رأي

المرأة والميراث والحق الضائع !!! 1-2

منى الساحلي

المرأة‭ ‬والميراث‭ ‬عنوان‭ ‬كبير‭ ‬لهموم‭ ‬كبيرة‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬جُل‭ ‬النساء‭ ‬العربيات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬بالأصح‭ ‬الاسلامية‭  ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نحن‭ ‬بمعزل‭ ‬عنهم‭ ‬بالتعدي‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬الميراث‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬ومن‭ ‬منا‭ ‬لم‭ ‬يسمع‭ ‬بقصص‭ ‬مؤلمة‭ ‬عن‭ ‬نساء‭ ‬لقين‭ ‬حتفهن‭ ‬فقط‭ ‬لانهن‭ ‬طالن‭ ‬بحقهن‭ ‬في‭ ‬الميراث‭ ‬ففي‭ ‬إحدى‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬ببعيدة‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬طرابلس‭ ‬تكررت‭ ‬ذات‭ ‬القصة‭ ‬لمرأة‭ ‬وام‭ ‬لاربعه‭ ‬اطفال‭ ‬توفي‭ ‬زوجها‭ ‬و‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬سنة‭ ‬طالبت‭ ‬بحقها‭ ‬في‭ ‬ميراث‭ ‬اطفالها‭ ‬من‭ ‬ابوهم‭ ‬فوقف‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬إخوة‭ ‬الزوج‭ ‬الذكور‭ ‬ووالده‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الكر‭ ‬و‭ ‬الفر‭  ‬تعدى‭ ‬اهل‭ ‬الزوج‭ ‬على‭ ‬زوجه‭ ‬ابنهم‭ ‬‮«‬الكنه‮»‬‭  ‬بالضرب‭ ‬المبرح‭  ‬حتى‭   ‬لفظت‭ ‬أنفاسها‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬بشعة‭ ‬تترجم‭ ‬مدى‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬الله‭ ‬وعدم‭ ‬الامتثال‭  ‬لأوامره‭  ‬فالله‭ ‬قد‭ ‬انصف‭ ‬النساء‭ ‬المسلمات‭ ‬ولكن‭ ‬العباد‭ ‬للاسف‭ ‬ظلموها‭ . ‬فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬من‭ ‬اكبر‭ ‬الابتلاءات‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وباقي‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تترجمه‭ ‬بكل‭ ‬تاكيد‭ ‬ذلك‭ ‬الكم‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الدعاوي‭ ‬المرفوعه‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬المتعلقه‭ ‬بحكايات‭ ‬الميراث‭ ‬

‭ ‬فالميراث‭ ‬حق‭ ‬من‭ ‬الحقوق‭ ‬للمرأة‭ ‬التي‭ ‬أقرتها‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬قبل‭ ‬القوانين‭ ‬الوضعية،‭ ‬وهذا‭ ‬الحق‭ ‬يثبت‭ ‬لها‭ ‬بعد‭ ‬استيفاء‭ ‬الميراث‭ ‬لأركانه‭ ‬وشروطه‭ ‬وأسبابه،‭ ‬ولهذا‭ ‬نصت‭ ‬بعض‭ ‬التشريعات‭ ‬على‭ ‬تجريم‭ ‬التعدي‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الميراث،‭ ‬وجعلت‭ ‬منه‭ ‬جريمة‭ ‬عمدية‭ ‬يعاقب‭ ‬مرتكبها‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭.‬فمن‭ ‬تكريم‭ ‬الإسلام‭ ‬للمرأة‭ ‬أن‭ ‬جَعَلَ‭ ‬لَها‭ ‬حقًّا‭ ‬شرعيًّا‭ ‬في‭ ‬التَّرِكَةِ‭ ‬الَّتي‭ ‬تركها‭ ‬موروثها،‭ ‬حق‭ ‬ثابت‭ ‬لها‭ ‬منذ‭ ‬خلقها‭ ‬في‭ ‬بطن‭ ‬أمها،‭ ‬ويظلّ‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭ ‬واجبًا‭ ‬لها‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬حالتها‭: ‬فقيرة‭ ‬أو‭ ‬غنية،‭ ‬عاقلة‭ ‬أو‭ ‬مجنونة،‭ ‬رشيدة‭ ‬أو‭ ‬سفيهة،‭ ‬بنتًا‭ ‬أو‭ ‬أمًّا‭ ‬أو‭ ‬أختًا،‭ ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يحرمها‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬إلا‭ ‬بموانعه‭ ‬الشرعية‭ ‬من‭ ‬كفر‭ ‬أو‭ ‬ردة‭ ‬أو‭ ‬قتل‭ ‬لموروثها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى