فنونليبيا

علي العباني: اللــــوحة بالنسبة لي فضــــاء ابيض

 

يأخذنا بوح اللوحات للحديث عن فنان بصم بريشته جميل اللوحات فنان الريش و الألوان الفنان القدير على العبانيالتقينا به في فضاء الإبداع الفني في حوار لا يخلو من الشفافية والمصداقية حيث تجولنا معه في عدة براحات وفضاءات هو هكذا يحب أن يسمي مكان لوحاته بالفضاء ليبصم فيه شكلاً من اشكال الفن التشكيلي بكل المقاييس الفنية الجميلة كيف لا وهو صاحب ذوق رفيع فطريقته في البوح والرسم تراها متغيرة من حيث المضمون والشكل واللون وهي جد رائعة تلك الفضاءات التي يبوح بها فناننا  ” العبانيوله إمكانية مميزة في طبع المفاهيم الروحانية على كل نشاهدها في فضائه الفني كيف لا يكون مبدعاً وهو ذلك الفنان صاحب الريشة الأنيقة التي تعبر عن حالات وجدانية غاية في الجمال والحقيقة الحديث معه أخذنا على روعه علم الفن التشكيلي وكيف تراوده الفكرة او تأتيه حالة الوجدان لكي يمسك ريشيه ويعبربها عن احداث ومداخلات فنية رائعة وفي حديث لاتنقصه الصراحة والشفافية ….

كان معنا الفنان القدير على العباني في هذا اللقاء وطرحنا علية مجموعة من الأسئلة البداية كان مع السؤال الأول .. حدثنا عن ريشتك وألوانك.

ما مدي علاقتك بهم وعن ذلك الفضاء الروحاني الذي يبصم كل لوحاتك؟

بالنسبة للفضاء هو فضاء ليبيا حتى وان اشطط هذا الفضاء بحيث غطه فضاء حوض البحر المتوسط احياناً بكل ما في هذا الحوض من زخم ثقافي وتاريخي وشعري الا أن هذا الفضاء ولد أصلا من شاطئ ليبيا المطل على المتوسط  هذا الشاطئ الذي يعتبر أطول شاطئ في البحر ومن الستينات تتدفق في ليبيا شلالات المياه التي كانت في الشرشارة وفي ليبيا شلالات المياه التي كانت في الشر شارة وفي القومل ذلك المكان ترعرعت فيه وعشت طفولتي وتلك الهضاب الخضراء التي تغطي سطح ليبيا الشاطئ الجميل الكبير التي حضيت به بلادنا والأفق البعيدة والقريبة وكل هذه الطبيعة الخلابة منذ الطفولة شدتني إلى مرفأ الحلم تجديداً وبعد أن بدأت أرسم وانا صغير وأيضاً تواصل هذا المشروع من خلال الدراسة في إيطاليا مع بداية السبعينات عندما سافرت إلى ايطاليات ودرست بأكاديمية الفنون بروما وتخرجت عالمية الفن روما بعد الإطلاع على كل تجربة عالمية هناك ومشاركة في عدة أنشطة ثقافية وفنية وبعد الدراسة الأكاديمية التي درست فيها أصول الرسم بكل معانيه الرسم التشخيصي ألتلويني إلا إني بعد عدت إلى ليبيا وبعد إن أصبحت أمارس الفن التشكيلي وجدت نفسي مشدوداً إلى شعرية الفضاء الوحي تحديداً وليس الفضاء الجغرافي ..

إنا كل أعمالي التي رسمتها هي رسمت من الداخل أي داخل المرسم خيالات كل ما خزن في الذاكرة من مشاهد طبيعية هذه التي ارسمها الآن ويصح القول بان هذه الأعمال هي أعمال روحية تنزح نحو انتقاء المشهد الفضاء الروحية من الطبيعة .

للشاعر ساعات تسمي التجلي كونك فنان يملك ريشة كيف يعبر عن لوحة غنية مخزنة في ذاكرته عند ساعات التجلي لديك؟

أولاً:- بالنسبة لولادة لوحة لم تكن أو ليس لها أية فكرة مسبقاً على ا لأ طلاق أي عندما تكون لديه رغبة في الرسم شديدة تكون عادة أمامي لوحة بيضاء والألوان موجودة قبل البداية لو سئلت  ما الذي سوف ارسم لا أعراف يتكون في البداية لوناً ما أو تخطيطاً ما غير معروف ثم فيما بعد يظهر هذا الفضاء شيئاً فشيئاً ويصبح هو يقودني لما يجب أن يعمل يملئ هذا الفضاء ما يجب إن يكون أنا مجرد منفذ لهذا الرسم وهذه حقيقة وليس لدي أية إجابة عن تسال بقول ما الذي سترسمه ؟

اللوحة بالنسبة لي هي فضاء أبيض يتحول إلى فضاء طبيعي شيئاً فأشياء إلى تجسيد ملامحه وتشكيله وفصله أو دفئه أو حرارته أو برودته هو يملئ هذا وأنا أنفذ إلى إن ينتهي ويقول هو نفس الشكل إنا اكتفيت بذلك إنا أكون راضي تماما عما ما فعلت هذا جانب أما الجانب الأخر إنا عادة اغلب إعمالي التي أنجزتها كانت في فصل الشتاء والخريف وهذين الفصلين هما أكثر قرب لنفسي وأكثر شجن فصل الشتاء العواصف والمطر خاصة بالليل وعندما أكون وحيد مع أدواتي الفنية ينتابني  شعور التوحد في الفضاء والطبيعة تصبح روحي جذلة اتجاه المطر تحديداً صوت المطر تتدفق كل المشاعر التي يمكن إن يتولد عنها مشهداً يستوحي قيمته من هذه الحالة الطبيعية لفصل الشتاء وفصل الخريف هو أيضا جسدت فيه مجموعة أعمال ولكن ؟

الغريب في الأمر فصل الشتاء تكون مختلفة عن فصل الخريف لأن اللوحات في فصل الخريف يكون معظمها بها شجن أما فصل الشتاء فيه شاعرية ودفئ وحميمية.  نستطيع القول بان إحساسك الفني يبدأ بمجرد إن تمسك الريشة والألوان؟

الحقيقة لا توجد أية فكرة تقول بأنني سوف ارسم كذا وكذا ابدأ حتى إثناء الرسم حتى لو بدأت برسم لوحة ألان تأتي وتقولين لي ماذا سوف تكون هذه اللوحة ؟ سوف أرد عليك بأنني لا اعرف شيئاً عنها حتى تكتمل هي أحياناً توقف عن استكمال اللوحة أيام ثم أعود لاستكمالها حتى يتكون شيء من الرضا فيما بيننا أي تتم الألفة وترجع أفكاري لذلك الفضاء.

من وجهة نظرك من هم الذين يتذوقون الفن هل هم من عامة الناس ام الذين لهم صلة بالفن؟ أو ماذا؟

بالنسبة لي أنا ( على العباني) نعم فتركيبة البشر أي بشر هو يتحسس الجمال ولكن للأسف الشديد البرمجة الثقافية أو برمجة المفاهيم .

هي التي ساهمت في الكلاشيهات الذائقة مثلاً يتم الدعية والإعلان لشريط ما عندما تشاهده تجده غير جميل هنا البرمجة هي التي صنعته وهذه البرمجة الكلاشيهات تكون مبرمجة من جهة ما تريد الدعاية والإعلان فقط ولكن حقيقة الأمر بالنسبة للفن الجميل والإبداع الجميل بصفة عامة هو في حقيقة الأمر يصل إلى كل النفوس ولكن النفس البشرية هي نفس ذواقة.

هل أستاذالعبانييطلق أسماء عند ولادة أية لوحة له أو يضع لها عنوانا؟

لا لم اسم لوحاتي قط ولم أضع عناوين اللوحات ابدأ لسببين: السبب الأول هو إن هذه الإعمال تكاد تكون لوحة واحدة لأنها تبحث في الفضاء الروحي لذلك لا يوجد تميز لوحة عن الأخرى الجانب الثاني هو إنني غير مؤمن أصلا بتسميات الأعمال غير الواقعية في المدرسة الواقعية مثلاً المدرسة الواقعية في الشعر أو الأدب أو الواقعية السينمائية الواقعية هي واقع عندما نتحدث بواقعية عندما نتحدث بواقعية نقول هذا الكرسي وهذه الطاولة الخذلان هنا التفسير هو تفسير واقعي مأخوذ.

من مفردات علمية وأعيد القول بالنسبة لأعمالي جميعاً تقع في عمل واحد ولكن تفاصيلها كل تفصيل يختلف عن الأخر.

 جميعاً نعرف لك ابنه فنانة هيمريم على  العبانيهل نستطيع القول بان ابن البط عوام ؟ أو ماذا؟

مريم طبعاً بالتأكيد وان هذا السؤال نبهني لموضع وهو إن بيوت الفنانين أو الشعراء أو الكتاب أنباءهم بتأكيد سوف يتأثرون ألان المناخ العام داخل البيت يعد مناخاً فنياً والحقيقة مريم منذ ولادتها ولدت في بيت يمتلئ باللوحات والألوان والرسم والحديث عن الفن وما أدراك عن هذه المواضع ولكن مريم مختلفة عني تمام الاختلاف في إنتاجها الفني لديها إعمال أشطت فيها الحداثة ولها تجربتها الخاصة بها هي رسامة بكل الفنون بطرابلس وواصلت دراستها بإيطاليا حيث درست “ماستر” بتاريخ الفن وقدراتها الفنية العالية جداً ما في ذلك شك ويمكن للقارئ ان يشاهد اعملها ويحكم عليها اجبتني مريم عندما تخرجت من كلية الفنون حيث كان مشروعها عن سيدات ليبيات وانكبت على رسم جداتها وقريباتها البدويات كان مشروع جميل ولها إعمال تشهد بهذا  مريم ابنتي لي معها علاقة اجتماعية كبيرة ومودة إلا إننا مختلفان في الذائقة.

من خلال كلامك على ابنتك أكيد لك بصمة ودعم غير محدود على تشجيعها نحو عالم الفن ؟

طبعاً حدث ذلك منذ البداية واليوم نجلس لكي نتحدث عن بعض التفاصيل وأحيانا استشيروها في بعض إعمالي لكن إنا ومريم مختلفات تماماً حتى ان طبيعة عملها تختلف عن طبيعة عملي .

سمعنا في الماضي أي في العهد السابق وحالياً بأنك قدمت تصوراً لكتاب يضم أكثر من 100 فنان فإلي أين وصل مصير هذا الكتاب؟ هذا الموضوع وعبر كل السنوات التي مضت كنت دائماً اقترح على كل المؤسسات ان هي تنجز مشروعاً ثقافياً للعلم بأننا البلد الوحيد الذي لم يهتم نهائياً بالكتاب المصور للفنون وعلى سبيل المثال أريد إن اضرب مثلاً في تونس تقريباً جميع الفنانين التشكيليين صدرت لهم كتب واغلب هذه الكتب التي طبعت لهؤلاء الفنانين صدرت عن مؤسسات ووزارة الثقافة التونسية وبمصر كذلك صدر لعدد كبير من الفنانين مثل هذه الكتب والحال نفسه في لبنان وسورية تقريباً اغلب الدول العربية مهتمة بهذا الشأن أي بقصية نشر الكتاب الفني فمثلاً الكاتب يحظى بطبع كتاب أيضا الفنان التشكيلي يريد ذلك رغم ان هذا الكتاب مكلف ولكن عائدة كبير ولأجل توثيق ذلك للأجيال ولقد جمعنا عدد من الصور من قبل الفنانين وهي جاهزة وكذلك جهزنا المقدمة للكتاب وكتبها الأستاذ (الطاهر المغربي) باعتباره استأذنا وترجمت إلى اللغة الإنجليزية وطلبنا من وزارة الثقافة تحديد الجهة التي سوف تطبع الكتاب ولابد من إشراف وإخراج اللجنة على الطبعة إلى حد يومنا هذا .

وفي ختام هذا اللقاء كلمة تخص بها شريحة الشباب فماذا تقول لهم ؟

الشاب يحتاجون الكثير خاصة ونحن لدينا شباب متميز جداً ولدينا فنانين بكل معني الكلمة وعلى المؤسسات الرسمية الاهتمام بهم أولا إن توفدهم للدراسة وان يحضروا المحافل العربية والعالمية التي تقام كل سنة حتى يتعرفوا على معالم التقدم الفني لدى كل الدول أيضا تمكين هؤلاء الشباب لزيارة المتاحف العالمية لمشاهدة الأعمال العظمية خاصة التي أنجزها التاريخ في عصر النهضة وتبقى صحيفتكم فبراير لها كل الشكر والتقدير على كل الجهود المبذولة والله ولي التوفيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى