جعل الله شهر رمضان محطة مهمة في حياة الإنسان المسلم يتزود فيها روحيا وإيمانيا ويلقي عنه وعثاء السفر لعام كامل في خضم الحياة من ضجيج وصراع وخصومات وضعف العلاقة مع الله فتأتي هذه الفرصة ليستدرك الإنسان مافاته ويعيد قراءة حساباته وعلاقته بالله وبنفسه والناس لكن تحول كل هذا إلى عكس ما أراد الله منا فيضيع المقصد الأساسي الذي لأجله شُرٍع الصوم في هذا الشهر وسط هذا الركام الهائل من برامج تنافي مقصود الصوم وحكمة هذا الشهر الكريم حيث تحول رمضان الإسلام إلى رمضان «اللإعلام»!، فقد بدأ السباق المحموم نحو رضا المشاهد المصاب بالتخمة بسبب المعجنات والمحاشي ، والحلويات ببرامج المسلسلات والجوائز، والمقالب، وكل ماله علاقة بالترفيه والتسلية وأكثرها من الاعمال، التى لا يخلو أكثرها من أشياء «تخدش» روحانية الشهر العظيم زد على ذلك أفة هذا العصر التي تهدر كثيرا من الأوقات وتصيب بالتشتت وعدم التركيز الا وهي وسائل التواصل الاجتماعي التي زادت من الطين بلة واتسعت دائرة الانشغال والتشتت على الصائمين.
إن للإعلام في وقتنا الحالي دور مهم وحيوي، وقد أصبح ضرورة لا غنى عنها، إلا أن الكثير من وسائل الإعلام أغفلت الدور الحقيقي للإعلام وهو تثقيف وتوعية المجتمع،وقامت بدور آخر يتنافى تماما مع القيم والعادات والتقاليد العربية والإسلامية الأصيلة، وأصبح همها وشغلها الشاغل عرض الأفلام والمسلسلات والأغاني، إلا أنها لم تقف عند هذا الحد، بل استغلت شهر رمضان المبارك لعرض هذه المواد التي تسيء للاخلاق والذوق العام، وتؤدي إلى فساد المجتمع وتضييع الأجور، وخاصة في شهر العتق من النار، فما إن يبزغ هلال شهر رمضان ؛ حتى نر الكثير من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، تبدأ بتقديم رصيدها الإعلامى الذي جمعته خلال عام كامل منذ أن انصرم شهر رمضان السابق ، وهكذا في كل الأعوام ، فحالة الإعداد والتجهيز والتحضير والتصوير والتقديم لأناس متخصصين في عرض المسلسلات والأفلام والمهرجانات تجري على قدم وساق لكل شهر رمضان قادم!! تلك حالة مشاهدة وملموسة يغنينا عنها الرصد والتتبع والاستقراء للكم الإعلامي المعروض الهائل ، والذي يلاحظه أدنى مشاهد للقنوات الفضائية، حيث يتناوب كثير من فناني وفنانات الإعلام على تقديمها مع بدء شهر رمضان المبارك! حقا .. إنها حالة محمومة يتسابقون فيها بشتى أجناسهم وطبقاتهم ؛ لتوظيف الناس وإشغالهم في هذا الشهر الكريم لمتابعة برامجهم ، مع دس السم في العسل حينا ، بعلة أن تلك البرامج اجتماعية أو ترفيهية أو تعرض فيها مشاكل المجتمع وسبل حلها ، والأمر في حقيقته ليس حلا لمشاكل المجتمع ولا حلها إنما هو أمر خطير جدا له أبعاد ظاهرة وخفية أما أبعاده الظاهرة فهي تحقيق أكبر نسبة ربح ممكنة خلال هذا الشهر فالكل يتنافس في سباق متسارع سواء عبر القنوات الفضائية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق وترويج شتى ما لديهم من ضار ونافع ومهم وغير مهم كل ذلك للوصول إلى تحقيق المكاسب الكبيرة والسريعة وإشغال الناس وتسطيح عقولهم ونشر نمط التفاهة والبلادة وتحويلهم إلى منظومات استهلاكية أكبر همهم إفراغ جيوبهم لتمتلئ حساباتهم بأي وسيلة فعلى سبيل المثال فد بلغت تكلفة الإعلانات حسب إحصائيات شركة الاتصالات المصرية مثلا 290 مليو ن جنيه في رمضان 2019، بينما جمعت 10 قنوات فضائية مصرية نحو 1.5 مليار جنيه إيرادات في أسبوعين من رمضان 2016، في حين تجاوز أجر احد الممثلين المصريين ال 45 مليون جنيه في رمضان 2018، وهكذا في بقية البلاد العربية ما يعكس التوجه الخاص للمؤسسات الإعلامية في هذا الشهر الكريم.
وأما ما يخص وسائل التواصل الاجتماعي فقد نشرت شركة «Online The Pmject’» المتخصصة في وسائل الإعلام الاجتماعية في الشرق الأوسط،
تقريرا يتناول تحليلا للاتجاهات السلوكية لمستخدمي وسائل الإعلام الاجتماعية في تسعة بلدان في منطقة الشرق الأوسط خلال شهر رمضان المبارك، وكشف التقرير عن أن استخدام الجمهور لوسائل الإعلام الاجتماعية يزداد بنسبة 30% خلال أيام الشهر الفضيل. وقد قامت الشركة بمتابعة نشاط مستخدمي موقعي «فيسبوك» و«تويتر» في تسعة بلدان في المنطقة، بما فيها البحرين، ومصر، والأردن، والكويت، ولبنان، وعمان، وقطر، والسعودية والإمارات، وذلك لتقديم لمحة عامة عن اتجاهات استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، ولتحديد مستويات المشاركة والأوقات التي يستخدمون فيها هذه المنصات.
حيث يظهر أن إنفاق المستهلكين يصل إلى أعلى مستوياته خلال شهر رمضان، وهذا ما يشكل، عاملا محفزا للشركات العاملة في الشرق الأوسط لزيادة إنفاقها بنسبة 20% خلال الشهر الفضيل. وأدرك مسؤولو التسويق في المؤسسات الإقليمية ضرورة إطلاق الحملات الترويجية خلال هذا الشهر، والاستفادة من الوسائل الإعلامية الاجتماعية بأقصى قدر ممكن لكونها منصات تمكن من الوصول إلى أكبر فئة من الجمهور.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي للشركة إنهم قد لاحظوا أن استخدام وسائل الاعلام الاجتماعية وعادات المستخدم تتغير بشكل ملحوظ خلال شهر رمضان المبارك، لذا تم إعداد تقرير مفصل يحدد من خلاله اتجاهات استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، ومدى تفاعل المستخدمين معها خلال أيام الشهر الفضيل، و»الهدف الأكبر أن يحول كل البشر إلى مادة استعمالية إنتاجية استهلاكية، هذا يتم عن طريق الإعلانات ، عن طريق الفيديو، عن طريق إنشاء مدن الاستهلاك واللذة، وهي رؤية في ظاهرها مركبة، حيث يمكن للإنسان المستهلك أن يقيم الصلاة في مواقيتها ويحافظ على الشعائر الدينية بالمعنى الأدائي الوظيفي، غير أن أحلامه وغاياته وسلوكه تستوعب تماما ضمن النظام الاستهلاكي العالمي.
وفي استفتاء اجراه «فيس بوك» على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من منطقة الشرق الأوسط بخصوص استخدام تلك المواقع في أثناء مشاهدة التلفاز فى شهر رمضان، كانت الأجوبة من المستخدمين في كل من الإمارات والسعودية، فكانت نسبة من أجابوا بالإيجاب أى بأنهم يشاهدون التلفاز في نفس وقت استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي تقدر بـ77 بالنسبة للإمارات و60% بالنسبة في السعودية وليس باقي الدول العربية بمعزل عن هذه النسب فالامر متشابه بين باقي الدول العربية.
كذلك كان للطعام حيز من تلك الإحصائيات، لا سيما بعد أن سوقت الشركات خدماتها ومنتجاتها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي في الأوقات التي يكثر فيها وجود المستخدمين على تلك المنصات، فطبقا لإحصائيات فيسبوك تأثر76% من المستخدمين بالإعلانات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي في أثناء شرائهم للمنتجات الغذائية طول شهر رمضان، بالإضافة إلى اعتماد ما يقرب من 41% من المستخدمين على وصفات الطعام المنشورة على إنستجرام.
وفي نفس الصدد استطاع فيسبوك تعقب هؤلاء الملايين من المستخدمين من منطقة الشرق الأوسط خلال شهر رمضان، ليجد أنهم يقضون ما يقرب من مليوني ساعة بشكل تدريجي طول شهر رمضان، وهذا يعنى زيادة كبيرة فى متوسط استخدام فيسبوك من قبل مستخدمي فيسبوك في الشرق الأوسط بشهر رمضان.
ربما لن تفيد الإحصائيات السابقة المستخدمين العاديين كثيرا، إذ إنها لا تمثل لهم إلا أرقاما تشير إلى عدد ساعات استخدامهم لفيسبوك التى تزيد قليلا عن معدل استخدامهم الطبيعى، إلا أن تلك الأرقام تمثل كل شيء للشركات
والعلامات التجارية التي تقوم بالتسويق الرقمي من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ذلك لأن لديهم فرصة لجذب انتباه المستخدمين خلال ما يقرب من 57 مليون ساعة إضافية يقضيها المستخدمين بالفعل على تلك المنصات. فيسبوك استنتاجاته التي خرج بها بعد تعقيبه لنشاط المستخدمين في منطقة الشرق تبعت تلك المرحلة مرحلة الشهر الفضيل نفسه، والتي ركز فيسبوك فيها على المشاركة الأساسية عن طريق الهاتف الجوال، ومن ثم
المرحلة الأخيرة وهي نهاية شهر رمضان بالإضافة إلى احتفال المستخدمين بالعيد على منصات التواصل الاجتماعي، ومعها رسائل التهنئة التى تستمر لعدة أيام متواصلة.
لا يمكن للشركات الراغبة في تسويق خدماتها ومنتجاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وأهمها فيسبوك من أن تتجاهل حجم المشاركة الرقمية التي يقوم بها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي خلال ساعات تناول
وجبة السحور، حيث يزيد مستوى المشاركة (Engagement) بنسبة 200% عن نسب المشاركة في الشهور العادية.
إضافة للنتيجة السابقة أضاف فيسبوك ذلك المخطط التالي ليوضح حجم المشاركة في العمليات التجارية الرقمية والشراء الإلكتروني أو اللون الأحمر يشير إلى حجم المشاركة في تلك الساعات في غير رمضان، بينما اللون الأصفر يوضح حجم المشاركة في رمضان «المصدر فيسبوك بيزنس».
أما بالنسبة للمحادثات والدردشات القصيرة، فتزيد إلى أربعة أضعافها عن المعدل الطبيعي خلال شهر رمضان وذلك على كل من أجهزة الحاسوب والأجهزة المحمولة، حيث تزيد على الأخيرة بنسبة 4.8 ضعف عدد المحادثات فى الشهور العادية بحسب إحصائيات «فيسبوك بيزنس».
وكذلك كان لإنستجرام نصيب من الإحصائيات كذلك، بل كان له نصيب الأسد، إذ كان إنستجرام المنصة الرئيسية التي تعد مصدرا لإلهام المستخدمين في شهر رمضان، حيث زادت مشاركة الصور والتعليقات بخصوص الأزياء وأمور التسوق الرقمي بنسبة وصلت إلى 7 أضعاف النسبة العادية فى شهور غير رمضان،الشراء أونلاين ومقارنته فى كل من نهار أوليل.
ولأن فيسبوك وإنستجرام وتويتر من المنصات التي تعمل على اتصال الناس ببعضها البعض، فهي أيضا شركات قائمة على الربح والفائدة في المقام الأول، ولهذا ركز فيسبوك في نصيحته أن على كل الشركات التجارية تركيز همها وأن يكون شغلها الشاغل في شهر رمضان الاستفادة من مشاركة الجمهور في مختلف المجالات الاجتماعية على تلك المنصات، وأن يقوموا بمراعاة اللغة المستخدمة فى التغريدات والمنشورات والتي ما تكون باللغة العربية في أغلب الأحيان.
إنها فرصة أن يضاعف الجميع أرباحه، كما يراها فيسبوك أيضا فرصة للمستخدمين بمضاعفة فرصهم لإيجاد الأفكار الملهمة والمنتجات المتنوعة التي قد يحتاجون إليها خلال الشهر المبارك، وهو ما يجعل الشركات في حالة من المنافسة الشديدة لانتاج محتوى إبداعى يجذب أكبرعدد من الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي.
إن الصراع الحقيقي في ظل هذه المنظومة كما يقول د. عبد الوهاب المسيري «ليس صراعا بين حضارات، وإنما صراع حضاري، بين من يرون أن الاستهلاك هو الهدف من الوجود وأن من حق القوي أن يستهلك على حساب الأخرين من جهة، ومن جهة أخرى هؤلاء الذين يرون أن الجنس البشري بأسره يجب أن يتكاتف ويتعاون حتى يمكننا أن نعيش في هذه الكرة الأرضية بمصادرها المحدودة»
هذه المنظومة حولت الإنسان المعاصر إلى إنسان لا يعرف نفسه إلا من خلال الاستهلاك للأشياء، وبذلك يموت الإنسان وتحيا الأشياء، تلك الأشياء التي لا يشعر الإنسان بحريته إلا بها، وإن كانت هي سبب شقائه وسبب خضوعه، وإن توهم أنه لا يخضع لأي سلطة ولذا… يلجأ النظام الرأسمالي إلى أساليب تجعل البشر الات تشتري ليس لغاية معينة إلا لاشباع رغبة الشراء فقط ولو بدون وعي.
أما فيما يتعلق بالأبعاد الخفية والخطيرة فهي جعل شهر رمضان بكل ما له من أبعاد دينية وعقائدية في تربية المسلم وتهذيب تفسه واستشعار أنه في عبادة جليلة بدلا من كل من ذلك يريد البعض أن يجعل رمضان موسما ومناسبة لها علاقة بالعادات والتقاليد الاجتماعية والترفيه وجعل البعد الديني في الموضوع باهتا يبدو على استحياء فيكون أشبه بمناسبة الكريسماس الذي يفترض أنه عند النصارى ذو ابعاد دينية عقائدية وهو احتفال بذكرى ميلاد المسيح وتحول إلى موسم للتبضع وحفلات اللهو والمجون واختفى كل ما هو ديني وهيمن الدنيوي فقد علمن الغرب هذه المناسبة الدينية ويريدون من المسلمين استنساخ هذه التجربة والمضي على هذا النحو ذاته ليكون تراجعا تدريجيا للبعد العقدي الروحي والإيماني في هذا الشهر وفي ما سواه اشد وأنكى وتصاعد لكل ماهو مسل وعبثي ودنيوي من خلال الاعلام المدجن الذي يستنسخ كل ماهو غربي ولو كانت تجربة اثبتت فشلها في بلادها الأم واستغنى عنها أهلها ولكنها سلطة الثقافة الغالبة وهي حب المغلوب والذي هو نحن العرب والمسلمين لتقليد الغالب وهو العالم الغربي الذي ينتهج سياسة الكيل بمكالين وازداوجية المعايير وفرض ثقافته المشوهة على الشعوب ولو قسرا ولكن باتت هذه الامور التي يخفيها الغرب تظهر في الاونة الاخيرة بوضوح مهما حاول الغرب لبس قناع الرحمة والانسانية والريادة إلا انهم يعانون من خواء خلقي وروحي وتشتت ونهم لاستعباد الشعوب ومسخهم فهلا يتركون لنا هذا الشهر على الاقل لكي نحظى فيه بصفاء روحي وتهذيب للنفس بعيدا عن ضجيج الحضارة الغربية وصخبها.
ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه بمعدلات خيالية
نبيل السنوسي
شهدت أسعار الخضراوات والفواكه في الاسواق ارتفاعا بشكل خيالي ومبالغ فيه لبعض المنتجات منها الطماطم والفلفل والبطاطس بالإضافة للفواكه المستوردة من الخارج مازاد الضغوط علي القدرة الشرائية للمواطن الذي اصبح بين المطرقة وسندان الأسعار.
وهذا الارتفاع جاء في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتدهور قيمة الدينار الليبي في السوق الموازي ويأتي هذا جراء انخفاض الانتاج المحلي ونقص المستورد بالإضافة إلى مشكلات في عملية التسويق بين المدن بسبب نقص الوقود في المناطق الجنوبية ما تسبب في عزوف سائقي الشاحنات عن العمل وأضف إلى ذلك أن المخصصات من الاعتمادات المستندية لاستيراد الخضروات والفواكه لاتغطي متطلبات السوق المحلي.مما تسبب في زيادة الأسعار بالإضافة إلى ارتفاع اسعار المنتجات الزراعية المستوردة من تونس ومصر.
وترجع أيضا إلى فكرة التسويق ومشاكلة ارتفاع الأسعار وهي تتمثل في صعوبة التنقل بين الجنوب والشمال مع ارتفاع سعر الوقود والوضع الأمني غير المستقر في المنطقة.
ووجود سماسرة ومضاربين يتحكمون في السعر وافتعال الأزمات بشأن العرض والطلب.
ولاننسى أيضا ارتفاع الاسعار عالميا بسبب الحروب والازمات المتتالية وإن ليبيا تعتمد على الاستيراد من الخارج بنسب عالية جدا والتضخم في ليبيا مستورد بالدرجة الأولى ومن ثم تأتي التأثيرات المحلية على الأسعار، وكانت ليبيا تدعم الفلاحين بالمال لتوفير اليوريا والسماد وتوفير الحبوب بسعر مدعوم ولاكن بعد اجراءات التقشف التي أعلن عنها المصرف المركزي عام 2015 تم وقف دعم الفلاحين .
كما توقفت عملية تصدير المنتوجات الفلاحية التونسية نحو ليبيا منذ سبتمبر الماضي بسبب احتياجات تجار في جنوب تونس حيث تم منع الشاحنات المحملة بعدة أصناف من الغلال من الوصول إلى الاراضي الليبية ما أدى إلى ارتفاع الاسعار وتسبب في التلف.