رأي

المراهنة على البقاء 

■ محمد الرحومي

من ثقب الباب

لا شيء يساوي البقاء في السلطة، ولا شيء يعارض البقاء أيضًا ..

مهما اختطفت وساءت الظروف، ومهما انحدرت المستويات واشتغلت الخطوط والأضواء الحمراء؛ فإن السلطة هي ذاتها خطٌ أحمر لا يمكن المساس بها. وحتى لو تدخلت القوة القاهرة واستلزم الأمر أي إصلاح سياسي، أو اقتصادي فإن البقاء في السلطة أمرٌ حتمي لا يقبل القسمة على اثنين؛ والسلطة لا تختلف باختلاف مستوياتها، فسلطة المدرسة الابتدائية هي ذاتها سلطة البرلمان لا يمكن التنازل عنها.

أكذوبة التداول السلمي هي إحدى المهاترات التي سارت في خط موازٍ مع أكذوبة الديمقراطية ..

حتى لو تم صبغها بالجانب التشريعي المقدس .. لأن المجتمعات العربية بما فيها وخاصة ما يحدث لدينا الآن وما تختزله من ثقافات الجهوية والمناطقية والقبلية لا يتماشى مع مفهوم التدوال .. ولا تقتنع أصلاً بحقوق وواجبات الإصلاح والمسؤولية .. فهي في أغلبها حقوق القبلية والجهة ..

بل إن الأمر تعدى هذا إلى كل جزئية في الدولة والمجتمع.

أصبح التشبث بالمنصب وحتى بالرأي سمة من سماتنا، وفرضية من فرضية البقاء .. ولا يهم إن كانت هذه العقيدة المترسخة هي أهم درب من دروبها نهاياتنا، أم غير ذلك المهم هو البقاء ولا شيء غير البقاء .. يستمر الحوار أو ينقطع يختلف بمختلف مسميات وأماكنه إلا أن البقاء هو النتيجة أو الحتمية التي يجب أن تكون إحدى نتائجها وتوصياتها. 

كونوا بخير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى