كريمة الفاسي: الفوضى جزءٌ من شخصيتي والإلتزام من أهم صفاتي
نمضي الى محطة اخرى سبرا لعوالم حواء التي لا نعرفها عندما تغلق الباب خلفها عائدة من الوظيفة ، لتبدأ في استلام مهمة هي مجموع من مهام متعددة زوجة واخت وام وربة بيت الخ.
إعداد وحوار الصحفية: فايزة العجيلي
حديثنا في هذه الاطلالة كان مع الطبيبة والمعلمة ومديرة مدرسة الفرقد كريمة الفاسي التي عرفت بنفسها قائلة إنها من مواليد 1979 متزوجة من الكاتب رامز النويصري وأم لثلاث أطفال ؛ وعلى المستوى الانساني امرأة ليبية بسيطة غير أنها لديها القدرة على إعادة ترتيب التحديات والتغلب عليها.
وتضيف علاوة على كونها ام وزوجة وربة منزل؛ فهي شخصية طفولية تلعب مع أطفالها طوال الوقت وتربيهم بحزم على المسؤولية في ذات الوقت ؛ تعشق الطبخ وتبدع فيه ولا تستهويها الواجبات المنزلية اليومية فتتركها لحالها وفقط ، لكنها تنتهي الى وصف شخصيتها معلقة (الفوضى جزء من شخصيتي والإلتزام من أهم صفاتي)، لا طقوس اجتماعية في حياتي على الإطلاق؛ أنا أعمل على مدار الإسبوع وتصل ساعات العمل اليومي حتى (12)ساعة و(14) ساعة أحيانا فلا واجبات اجتماعية ثانوية في حياتي إلا من كان من صلة رحم القربي ذو الدرجة الأولى ؛ وغير هذا فأنا لا أتردد في قول: اعتذر عن استقبالكم أو زيارتكم فأنا إمرأة عاملة جدا.
حرب قذرة
ترى الفاسي أن الضغوطات التي تتعرض لها المرأة القيادية حديث ذو شجون إنها ضغوطات وتحديات ومكائد لا حصر لها ، أخطر شيء هو الإبتزاز بكل انواعه ؛ الحرب الإجتماعية القذرة من أعداء النجاح بالإشاعات وتشويه السمعة.. ومن جانب اخر فالحرب في سوق العمل مضاعفة من الخصوم والمنافسين (خاصة الذكور منهم) اللذين يظنون أنك تستولين على جزء من حصتهم في السوق فيلمزون ويشنون الحرب عليك وأن مكانك البيت والطبخ لا الريادة والنجاح ، حتى فريق العمل نفسه؛ تكوينه تحدي كبير؛ فالكثيرات اللواتي يستكثرن على أنفسهن النجاح فما بالك حين يرون سيدة رائدة وقيادية ، في الحقيقة نحن محاطات بالأعداء الغير شرفاء.
امهات عاملات
تبين الطبيبة الام ملامح واقعها الخاص الذاتي الذي يعني لها المنزل والأسرة ، ووفق منظورها تجد أن اولى درجات الثبات تبدأ من هذه البيئة الداعمة والمحيط الآمن والمكون الطبيعي لامرأة هي زوجة وأم وابنة واخت وعمة وخالة ، ربما في بعض الأحيان والجوانب يصبح العمل على حساب الأسرة ، وأحيان أخرى العمل داعم للأسرة يقويها ويحميها؛ تحديات المعيشة كثيرة وليست الاقتصادية فقط ؛ بل الفكرية والعقلية والثقافية والأخلاقية، نحن الأمهات العاملات قادرات أكثر من غيرنا على بناء جيل ذو شخصية قوية وفكر مستنير ومنحهم الثقة التي يحتاجونها ويستحقونها.
ولا سبيل للحفاظ على الأبناء وحمايتهم إلا بمواجهة تغيرات الكون والتعامل بدراية علمية وحزم وبصيرة حقا؛ نحن مهددون ولا سبيل من حماية الأجيال القادمة إلا من خلال تربية وتعليم صحيح ومستنير.