القوائم السوداء.. لنجاح مصدق
كلمات..
منذ أن فاجأتنا التكنولوجيا بجعل اللا ممكن مكناً واختصرت المسافات بضغطة زر، وجعلت من الذاكرة ايقونة في علبة إلكترونية واستحال كم المعلومات إلى نافذة رقمية تغني عن سنين من البحث المرير خلف المصادر والمراجع في المكتبات العامة والخاصة منذ أن جاءت الشبكة لتوقعنا في حبالها وقد تمكنت بالفعل بكل امتنان لفعل هذا، اصبحنا نكتشف اكثر نتعرف اكثر نمد جسور ا للتواصل مع آخرين في بقعة ما من هذا الفضاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة والمتوعة.
مع المران والمداومة اليومية على استخدام اجهزتنا الالكترونية التي باتت تقاسمنا الحياة والتي تعد اكثر التصاقا بنا من غيرها حتى وصل بها الامر لمشاركتنا اسرتنا واماكن جلوسنا على موائد الطعام بل تطور الامر لتكون معنا حتى ونحن نمارس عاداتنا اليومية بالدخول الى دورات المياه أو اثناء قيادة مركباتنا الالية ضاربين عرض الحائط كل قوانين الخطورة والتجاوزات الامنية صارت الى هذا الحد موغلة في الانغماس اللذيذ الذي انجذبنا له واستغرقنا فيه حدا تجاوز ملاصقتنا لصدور امهاتنا اطفالا
ان تجوب شوارع العالم في لحظة وان تشارك احدهم براحه أو تشرك كما من الاصدقاء تختاره بدقة يومياتك هي تجربة لخلق منطقة امنه مريحة تخصك تختار فيها من ترغب وتبعد اخرون يشكلون تهديدا لمنطقتك الامنة التي تبني حدودها حسب الاطار المحدد ضمنا لشخصيتك.
هذا الحرص اليومي وهذه الرغبة لخلق تواصل مع الاخرين تدعمه ضغطة زر اعجبني أو احزنني أو وضع قلب أو بتعليق منتظر محفز للاستمرار وضخ شعور نرغب في تاكيده كل يوما يدعم هذه المنطقة ويسهم في بنائها وتبني توجهاتها ويجبرنا ايضا على حمايتها باستبعاد من نشاء ووقت ما نرغب بضغطة زر ايضا والاحالة للقائمة السوداء أو ميزة الحظر
في محاولة للتمعن في هذه الميزة التي تنافس رواد ومؤسسي ومصممي مواقع التواصل على وجودها نكتشف ان الامر لايعدو خلق حياة موازيةافتراضية يتاح فيها ما لا يتاح في الاخرى وحتى تصل للتفوق على منافستها يتم الحرص على المنطقة الامنة ودعمها بكل الوسائل لهذا لم تكن القوائم السوداء ميزة عرضية هي اساس هذه الفكرة في التواصل هي الجذب للمنطقة الامنة للاحساس بالراحة والامان واختيار من نحب ونرغب لدائرتنا بالصورة التي نريد
احدهم يضع في قائمته السوداء اكثر من مئة اسم واخرى تستبعد متطفلين ومزعجين وغيرهم يقصون من يختلفون مع ارائهم أو يخالف افكارهم وغيرهم من يحاول الهروب من لحظات ظنوا انهم عبروها حينما ألقوا ما في جعبتهم لغرباء وجدوهم على ناصية طريق افتراضية ندموا عليها وغيرهم كثر نحن نقصي لنتجنب التعب الذي قد يواجهنا مع اشخاص في واقعنا حينما نختلف معهم أو نقف في نقطة تقاطع فيمابيننا تعد فاصلة ولكن لا نستطع ابعادهم بالمطلق عن حياتنا ومحيطنا مهما اختلفت الظروف أو تباينت تجبرنا اشياء عدة على تقبلهم أو الضغط على انفسنا حسب ماتقتضيه المصلحة أو ظروف الحياة
ما اود قولة ان القوائم السوداء التي نختارها في عوالمنا الافتراضيية هي قرارات عن تجارب نسقطها في هذا الصندوق تكشف حدودنا وملامحنا وقدراتنا هي وجه اخر لنا نحاول اخفاءه في ركن مهمل نصر على تجاهله لانه في الحقيقة يرسخ مدى رغبتنا لتخطي حدود واقعنا في بناء مناطق امنه نصنعها ولو كذبا هربا من المواجهة أو من التعري في لحظة ما عندما نقرراستبعاد اطرافا كانوا جزءا منها.لنبني مدننا الامنة ااتي تحمل اسماءنا وصفاتنا وملامحنا ولكنها غير حقيقية
لاننا نملك قرار الاختيار والرفض متجاوزين ماتفرضه الحياة في واقعنا من حيثيات وماتفرضة الدوائر المحيطة بنا
في لحظة متخيلة التقطت شكل يومياتنا المعراة من الزيف من الهرب من التجاهل يومياتنا المتقبلة لكل القوائم السوداء والرمادية والبيضاء والح السؤال في راسي عن مدى المساحة الامنة التى نعيشها في الواقع وماهي حدودها وهل هي قادرة على الاقصاء المنتج للامان كما تفعلها ميزة الحظر في العالم الافتراضي؟