رأي

المتغطي بالفشل

 

مانسمعه وما نراه من اوضاع مأساوية للمسافرين الليبين عبر المطارات العربية والإسلامية شي مؤسف للغاية ، أصبحت المطارات عبر عن محل إقامة للجاليات الليبية ، فَعِدَّة ايّام الى اسبوع او اكثر يقضي المسافرين رحلة انتظار وصول طائرة الخطوط الافريقية ،ولكن المتعاقد لا يقدر الوقت ولا يعطي أهمية للزمن لأنه قبض ثمن التذكرة مسبقاً ولا مساواة للمواطنيين ، وبعد ايّام صعبة يقضيها المسافرين كلاجئين في المطارات العالمية يصبح من المفترض والبديهي على الخطوط الطيران الليبية تقديم اعتذار رسمي لزبائنها. ولكن الغريب هوالعكس الذي حدث ،حيث قامت الشركة بكل صفاقة واستهزاء بفرض رسوم بالعملة الصعبة لمن يتأخر عن رحلة الخطوط التي لم تكن يوماً تأتي في موعدها !!! هذه الشركة للاسف كانت شركة عامة عملاقة رائدة في مجالها الجوي ،شركة ذات أصول ناجحة وبعد سنوات من النجاح أصبحت غير قادرة عن دفع جزء من ديونها وتغطية بعض المرتبات لموظفيها …وتقليص عدد كثير من طائراتها بالاختفاء أو بالصيانة. مشاكل الطيران في ليبيا يؤثر بشكل مخزي على رحلات المواطن الى الخارج بسبب عدم احترام المواعيد وتخبط في سير الرحلات من قبل الشريك الليبي ، أصبح العالم لا يحترم الزائر الليبي إليه واهانته أصبحت من الشيء المعتاد . والمستغرب أن أهم المطارات التي تحصل بها المشاكل هي مطارات تركيا ومصر ورغم أنها دول تعاني أزمة مالية واقتصادية صعبة، إلا أن المواطن الليبي جاء حتى يساعد اقتصاديات هذه الدول ويصرف الدولار الذي خصصه المحافظ للبنوك العالمية ، ولَم يراعي أن جلّ المسافرين لهم قصص مع قصة ((منحة الدولار)) الاهانات و القبض والسجن هي أفضل تعاون مع الإخوة الليبيين!!!! والحمدالله أن المسافر الليبي ذهب حيث وجود مخصصاته من العملة الصعبة وإلا تم قتل الزائر الليبي وبيع أعضائهم …….وللاسف حدثت تلك الأمور مع بعض المرضى فمسألة فواتير العلاج في الخارج والسرقات كانت ولاتزال على مسامع مصحات العالم بان الجريح الليبي يدفع وانه من السهل التغرير به ، فرحلة كشف مبدئي عند دكتور بالمصحات العلاجية التركية تفوق 700 ليرة . استنزاف خزينة الدولة بقرارات غير صحيحة هو منهاج عمل للإدارة الفاشلة ،فعندما نكون أمام إدارة فاشلة لايمكن لك إدارة دولة ناجحة مهما كانت موارد هذه الدولة كبيرة. فانهيار شركات الطيران كان بسبب صراعات الإدارية وانقسام الإدارات ،والصراع على الاستثمارات الخارجية وصندوق السيادي والمحفظة الإفريقية، والاهم انقسام الإدارة بالمصرف المركزي الى قسمين مع وجود إدارة فاشلة بعد الانقسام ،وما نحن فيه الآن هو نتيجة إدارة فاشلة في كثير من مواقع المسؤولية ويبقى المسؤول عن الفشل في مكانه متغطي بالفشل ويتحسس الفشل على انه نجاح كبير له.

محمود ابو زنداح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى