اختفاء المجرودة ..!! للناجي الحربي
حافة العشق
«المجرودة» لون من أجمل ألوان الشعر الشعبي الذي عادة ما يؤدي عند التئام الصابية أي رقصة الكشك الشعبية..
تعتمد «المجرودة» على مقطوعات تشطيرية ثلاثية أو رباعية وتتفق الأبيات الأولى من كل مقطع مع مطلع القصيدة.. ويردَّد الكشاكة البيت الأخيرة في قالب مموسق دون تدخل الآلات الموسيقية.
عادة ما تبدأ «المجرودة» بمقدمة ترحيبية تخص الحجالة وهي الراقصة التي تقف في المنتصف تصغي لوقائع المجرودة.. ثم ينتقل شاعر المجرودة لشرح حالته العاطفية في قالب قصصي وعادة ما يكون فكاهي.. ويختتمها بشتاوة تتناغم مع موضوع المجرودة..
هذا اللون اختفى من رزنامة التراث الليبي البديع.. ربما لقلة شعراء المجرودة ورحيلهم مبكرًا مثل الشاعر بوالتقازة وبوغماز وهاشم القطعاني وغيرهم..فيما أصبحت المجرودة ملحنة بواسطة أدوات موسيقية أفسدت نكهتها ورونقها..وظلت المجرودة الشعبية حبيسة النسيان ونادرة في محافلنا التراثية..
يا ترى ما سبب اختفاء هذا اللون الذي كان محببًا عند عشاق الشعر الشعبي من تفاصيل تراثنا الجميل..؟!!