في هذه الليلة المباركة ليلة الخامس عشر من شهر شعبان أهمية خاصة في ” الإسلام ” فقد تم تحويل ” القبلة ” من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة في العام الثاني من الهجرة ، و قد جعل بعض العلماء المسلمين ليلة النصف من شعبان اهمية توازي ليلة القدر ، لذلك يستحب قراءة القرآن الكريم و الاذكار و القيام بالأعمال الصالحة و الحسنة من اهمها الصّدقة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و في هذا نذكر أن أسامة بن زيد رضى الله عنه سأل : رسول الله صل الله عليه و سلم ” لم أرك تصوم في شهر من الشهور ما تصومه في شعبان ، فقال عليه الصلاة و السلام ذاك شهر تغفل الناس عنه بين رجب و رمضان و هو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين و أحب أن يرفع عملي و أنا صائم ” ، و قد رُوِي عن أبي أمامة الباهليّ رضي الله عنه قال ” خمس ليال لا ترد فيهن الدعوة أول ليلة رجب ، و ليلة النصف من شعبان ، و ليلة الجمعة ، و ليلة الفطر ، و ليلة النحر ” .
و حسب رأى العلماء أن في ليلة النصف من شعبان يقدر الله سبحانه و تعالى للعباد أرزاقهم أو شِدَّة و عُسْرْ في السنة اللاحقة ثم يقدم الله ما يشاء ، و يؤخر ما يشاء بأمره عزّ و جلّ .
من أسماء ليلة النصف من شعبان ليلة البراءة ، ليلة الدعاء ، ليلة القسمة ، ليلة الإجابة ، الليلة المباركة ، ليلة الشفاعة ، ليلة الرحمة و يقصد بها نزول الرحمة قال رسول الله صل الله عليه و سلم ” أن الله يرحم أمتي في هذه الليلة بعدد شعر أغنام بني كلب ” ، و سميت ايضا ليلة الغفران و ليلة العتق من النيران فمن الخصائل المميزة في هذه الليلة حصول المغفرة قال رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام ” أن الله سبحانه و تعالى يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة إلا لكاهن أو مشاحن أو مدمن خمر أو عاق للوالدين أو مصر على الزنا ” .
و في الختام نذكر ابيات عن ليلة النصف من شعبان ” الفقيه و عالم الدين عبد الله صديق الغماري ” :
فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه فقم ليلة النصف الشريف مصلياً
و قد نسخت فيه صحيفة حتفه فكم من فتى قد بات في النصف آمناً
و حاذر هجوم الموت فيه بصرفه فبادر بفعل الخير قبل انقضاءه
لتظفر عند الكرب منه بلطف وصم يومه لله و أحسن رجاءه
اعداد : فاطمة الثني