا أرى السعادة في الأسر .
أما جلال عز الدين فقال:
إن الأسر السعيدة تستطيع أن تميزها عن سواها لأن كل فرد من أفرادها يعبير عن التقدير لبعضهم بعضاً.
ولا يضيعون فرصة لقضاء الكثير من الوقت مع بعضهم بعضاً؛ حيث إن وجودهم معاً واستماعهم لبعضهم؛ يساعد في إنجاز الكثير من الأشياء؛ وترتيب أوقات ملتزمة ليكونوا معاً.
المشاركة والالتزام
من جهتها تقول أبرار المسلاتي:
إن خلق أنماط جديدة للتواصل مع بعضهم بعضاً في الاسرة والإحساس القوي بالالتزام نحو بعضهم وقوة الوازع الديني لديهم؛ ومشاركة الالتزامات الدينية مع بعضهم؛ ومشاركة الخبرات الحياتية معاً.
من أسباب نجاح الأسر وسعادتها
في حين أضاف عبدالله التاغدي قائلاً:
إن اكتشاف النشاط الأكثر أهمية لدى كل فرد، وتوليه الاهتمام والتشجيع ووضع جميع أفراد الأسرة في الاعتبار في المناسبات الاجتماعية واللقاءات الأسرية مع مشاركة أفراحهم وأحزانهم معاً؛ وتدعيم بعضهم لبعض والوفاء بالوعد تجاه الأبناء، وتدعيم عنصر الثقة لديهم من أسباب السعادة والنجاح لامحال.
المفاجأة واكتشاف الخطأ
السيدة حنان سالم تقول:
الأسر السعيدة تعتمد على سياسة تجاوز الأخطاء؛ وترك كل فرد يجلد ذاته بذاته, ويعرف خطأه ويحاول تصحيحه، دون التذلل أو ترك الخطأ من شدة الخوف فقط لان التوبيخ المستمر والوقوف على الصغيرة والكبيرة يمنع من مراقبة الذات والاستفادة من معرفة الابناء لقدراتهم ومواطن ضعفهم.
إدخال عنصر المفاجآت لديهم، مما يزيد من بهجتهم وحبهم لبعضهم.والمرح وروح الفكاهة بين أفراد الأسرة، وعدم جمود العلاقة بينهم كلها أسباب لسعادة ونجاح الأسر و ترابطها .
تقول د. أسماء الحاجي دكتورة تربية وعلم النفس هناك صفات يجب أن يتحلى بها الزوج والزوجة لتكون الأسرة مترابطة سعيدة وناجحة .
الصفات التي يتحلى بها الزوج كي تكون الأسرة سعيدة
* احتواء زوجته وأولاده معنوياً، وكيفية التعامل معهم بطريقة تضمن لهم الأمان.
* عدم البخل بمشاعره تجاه زوجته، والتعبير بالحب لها، والتحكم في انفعالاته معها، وحل مشاكله بطريقة سوية.
* أن يكون الزوج مدعماً مادياً بالدرجة التي تلبي جميع احتياجات أسرته.
* تقوى الله واتباع تعاليم الله ورسوله.
* الأمانة، والغيرة على أهل بيته.
* قادراً على تحمل المسؤوليات، وعدم التقصير في حق زوجته وأولاده، ومراعاة الله فيهم.
* عفيف النفس ويغض بصره، ويبتعد عن وساوس الشيطان.
* مشارك لهم في كل الاشياء قريب وموجه وسند وقدوة حسنة يعتمد هايها .
بينما الصفات التي تتحلى بها الزوجة لكي تؤسس أسرة سعيدة
* الصبر على المعيشة مع زوجها؛ حيث إن عملية الإصلاح بين أي زوجين لا تتم بين يوم وليلة؛ ولكن بعد جهد وصبر وتحمل.
* ملمة بجميع طرق الطهي؛ حيث إن أقصر طريق لقلب الرجل معدته كما يقولون في الأمثال العربية؛ وتحاول جاهدة معرفة جميع الأكلات التي يحبها زوجها وتتقنها بدقة، وتفاجئه بها بعد يوم عمل شاق تريح بها جسده؛ وترضيه بها.
أن تكون مدبرة، لا تبذر بشراهة في دخل بيته؛ فالزوجة أساسُ البيت الناجح؛ وعليها أن تحدّد ميزانية منزلها، وتضع برنامجاً للإنفاق حسب الاحتياجات فقط، وتأخذ مبدأ الادخار في الاعتبار، وإذا كانت الزوجة عاملة، فعليها مساعدة زوجها في مصاريف المنزل، وتساعده في ادخار المال تحسباً للظروف الطارئة.
* تكن سكناً ووطناً لزوجها؛ يلجأ إليها وقت شدته وحيرته؛ تطمئنه وتضمه بحنانها؛ وتقبل عصبيته وقت انفعاله؛ وتلتمس له أعذراً إلى أن يهدأ ويتفاهم معها.
* الصدق والوضوح، واللسان الذي لا يجرح ولا يؤذي بالكلام، وطاعة زوجها طالما لا تتعارض مع تعاليم الله ورسوله.
* تحرص على أن تكون جميلة المظهر أغلب الأوقات، لكي تشبع رغبات زوجها، ويشعر بأنها تكفيه.
* قدرة اختيار الوقت لكل شئ؛ وقت الحديث، وقت الشكوى، وقت الحب، وتمهد له أي شيء قبل الثرثرة فيه.
حفظ الأسرار وعدم إفشائها
أن تكون مثقفة؛ تقرأ الكتب العلمية والاجتماعية، مما يزيد من وعيها وإدراكها في كيفية تربية أبنائها.
الاختصاصية ابتسام الشعافي قالت عن واجبات الزوجين اتجاه أبنائهم للوصول إلى درجة من السعادة تكمن في تربية أبنائهم بطريقة لا يتعارض فيها أسلوب كل منهما.
اختيار أسماء مناسبة لأولادهما حتى لا يتذمر الأبناء من أسمائهم، فهو أمرٌ ليس دخل لهم فيه، وعلى الزوجين أن يكونا حظاً جميلاً لأولادهما.
توفير حياة كريمة لهم، والسعي نحو الرزق لتوفير جميع متطلبات الحياة لهم.
التربية السليمة، وغرس تعاليم الإسلام في قلوبهم منذ الطفولة، حتى يسلكوا طرق الصالحين، والبعد عن المحرمات.
* حفظ القرآن الكريم، وتعليمهم الصلاة وتقريبهم لها، حتى تتعلق قلوبهم بها، وتعريفهم بأن النجاة في الصلاة، والهلاك في البعد عنها.
* عدم الإفراط في التدليل، ولا المبالغة في العقاب، فلابد من الموازنة بحيث لا إفراط ولا تفريط.
* تشجيع الأبناء على فعل الخيرات ومساعدتهم للغير، وإقناعهم بأن خير النَّاس أنفعهم للنَّاس.
* العدل في التعامل بين الأبناء، فلا فرق بين ذكر أو انثى، ولا الأكبر أو الأصغر، وذلك طبقاً لما نهى عنه الرسول ( صلى الله عليه وسلم).
* تفهم الآباء لكل مرحلة يمر بها الأبناء، ومعرفة متطلبات كل مرحلة، والحرص الشديد واحتوائهم في فترة المراهقة حتى يشعر الأبناء بالأمان وعدم الشعور بالنقص الذي يجعله الاختلاط بالجنس الآخر.
* تعليمهم التسامح وتقبل الرأي الآخر.
* توعيتهم في مرحلة القبول على الزواج بحسن اختيار الشريك وتعليمهم معنى المسؤولية.
* تشجيعهم على استغلال أوقات الفراغ بطريقة سوية ومفيدة.
* تنشئتهم على أن يكونوا قدوة لأبنائهم في المستقبل.
* دعمهم كي يكون لهم دورٌ فعالٌ في المجتمع والافتخار بهم وتقوية ثقتهم بقدراتهم.
* الابتعاد عن العقاب البدني والأخذ بمبدأ الثواب والعقاب مثل المكافأة على شيء عظيم أو حرمانهم من شيء كعقاب لما اقترفه من خطأ.
اضافة إلى الاشتراك في أنشطة يقوم بها جميع أفراد الأسرة، لكي يكونوا سعداء .
* تخصيص جلسات دينية بأوقات محدّدة متفق عليها من جميع الأفراد يناشدون فيها تعاليم دينهم بما يساعدهم على تقويم اعوجاج حياتهم وتدبر القرآن وأحاديث السنة النبوية بما ينفعهم ومالهم وصحتهم ورزقهم.
* حفظ القرآن الكريم والحرص على أن يختم كل فرد في الأسرة حفظ وتلاوة القرآن والاحتفال به بمجرد الانتهاء .
* تخصيص ركن صغير يوضع بداخله كتب تتناسب مع ميول كل فرد واتجاهاته مما يساهم في زيادة وعيهم وثقافتهم في التعامل مع بعضهم من جهة، وتعاملهم مع المجتمع وكونهم بنية أساسية فيه من جهة أخرى.
* تخصيص المكافآت لمن يتقدم في مجال معين، وتشجيعه على ذلك مما يزيد من ثقته في نفسه، ويعطيه طاقة لمزيد من التقدم.
* السفر للنزهة مما يضفي جو السعادة والمرح على الجميع.
* حسن معاملة الآخرين وإكرامهم والتعاون الجماعي في أعمال الخير، بالإضافة إلى العمل الشخصي بينهم وبين ربهم.
الاهتمام بالتمرينات الرياضية واتباع العادات الصحية الغذائية.
* تخصيص جلسات في مكان هادئ يتناولون فيها وجبة شهية يشتركون في إعدادها.
* التشجيع على حضور الدورات التدريبية التي تنمي أفكارهم وميولهم.
* تقوية ثقافة الشكر والاعتذار تجاه الآخرين.