حقيقة قوة الفاغنر الروسية
محمد بن زيتون
مرتزقة (الفاغنر) ليست إلا جزءًا من القوات الروسية الضاربة وتتمتع بحصانة الدولة الروسية حتى النخاع وليس أدل على ذلك من اعتراض روسيا في مجلس الأمن سابقاً على بيان يذكر صراحة تسمية (الفاغنر) بالمرتزقة وطالب مندوبها الدائم استبدال كلمة مرتزقة بالقوات الأجنبية رغم تأكيد الرئيس بوتن أكثر من مرة بأن الفاغنر شركة روسية ولا تتبع القوات الروسية الرسمية ولا تتقاضى مرتبات من الدولة بل من دول أخرى حليفة لحفتر.
كما أن العلامات التي يحملها تؤكد على تبعيتها للقوات الروسية تم تزويدهم بالطيران الأستراتيجي الحديث نسبيا بالنسبة إلى ليبيا والأسلحة المتنوعة الأخرى مما تدل عليه الرحلات المكوكية لطائرات اليوشن الضخمة بين سوريا والقواعد والمطارات الجوية التي تحت سيطرة حفتر .
روسيا لا تخفي علاقتها بدعم حفتر سابقا وحاليا ولكن تحاول أن تستنسخ الدور الروسي في سوريا من جهة تدعم وتؤيد بشار الأسد ضد شعبه بل ترتكب جرائم كشن الغارات وتجرب أسلحتها على المدنيين العزل في المدن والأسواق وحتى الأفراح لو قامت بها من دولة أخرى غير عظمى وغير ذات شان دولي لأنهالت العقوبات الدولية عليها بشكل مستمر وقاسي ,
رئيس ما يسمى بشركة الفاغنر هو أقرب صديق للرئيس بوتن وهو يشغل منصب الطباخ الخاص به في قصر الكريملن وإن نفت دولة روسيا تبعية الفاغنر لجيشها كدولة عظمى ليس خوفا من دولة ليبيا أو دول صغيرة وقزمية وليست ذات شأن دولي ونقصد به ألا تكون حليفة لدولة عظمى أو بيدق لها تنفذ خططها القذرة والتي تنأى أن تلوث فيها أياديها كذلك لا تود خسارة جندي من جنودها ولا أموال تغدقه عليها بينما يرضى بيدق مثل بن زايد التدخل بجنوده ومرتزقته وأمواله الحرام التي هي فوائد ربوية تتبخر في الهواء مثلما نرى اليوم في كل مكان وقد تلطخت صورته بالجرائم والمؤامرات والتدخلات ونشر القواعد الجوية والبحرية والتشكيلات القتالية باستخدام المقاتلين المرتزقة من كل مكان خاصة الفقيرة رغم أن هذه الدويلات الفارهة والنفطية تنطلق أفعالها وردود أفعالها من معاداة ثورات الربيع العربي والصحوة الإسلامية الجديدة بل تحارب حتى المقاومة الفلسطينية والتي تنعتها بالإرهاب وكأنها تريد أن تبقى دليلة للمحتل الغاشم وترضى بالتنكيل وتدنيس بيت المقدس وتهويد القدس والمناطق الفلسطينية جمعاء والسبب هو الخوف من تنامي الصحوة في بلادها وينتفض الشعب العربي والمسلم على أوضاع الظلم والاضطهاد وأن يدرك المرء أنه يأخذ بمال حرام ويتغدى بمال حرام يعيش في وسط حرام أي أنتشار القمار والبارات والفوائد المصرفية والتجارية الربوية والإبتعاد عن تطبيق الشريعة الربانية والغوص في المفاسد وقوانين وضعية لتتعارض مع ما جاءت به الشرائع والأديان فصارت الرشوة هدية والخمر مشروبات روحية والمقامرة نوع من التسلية والتفسخ الجنسي والمثلية حرية شخصية وأكل مال اليتيم بالباطل وحرمان الورثة وفقا للشريعة الإلاهية وإذا ما ذكر لا يتفق مع الواقع في كثير من البلاد التي تحمل بصمة إسلامية وتجد القليل من يعمل بوصايا وشرع الله فيها بل يحارب علماء الدين الحقيقيين وحفظة القرآن ورجال الإفتاء بل يستبعد الدين عن الحياة تماما.
هكذا أرتضى الملوك والزعماء والقادة والرؤساء للحفاظ على كراسيهم ومصالحهم بجلب فاغنر وبلاك ووتر وغيرها من المرتزقة الجنجويد ومتمردي تشاد وسوف لن ينسحب مرتزقة الفاغنر من ليبيا إلا بأمر روسي صريح من بوتن لطباخه الخاص.