( الحارة ) المدينة القديمة التاريخية بطرابلس معلم طرابلسي ليبي قديم تقع بمركز العاصمة وتتفرد بنمط معماري مميز بأزقته ومساجده وحماماته وأقواسه ونقوشه وتصاميم ابوابه التي تعكس حسا فنيا عاليا ، كما تعكس بيوتها المتلاصقة نمطا اجتماعيا معبرا على طبيعة انسجام الحياة المدنية لسكانها الذين ينحدرون من عدة مناطق في ليبيا لينتجوا عبر التاريخ تراثا ثقافيا مميزا تجلت تنوعاته في مظاهر العادات والتقاليد ومناحي الحياة المختلفة وفي مقدمتها الصنائع والحرف التي لا تزال مستمرة حتى وقتنا هذا .. ولذلك فهي بحاجة إلى الدعم المستمر لحفظها من الاندثار كمنتج ثقافي ليبي يبرز عراقة الأصالة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.. والدعم المنشود لهذا التراث الحضاري يحب أن لا يقتصر على جوانب محددة بل إن يكون شاملا لكل متعلقاتها المادية والمعنوية كونها أثر وطني تاريخي محمي بموجب القانون فجدرانها تتصدع وبيوتها تؤول للسقوط ومتساكنيها من الأجانب يسهم في ضياع هويتها الاجتماعية ..كل ذلك وأكثر من المخاطر المحدقة بالمدينة القديمة نناقشها في هذه المقابلة مع المهندس محمود الهاشمي النعاس رئيس مجلس جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس فإلى نص الحوار :
المدينة القديمة الهوية التاريخية والأثريــــــــــــة التي تتعرض للإنهيار
– هناك تغيير ديمغرافي أثر على البنية الاجتماعية للمدينة القديمة ما هي اسبابه ؟ وماذا عن الحلول ؟
توارث المدينة القديمة أجيال وكانت أصول هذه المدينة الطرابلسي والغدامسي والنالوتي وغيرهم وهم فسيسفاء من الوطن كله والكل يعيش في المدينة ويتحولون إلى نسيج اجتماعي واحد نتيجة اختلاطهم وانضمامهم وانسجامهم وقد بدأت هذه الأشياء تضيع الآن فنجد أن معظم سكان الحارة الحاليين تشاديين ونيجيريين ومعظم أهل المدينة هاجرو منها ونحن نريد الآن إلغاء فكرة البيت لساكنه وشركاء لا إجراء هذه خصوصية المدينة المالك لازم يأتي و نحاول غرس بذرة مشجعة لرؤوس الأموال والسكان الاصليين
وأضاف النعاس مشكلة المدينة أيضا مع بعض الملاك فمثلا لدي حوالي ثلاث مساكن تقريبا ولا داعي لذكر اسماء أصحابها هذه المساكن مغلقة أكثر من 25 سنة وأصحاب هذه المساكن لا يريدون بيعها ولا العودة إليها ولم يتم ترميمها او صيانتها وهذه المباني متهالكة وكل يوم تنهار بسبب أن الورثة غير متفاهمين …….
وهذا الموضوع يشكل عرقلة لنا ولعملنا وعندما تتكلم يأتي واحد من الورثة يتسآل كيف ولماذا ؟ وللأسف ممكن أن يتم وضع قرارات مؤلمه للمحافظة على المدينة بوضع اليد على هذه المساكن .
– ما هي طبيعة المشاكل التي تواجهة جهودكم للحفاظ على خصوصية المدينة القديمة الثقافية والسياحية ؟
المدينة القديمة ليست متحف فهي حي تحتاج لخدمات ونحن نعمل على توعية السكان و جعلهم يستشعرون اهمية المكان التاريخية ونعطي أمثلة حقيقية للمدينة فيمكننا أن نفتح آفاق التنمية بالموائمة بين كونها حي سكني وبين اهميتها التاريخية والسياحية فيمكن أن يكون البيت بالمدينة القديمة في المستقبل فندق او مطعم او متحف او مشروع تنموي ونوفر له بنية تحتية بحيث يكن لائقا ويعيش فيه بشكل لائق يتذكر فيه تاريخه وماضية وكل ذكرياته وهذه المسألة كلها تحتاج إلى وقت والى جهد وتحتاج للتفاهم مع الطرف الآخر ..
– هل هناك دعم حكومي ومدني لصيانة وتطوير المدينة القديمة ؟
الفضل لله ثم لحكومة الوفاق وجهود الناس الخيرة المهتمة بالمدينة وحتى اكون معك صادق لولا تفهم بعض الجهات وبعض الناس والجهات المسؤولة داخل الحكومة واهتمامها بالمدينة لكان وضعنا مثل باقي المؤسسات الأخرى
ولكن هناك دعم ووقفه ونحن نحاول استثماره في اشياء تعود بالنفع على المدينة وأهلها وهذا هدفنا ..
– ماهي مشاريعكم المستقبلية؟
لدينا 8 مسارات رئيسية منها الاهتمام بالبنية التحتية من مجاري ومياه وتبييض وهذه خطوة أولى.
اما الخطوة الثانية صيانة بعض المعالم التاريخية داخل المدينة مثل باب الحرية وبعض الأماكن التى ممكن أن توظف مثل دار الصابون بحيث تكون مركز للصناعات التقليدية ومصرف الجمهورية في ميدان السيدة مريم ممكن أن يكون منتدىا اجتماعيا وأيضا معرضا تاريخيا لهذا المصرف ولدينا دار عبد الله كريستا للثقافة والطفل قمنا بصيانتها وأضفنا لها قاعة أخرى
كما قمنا بإقامة قاعة للمناسبات الاجتماعية للسكان في شارع ابو ريانه كما أننا انشأنا مركز لتطوير المرأة والدور الأرضي صالة للمناسبات الاجتماعية والدور الثاني لتنمية المرأة فيما يخص الحياكة والتطريز وكل ما يتعلق بنشاط المرأة أيضا اقمنا مجموعة من المساحات لتكون متنفس للسكان ويكون مكان تتوفر فيه شروط الترفيه ويجلس فيه أيضا كبار السن أيضا في إطار التعاون المجتمعي لدينا موسسة اسكندر نجحت في نشاطها و دورها الثقافي إلى جانب المكتبة وممكن استثمار بيت آخر بحيث يكون بنفس المستوى ..
بالإضافة إلى حوش قرفال زنقة الفرنسيس حتى هو مستثمر لاستيعاب نشاطنا الثقافي كما لدينا دار القاضي قوس الصرارعي ووزارة العدل نريد ان يكون منتدى للقراء ومعرض في قلالية باب الحرية وسيتم صيانة العديد من المساجد في المدينة القديمة إضافة لترميم لبعض المساكن حيث أن هناك من العائلات قدرتهم لا تسمح بصيانة منازلهم ونحن من واجبنا أن نقوم بصيانة وترميم بعض المنازل التي انهارت واهم من هذا وذاك الاهتمام بموظفي الجهاز..
وقد تعاقدنا مع مركز مختص للتدريب وتقييم موظفي الجهاز لتحديد نقاط الضعف والقوة لكل موظف وإمكانية المعالجة والخروج بقرارات وتوصيات بتحكيم الإدارة داخل الجهاز ..
– هل تعاونتم بهذا الخصوص مع شركات جديدة ؟
من مدة تعاوننا مع شركة تركية ولكن مازال الوضع الأمني والوبائي غير مشجع ومازلنا نلتمس في بيوت الخبرة ونبحث عنها كيف يكون لدينا شركة استشارية ومشكلتنا بحكم انني لست متخصصا في المجال المعماري التاريخي والتراثي من خلال احتكاكي بالتراث التاريخي ، النخب التى لدينا في حساسية غير عادية واستحواذ غير عادي فالآثار لدينا معهم مشكلة وكذلك الأوقاف والأملاك رغم أننا جزء من املاك الدولة لابد من تؤامة ما بين مؤسسات الدولة فيفترض على كل شخص أن يخلص النية للوطن قبل كل شيء.
ويعتبر المدينة كبلدية فيها خدمات فيها تاريخ وتراث و كل شيء لهذا لابد من التعاون من طرف الأملاك ومع الأوقاف والثقافة نحن نبحث عن قنوات والان أصبح هناك تجاوب نحن لسنا جهاز سلطوي نحن مرحلة معينة نريد وضع العربة على السكة و مستقبلا الجهاز سوف يصبح ليس له دور ويصبح دورنا استشاري ..
– تحولت بعض مرافق المدينة إلى مخازن للسلع وساحاتها إلى أسواق الدولار. بماذا تعلقون؟
رأينا استغوال من رؤوس الأموال وشراء للعقارات التي صارت مخازن حتى منافع لا توجد بها مثل ( دورات المياة )
وقد أوقفنا التجاوزات ولم يعد هناك بناء مخالف وقد قمنا بهدف بعض منها بعد سنة 2011 اوقفنا التجاوزات
الآن نحاول المحافظة على الموجود والفترة القادمة سوف نسمع أن سوق الترك عاد كيف ما كان ملابس وخضروات
وقال النعاس : إن المدينة كانت مهمشة رغم الحجم الكبير من التاريخ والتراث لهذا الآن السيد الرئيس أهتم بالمدينة واصدر قرار بإنشاء الجهاز لانه استشعر أهمية المدينة والسكان قدموا طلب وتنادوا بإنشاء جهاز المدينة القديمة وأضاف إن سوق الدولار طفرة لو استقرت الأمور ونزل سعر الدولار سوف تغلق محلات بيع الدولار لأنه ليس فيها ربح ويكون الدولار في المصرف أرخص والعكس صحيح وبالتالي سوق الدولار طفرة ستنتهي بتوفر الدولار في المصارف نحن الآن نحافظ على السياق التاريخي مع أن الوضع ليس سهل ونطبق القانون وهذا هدفنا وقد سعينا إليه
لدينا الآن لقاءات جديدة مع حرفيبن ومع السياحة ومع الزراعة والوضع ليس بسهل ويحتاج إلى وقت لان الفساد انتشر بشكل كبير جدا
– هل هناك مصاعب قانونية تواجه خطتكم لتطوير المدينة القديمة ؟
يفترض أن تكون هناك تعديلات قانونية من الأجهزة التشريعية فأن أحد الأشياء التي نعمل عليها كجهاز صيانة المدينة القديمة هي نزع الملكية عندما نجد بيت عليه 30 وأربعين وارث غير متفاهمين لازم يعطيني الصلاحية بوضع اليد عليه نظرا لعدم وجود حل ..
– ما هو جديد الجهاز الذي ترغبون في الإعلان عنه ؟
سوف يكون حفل تدشين لخمس مشاريع أنجزت هي : طريق الشط وطريق الهدار وجهة كورنتيا ومستودع وانشأنا قسم عمليات الطواري وهذا القسم له دور فاعل سوف يكون مثل فرق التدخل السريع داخل المدينة سيارات ومعدات ووسائل التواصل والذي مازال ينقصنا هو تأهيل الكادر الوطني والعمالة المحترفة المتخصصة .
المدينة القديمة كانت مهمشة ومساكنها تتعرض للانهيار يوميا
هناك دعم حكومي ومدني ونعمل على استثماره في منفعة المدينة القديمة
نعمل على تطوير المدينة القديمة عبر ثمان مسارات رئيسة..
مهمتنا مرحلية .. ودورنا مستقبلا سيكون استشاريا
سوق الدولار بالمدينة القديمة سينتهي بتوفر الدولار في المصارف