خاص فبراير
حوار وعدسة : مسعود اجبيرة
قصر بن غشير إحدى البلديات التي تقع إلى الجنوب من العاصمة طرابلس وتكمن أهميتها في أنها نقطة مرور للمسافرين إلى الجنوب ومناطق الجبل كما شهدت هذه إقبالاً للسكن والاستقرار فيها من قبل مواطنين من مختلف المناطق نظراً لما لاقوه من طيبة أهالي البلدية وحسن عشرتهم. البلدية كانت ساحة للمعارك وعانى أهالها من النزوح علاوة على الدمار الذي لحق بالمرافق العامة ومساكن وممتلكات المواطنين ولتسليط الضوء حول هذه البلدية والاطلاع على ما يجري فيها من عمل والمختنقات التي تعاني منها التقينا في هذا الحوار مع الأستاذ محمد الصكوح عميد البلدية الذي استقبلنا بكل ترحاب في مكتبه الذي جاء كالآتي:
هل من نبذة مختصرة حول بلدية قصر بن غشير؟
أحييكم أولاً على اهتمامكم واشكر كل الإعلاميين الذين يسعون للتعريف بالبلديات وإظهار الحقيقة للمواطنين على ما يجري فيها من عمل وما تكابده من مشاق وتواجهه من صعوبات .. بلدية قصر بن غشير من البلديات ذات الكثافة السكانية وتتمتع بموقع استراتيجي مهم باعتبارها ممراً رئيساً إلى مناطق الجنوب والجبل.
حدودها الإدارية من الشمال بلدتي عين زارة وأبوسليم إلى ما بعد معسكر اليرموك وطريق المطار إلى حدود مدرسية الفروسية، من الغرب بلديتي السواني والعزيزية، جمعية النصر في السواني وطريق محطة الأرصاد بالنسبة للعزيزية، من الجنوب بلدية السبيعة حتى كوبري السبيعة ما بعد مستشفى علي عسكر، ومن الجنوب بلديتي سيدي السائح وسوق الخميس.
كم يبلغ عدد سكان البلدية تقريباً؟
حسب تعداد السكان للعام 2006م فإن عدد السكان يقارب مائة ألف نسمة مسجلين في مكتب السجل المدني للبلدية وأربعون ألف مقيم بالبلدية والمجموع الذي تقدم البلدية خدماتها لهم هو مئة وأربعون ألفاً.
ما هي المشكلات والمختنقات التي تعاني منها البلدية؟
تعاني البلدية من قلة الموارد والإمكانات التي تساهم في الرفع من مستوى الخدمات المقدمة للمواطن وعدم الاهتمام من قبل الجهات العامة بالدولة لتذليل الصعاب التي تواجهنا وتم صرف ميزانية الربع الأول من الباب الثاني للعام 2020م وبالنظر لعدد السكان والظروف التي مرت بها البلدية فالمخصص لا يكفي لتقديم الخدمات الضرورية للمواطن ونطالب الجهات العامة أخذ هذا بعين الاعتبار والمساهمة معنا في إحداث نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين.
ما هي أهم المشروعات المطلوب تنفيذها في البلدية؟
تعاني البلدية من تهالك في البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحي وقمامة وطرق وتعرض المرافق العامة للدمار والخراب جراء المعارك التي دارت رحاها في نطاق البلدية ولم نجد أي تعاون من قبل الدولة في معالجة هذه المشكلات والمختنقات والمواطنون هم من يتكفل تطوعاً في تحمل الصرف على إجراء بعض أعمال الصيانة والتجديد وهو ما يثقل كاهل المواطن وغير كافٍ للإصلاح الجذري.
كيف تعاملتم مع النازحين؟
قمنا تقديم المستطاع من الخدمات للنازحين وتفقدنا أحوالهم ولا يوجد إلى حد الآن أي برنامج لتعويض المواطنين عن الخسائر التي تعرضت لها ممتلكاتهم من منازل ومحال تجارية ومزارع وورش وغيره وبعض المناطق مثل الرملة والكازيرما وخلة بن عون والأحياء البرية لم يتم رجوع النازحين منها بسبب الدمار الشامل التي أصاب الممتلكات وإذا استمر تقديم الخدمات من قبل الدولة فإن عودة النازحين لن تتم قبل سنتين أو أكثر وبالرغم من هذا فقد عاد حوالي 70 % من النازحين إلى مساكنهم.
هل من لمحة حول الحالة الأمنية بالبلدية؟
تشهد البلدية استقراراً أمنياً والحمد لله ولم تسجل البلدية تلك الجرائم الخطيرة والجهات الأمنية بالبلدية بجميع تخصصاتها تقوم بدورها على الوجه الأكمل لضمان سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
ما هي أكثر الشكاوى التي تأتيكم من مواطني البلدية؟.
أكثر ما يشتكي منه المواطن هو انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وتكدس القمامة وبالرغم من أن هذه الخدمات من اختصاص الشركات العامة المختصة ولكن المواطن يضع اللوم على البلدية.
ماذا عن جائحة كورونا؟
للأسف لوحظ في المدة الأخيرة ارتفاع عدد الإصابات والوفيات داخل البلدية حيث وصل عدد الوفيات خمس عشرة حالة منهم اثنتان من مختار المحلات وفي هذا الجانب قمنا بدعم فريق التقصي والرصد بكل الإمكانات حسب الميزانية المخصصة للغرض والإمكانات بسيطة والبلدية تمتلك سيارة إسعاف واحدة غير مجهزة تجهيزاً كاملاً وتفتقر لمركز عزل صحي وخاطبنا الجهات المعنية مراراً وتكراراً حول هذه الوضع السيئ ولكن لم يتم الاستجابة إلى حد الآن لتوفير هذه المتطلبات.
حدثنا عن الجانب الإعلامي؟
توجد في البلدية إذاعة محلية متوقفة حالياً بسبب بعض الأمور الفنية ونسعى جاهدين لبداية بث هذه الإذاعة والتي نتمنى أن تنطلق وفق إمكانات تساهم في استمرارية بثها ونحرص على أن تكون برامج هذه الإذاعة وفق ما يخدم المصلحة العامة وتساهم في اللحمة الوطنية ومد أواصر الود والمحبة بين كل الليبيين بعيداً عن التعصب والقبلية والجهوية، كما نسعى إلى إصدار صحيفة محلية تهتم أخبار البلدية وتسلط الضوء على ما تواجهه من مشكلات ومختنقات وأيضا لاكتشاف المواهب والمبدعين من الشباب في كل المجالات الأدبية والعلمية وأيضا للمبدعين وأصحاب الخبرة لنشر ما لديهم وتحقيق الإطلاع والفائدة للمتلقي.
ماذا لديكم في جانب الباحثين عن العمل؟
نحن الآن بصدد انجاز قاعدة بيانات للباحثين عن العمل وقد أنجزنا حوالي 70 % من القاعدة وتم الإفراج عن عقود الاختصاصيين الاجتماعيين والباقي لازال متأخراً.
ماذا عن التعليم في البلدية؟
تم تأدية امتحانات الشهادة الثانوية وتم إجراؤها في مكان واحد وهو كلية التربية وسارت الامتحانات بالشكل المطلوب وتم إتباع كافة تدابير الوقاية من فيروس كورونا وتوفير كل ما يلزم لذلك. وأنا هنا لا أشجع على عودة الدراسة نظراً لظروف الوباء ولأننا نعاني من الدمار الذي لحق بعدد 20 مدرسة وتحتاج إلى صيانة كاملة ووقت كافٍ لإعادتها للعمل ولم يتم صيانة هذه المدارس إلى حد الآن ونسعى من خلال الاتصال بأجهزة الدولة وببعض المنظمات الدولية لإجراء عمليات الصيانة لهذه المدارس.
كلمة أخيرة ..
أهيب بالجهات العامة ضرورة الاهتمام ببلدية قصر بن غشير نظراً لأهميتها وأهمية إنشاء المشروعات وصيانة المتهالك منها والبنية التحتية والمرافق العامة خدمة للمواطن والدفع بعجلة التنمية ومعالجة الدمار الذي لحق بالبلدية من جراء الحرب. واشكر لكم حضوركم واهتمامكم بالاطلاع على البلديات وطرح المشكلات والصعوبات أمام الجهات العامة وتعريف المواطن بمدى الصعوبات التي نواجهها.