مترجم من مدينتي .!!
حافة العشق
مترجم من مدينتي .!!
كثيرًا ما تصادفني العراقيل والشكوك عندما يكون بين يدي كتاب مترجم من لغة ما إلى اللغة العربية.. على سبيل المثال: هناك كلمات لا تترجم ولا توجد في المراجع المتنوعة.. وقد تنحصر المعضلة في اللغة وأسلوبها ونحوها وترتيبها الكلامي ومتلازماتها اللفظية.. فأكون في حيرة وشك دائمين أمام المترجم.. هل اعتمد على النص الظاهري؟ أم على النص الباطني؟ أم على ما فهمه من نص الكتاب؟ لهذا تنصب دراستي على المترجم بالدرجة الأولى.. هل هو مطلع وملم بالموضوع الذي بصدد ترجمته؟ وما علاقة تخصصه به؟ وهل له اهتمامات بالجانب الذي ترجمه؟
تساؤلات لا تعد ولا تحصى عن مشاكل ترجمة النصوص الأدبية عامة والشعر على وجه الخصوص.. هل الترجمة كانت حرفية؟ أم أنها اعتمدت على تحليل النص عند الترجمة؟.
قد تعود أسباب الحيرة إلى ندرة المترجمين الليبيين لنصوص أجنبية.. وأقول مترجمين ليبيين حتى تكون النصوص المترجمة قريبة إلى العقل الليبي.. فكثيرًا ما نقرأ كتبًا لمترجمين لبنانيين أو مصريين أو سوريين فنشعر بثقافة بلادهم ونلمسها ما بين السطور.. من المترجمين الليبيين القلائل الذين أثق بصلتهم واطلاعهم على الأدب والثقافة الليبية الدكتور محمد عبدالدائم بن علي الذي يعد من القراء الجيدين لخارطة الثقافة الليبية.. فقد درس الأدب الإنجليزي ووضع كتاباً باللغة العربية يتناول الرواية وخصائصها الثابتة من فن اختيار العنوان إلى الشخصيات والحكاية والوحدات الثلاث (الزمان والمكان والحدث)؛ والسرد واللغة والأسلوب والترابط والموضوع والحبكة والأمثلة والاقتباسات..
أيضا فاز بترجمة كتاب Heart of the Matter (حقيقة الأمر ) «لجراهام جرين» من الإنجليزية إلى العربية.
كما أن له تحت الإنجاز ترجمة رواية «السماء الثامنة» للروائي الأمين الزاوي مدير دار الكتب الجزائرية. بالإضافة إلى ذلك فإن الدكتور بن علي يهتم بالمسرح والشعر وبخاصة الأدب الأفريقي.. ترجم 25 قصة قصيرة منها «طائر النحس الذهبي» للروائي إبراهيم الكوني.. و «النوارس» للأديب خليفة الفاخري.. و«الجخ» للقاص سالم العبار و«الهدهد» للكاتب والقاص أحمد يوسف عقيلة.. وغيرهم من كتاب القصة القصيرة الليبية الأمر الذي أصبح مائدة لدراسة القصة القصيرة الليبية من قبل الأدباء الأفارقة.