فبراير عدت والعود أحمد
محمد بن زيتون
مرت الذكرى العاشرة لثورة فبراير تهل علينا بالخير والأمل وكثير من التفاؤل حيث بعد انتصار رجال البركان في الغرب الليبي قبل أشهر مضت لقنوا المعتدين الغزاة الانقلابين درساً لن ينسى في كامل تراب الوطن؛ كما أن العاصمة تمكنت من لملمة جراحها ودفن شهدائها والمباشرة في تحسين وإصلاح البنية التحتية من جديد .
وأخيراً عم الأمن والأمان ربوع العاصمة وتنفس النازحون والمهجرون الصعداء بعودتهم لبيوتهم ومناطقهم رغم الدمار الكبير والخراب اللا نهائي في أغلب البيوت والمصانع والمنشآت والطرق والمحال التجارية وكأنها الحرب العالمية الثالثة.
ولا جرم أن دولاً عظمى شاركت في هذه الحرب مع المنقلبين ودول غنية بالنفط والتجارة دعمتها بالسلاح والعتاد وحتى التدخل الصريح بالطيران المسير والنفاث العادي الحديث والمدافع والهاونات الليزرية والذي أثر في المشهد المأساوي في الاعتداء على العاصمة تغلغل آلاف المرتزقة من الفاغنر المدربين بشكل جيد والذين تدعمهم وتغذيهم جهرا وسرا روسيا برغم نفيها القاطع بأي علاقة لهم بهم ولكنهم مواطنون روس فعلا.
يعود فبراير مع تمكن ملتقى الحوار الليبي برعاية دولية من النجاح بقرار تحديد موعد الانتخابات المقبل في 24 ديسمبر الحالي وإختيار مجلس رئاسي وحكومة مؤقتة جديدين بعد مخاض عسير من الترشح والانتخاب وكان أغلب الليبين عاشوا قلق كبير خوفا من فوز المنقلب صالح عقيله والذي أيد الحرب على طرابلس وكان سببا في كل المآسي بتنصيب حفتر قائدا عاما وتهجير المهجرين وقفل النفط وكان سببا في كل الجرائم والأزمات وما يعانيه المواطن طيلة سنوات .
بالرغم من تعثر حكومة الوفاق في كثير من الخدمات ومعاناة المواطن في الغلاء وأجواء الوباء ونقص الوقود والسيولة وغيرها إلا أن الحرب والقلاقل والفتن كانت سببا مباشرا في في ذلك ولوحظ في هذا العام تحسن ملحوظ في خدمات نقل القمامة ونظافة الشوارع والطرق والكباري والحدائق وصيانتها وتجميلها بما يليق بعاصمتنا الحبيبة وقد تم العمل على صيانة وإصلاح وتزفيت كثير من الطرق الترابية وصدور سياسات نقدية هامة لإصلاح الوضع الاقتصادي المتردي جراء قفل النفط مرارا.
أحباب ورجال وثوار فبراير في كافة ربوع الوطن يحتفلون هذا العام بذكرى فبراير وتحرر الوطن من قيود الطغمة الفاسدة والهوان الذي عاشه الشعب الليبي طيلة أربع حقبات واكثر ولو شعبيا وفي بعض المدن التي مازالت ترزح تحت سيطرة وهيمنة الانقلابين ولو بالقلب وذلك أضعف أنواع الاحتفالات . هلا فبراير وإلى غدٍ أفضل إن شاء الله تعالى .