يافقري ما غناك قعود
هو مثل يضرب لمن يكون له مال بسيط ويحتاج له لشراء شيء فيضطر لانفاقه في مرة واحدة ومعناه: يافقير لن يغنيك قعود واحد مدام القطيع قد فني بالكامل و»القعود» صغير الإبل وهي كلمة فصيحة.
أما قصة هذا المثل فهي كما تقول: انه كان هناك رجل بدوي قد أعطاه الله مالا وفيرا اغلبها قطعان من الابل والضأن والماعز وقد اشتهر بشدة كرمه وحبه لمجيء الضيوف لبيته فيفرح بذلك أيما فرح فكان بيته لايخلو من ضيف أو ضيوف بشكل شبه يومي ومع مرور الزمن وانتشار صيت الرجل في البوادي والقرى المجاورة وقصد الناس له أصبح المال والقطعان تتناقص شيئا فشيئا وعلى رأي المتنبي:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والاقدام قتال
حتى جاء اليوم الذي أصبح فيه ذلك الرجل الشهم الكريم فقيرا ولم يبق من ماله سوى «قعود» يحمل عليه الحطب ويتكسب منه لقمة العيش، وفي أحد الأيام اجتاز فرسان من بلد غير بلد الرجل تلك البوادي ولم يكونوا سمعوا بما حصل له فقرروا ان ينزلوا ضيوفا عليه لطيران شهرته في تلك النواحي وبالفعل بعد السؤال عنه وصلوا لبيته فرحب بهم كسابق عادته وربط خيولهم «وعلق لها الشعير» وادخلهم لبيت الشعر وأشعل النار ثم قام لذلك «القعود» ونحره وجهزه اهل بيت كأحسن تجهيز وتعشى الضيوف وبينما غادر الرجل لجلب بعض حاجات الضيوف أخبرهم جاره بما وصل له حال الرجل فاستحيوا وتأسفوا لذلك جدا وقرروا أن يعينوا الرجل ولما جاء وعلم بذلك غضب وأبى جدا وحلف بأغلظ الأيمان «ماكم دافعين صوردي» عملة قديمة فلاموه قائلين « ليه عليك هوا راس قعود وتنحره» فقال كلمته التي أصبحت مثلا يضرب « يافقري ما غناك قعود» ويبقى الكرم والشهامة ونصرة الملهوف قمم لايراقيها إلا أفذاذ الرجال