العالم اليوم بقاراته الخمس وبملياراته السبع يتراجع اقتصاديا وصناعيا وثقافيا وسياحيا جراء فيروس لا يكاد يرى بالعين المجردة
وقد لقن دروسا لا تنسى لمن ظن أنه بمنأى عن قدر الله متمثلا في اضعف مخلوق من جند الله سبحانه وتعالى أراد أن يذكر العالم المتفوق تكنولوجيا بأنه أضعف جندا ورئيا
فالصين التي قهرت المسلمين الإيغور والهند وامريكا التي تخطط لصفقة القرن والطغاة الذين سيطروا على الجيوش ومقاليد الحكم بالقوة ويرهبون شعوبهم الضعيفة لم يكن أحد من هذا الوباء آمنا حتى ذووا المناصب كالوزراء ورؤساء الدول وغيرهم الذين طغوا وبغوا في الأرض فساداً ( ظَهَرَ الفسَادُ فِي البْرِّ والبَحْرِ بمَا كَسَبتْ أيْدي النَّاسِ ليُذيقهُمْ بَعَضَ الَّذي عَمِلوُا لعَلَّهُمْ يَرْجعُونَ)صدق الله العظيم (آية 40 سورة الروم)
فترامب الذي ظل يتباهى بزره الكبير لأطلاق الصواريخ النووية والقنابل الهيدروجينية المدمرة وأسلحة الدمار الشامل المخيفة للشعوب الضيفة والمغلوبة والمحتلة والمقهورة والخائفة من هذه القوة المجنونة التي سبق وأن عانت من أذاها وقهرت شعوبا ناضلت طويلا قبل أن تحصل على إستقلالها مثل فيتنام ودول أسقط في يدها وصارت مرتهنة للدول العظمى كاليابان وألمانيا وغيرها
وحتى أن تحررت دولة ما سارت في ركب الدولة الأخرى العظمى ومازالت تسمي مستعمراتها القديمة بمجموعة الكمنولت او الفرانكوفونيه وحتى التي حاولت الإستقلالية عن هذه الدول مايزال مجالها الحيوي يشد شعوبها التي غالبا تأثرت بشعارات التحرر والمساواة والوجودية العلمانية وتوثر في حوارها الثقافي وفلسفاتها بما جاء به أرسطو ونتشه وغيرهم بل هناك من يؤمن بأن الإنسان أصله قرد وفق نظرية داروين وكل شيء غربي يتوق إليه ويحاول تقليده بسم الحداثة والتحضر والعلم والموضة وما إليها.
فيروس أصغر من الذرة متناهي في الصغر يكبل أيدي وأقدام دول عظمى فجمدها وأجبرها على الإنطواء والإنكفاء فمجموع المصابين تعدى حتى كتابة هذه السطور المليونين من النسمة في العالم والخسائر الاقتصادية فاقت قرابة ترليون دولار حتى اليوم ناهيك عن الدول القزمية والصغيرة والضعيفة من العالم الثالث الذي نحن فيه اليوم بامتياز فغداؤنا وسلاحنا وموادنا ومناهجنا وقوانينا وحتى أعرافنا وتقاليدنا وكل شيء رهناه إلى قيم العالم الغربي اليوم ,ومازلنا مع وصول هذه الجانحة الخطيرة والوباء العالمي ننتظر الفرج من دول كافرة ومشركة وحتى ملحدة تماما.
اليوم الأطباء يحملون سلطة تفوق سلطات كل الدول مجتمعة باعتبار أن بيدهم وحدهم الشفاء الكامل متناسيين قدرة الله ووجوده وسنته الكونية وحتى الكتابيين المتدينين بأصل الأديان السماوية قد وضعوا نصب أعينهم على نجاح التقنية الطبية والإطباء من علماء وأساتذة وغيرهم في إيجاد أمصال ولقاحات دون الأخذ بالأسباب ودون تدخل إلاهي تماماً.
إن ما سببت فيه البشرية من ثلوث للبيئة وإجراء الإختبارات والتجارب البيولوجية والكيماوية والفيروسية لأستغلالها في الحروب الكونية القادمة ثم العبث بمصائر الخلق من مسلمين كالروهانجا والإيقور وقبلهم مسلموا يوغسلافيا وأقلية عرقية وشعوب مسلمة قضت أناء الاحتلال والإستخراب وتسبب في الظلم الكبير لكثير من شعوب الأرض كلها كانت سببا في هذا العقاب الإلاهي الجديد والغير متوقع حتى يعتبر أولو الرشد والعقل والبصيرة بوجود خالق حافظ للمخلوقات رازق لهم وثاني عطفه عليهم برحمته ولو أراد هلاكهم أجمعين لهلكوا مثل أولي الكفر والمكذبين السابقين الذي غبروا سالف العصور والزمن .
حفظ الله بلادنا وبلاد العرب والمسلمين والبشرية أجمعين من كل بلاء ووباء فديننا نص على الرحمة والعون لكل خلقه وأعادنا لطاعته عودا حميدا طيبا ونحن له عابدون سابحون آيبون , وأنار بصيرة خلقه بما يقيهم من غضب الله وسخطه .
محمد بن زيتون