رأي

 المُر و الأمــرّ.. لأمين مازن

 

 

أنهى مؤتمر باريس اجتماعه المُكرَّس لدعم استقرار ليبيا برئاسة فرنسية ألمانية و مشاركة أمريكية على أعلى المستويات، و حضور  روسي يتفق و حجم هذه الدولة و مصالحها التي تتجاوز ليبيا إلى حدودها الأفريقية الجنوبية، و غياب بريطاني لم يُعرَف ما إذا كان مرجعه إلى الخروج البريطاني من الإتحاد الأوروبي، أم أن التقليد البريطاني الميال للتحرك من وراء الستار  هو ما أملى هذا الاختفاء، لقد تبين أن انجاز العملية الانتخابية بشقيها الرئاسي و النيابي ما يزال الأوفر حظا، كما أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات و قرارات البرلمان تمثل المرجعية الوحيدة، كما أن تلويح البعض بالتوافق و القاعدة الدستورية كثغرات للتأجيل ليس إليها من سبيل، بل لعلها ستُحسَب ضمن العرقلة التي تستدعي العقوبة الدولية و الموكولة بالضرورة للطرف الأمريكي و ذراع الأفريكوم، آخذاً في الإعتبار القانون الصادر من الكونجرس الأمريكي بشأن استقرار ليبيا، و المؤتمر الأمريكي الخاص بالديموقراطية المتزامن مع موعد الانتخابات الليبية، و يبقى النص على وقف التصرّف المالي في حالة استمرار السلطة عقب الرابع و العشرين من ديسمبر القادم هو ما يجب أن يتنبَّه إليه كل من لا يزال يبحث عن الثغرات المسوغة لكسب الوقت و الذي لا يجب أن يضيع خلف سرابه المتشبثون بالبقاء، أُولئك الذين لا يرون في ليبيا سوى مساحة للترضيات لتحل رؤية تتحرّك فيه كبلد يحتاج إلى الإعلاء من شأن الضروري للناس كافة و وضع حد للعبث الذي ساد هذه الحقبة حتى لقد فتح الطريق للتفكير في القبول بالوصاية كحل أهون ضرراً من خسائر السيادة المزيفة، و قديما قال أهلنا «ما يزرّك على المُر إلا الأمر منه»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى