هل أصبحنا غنيمة ؟! لمحمد الرحومي
ليبيا بلد الغنائم .. بإمكانك أن تصبح غنياً من أول غنيمة .. والوسائل في ذلك متعدَّدة وإن كانت المناصب السيادية وإدارة المؤسسات المهمة لها الأولوية ..
قديماً كتب الصحفي الأمريكي «آلين» مقالة مفادها (كيف تصبح مليونيراً في أسبوع).. وذيل مقاله بضرورة دفع دولار واحد لمن اراد معرفة السر في ذلك ..
النتيجة .. كانت أكثر من مليون مراسلة لهذا الصحفي مصحوبة بدولار.. أصبح بعدها مليونيراً في أقل من أسبوع..
هذه القصة متداولة ومعروفة .. ولكن غير المتداول هو كيف جعل هذا الصحفي من المتابعين غنيمة له.. كيف استطاع أن يحقَّق حلمه بهذه الخطوة وفي أقل من أسبوع ؟! .. هل هي سذاجة الشعب الأمريكي؟ أم ذكاء هذا الصحفي أم ماذا بالتحديد..؟.
لم يهتم الإعلام الأمريكي بمعرفة الأسباب الحقيقية وتشخيص هذا الحدث الذي يعد في حقيقته تلاعباً وخدعة على المتلقي المتعطش للربح السريع دون الدخول في أي اجتهاد تجاري مبنى على أسس علمية..
نحن الآن نعيش نفس حالة الصحفي الأمريكي وفريسته المتمثلة في الشعب الأمريكي الذي موله بدولار حتى أصبح مليونيراً..
أن تصبح مسؤولاً في ليبيا يعني أنك خطوتَ الخطوة الأولى نحو الثراء .. حتى ملابسك الداخلية وسفرك ومساحيق وجهك الذكورية ستكون باهظة الثمن ..
التشابه بين الصحفي الأمريكي والمسؤول الليبي لا يتعدى كون الاثنين اعتمدا على سذاجة وسطحية مموليهما أي شعبيهما.. فبهم ومعهم انتقل الطرفان من حياة البؤس إلى الثراء الفاحش وهكذا دواليك تبقى هذه الشعوب السبب الرئيس في أي فساد مالي أو قهقهة يطول صداها فهم في الأصل عرابيها..
فساد وسذاجة العقل الجمعي طريق اسفلتي شاسع لفساد الثروات .. فهل أصبحنا نحن أصل الغنيمة وسببها المباشر .. بالتأكيد ؟!