رأي

سنة بيضاء

نجاح مصدق

كلـمات ..

أصواتُ السيارة في الطرقات، جَلبة طلاب المدارس عند الظهيرة، الدكاكين المشرعة أبوابها للمارين، الطقس المتمسك بالصيف بكل ما أوتي من قوة، وصوتهما عند حلاق الحي 

شن داير ؟

كساد

شن برنامجك؟

لحد توا ما في شيء نفكر نخدم مععمي في السوق متعه

وأنت؟

والله احرف منك، بوي يقولي شوق خدمه وأمي تبي تصين حوشنا تبيني نوقف عليه وأني خاطري في سفره مازال ما قرَّرتش.

انتهى الحوار في هذه الرقعة الجغرافية الضيقة، وفي مكان آخر همس الأم والأب في مطبخ المنزل يأتي من تحت الابواب، ومع النوافذ يتسلَّل لاسماع الشاب النائم في سريره حتى الساعة الواحدة ظهرًا.

الأب: شنو الوالد بيقعد سهر في الليل، ونوم فالنهار.

الأم: قال بيدور عمل، أو بيمشي مع ولد خالته للمقر متعه بالك  يخدم معاه.

الأب : شن بيخدم ؟، وإللي بيشد البوابات وبحط السلاح  على كتفه من جيهة لجيهة.

الأم : باهي شن تبيه يدير خير من الكساد أو راقد في الحوش شوفله خدمه أنت عند حد.

الاب :بالله خليني ساكت.

في أماكن عديدة تأتي اصوات متدافعة من البيوت من حجرات النوم من المقاهي، ومن وسط السيارات المسرعة على الطريق السريع أو عبر الاتصالات الهاتفية التي لا تتوقف فتايات وفتيان وأهالي في سجال دائم 

بعد أسبوع وأكثر .. بعد شهر وأكثر 

احدهم :وينكم تعالوا للقهوة خيركم معاش بنتوا

آخر : في ارقيلة على حسابك

الاول :أنت غير تعالى 

آخرون :جايين 

على الطاولة في واجهة المقهى اصوات ضحكات مرتفعة وضباب كثيف لدخان متصاعد من شفاه جفت عنهاالاسئلة وعيون سائحة في العدم شاردة بلا وجهة وصمت يفضي للفراغ

الاول :البنت اللي نبيها جايها واحد واني بدل مانتقدم نهاية هذا العام تاجل الموضوع بعد مانتخرج

ثاني:معاش مفكر في شي الفلوس اللي خدمت بيهم سافرت بيهم يومين لتونس

ثالث كساد في النهار راقد وفالليل نعس نخدم في محل الثلج

رابع وخامس وعشرات ومئات والآف من الذكور والإناث منشغلون بالبحث عن سبل لتمضية عام كامل يؤخر  احلامهم ويؤجلها الى امد ابعد

متسائل يفاجيء الجميع :مافيش اخبار على الجامعة والقراية

صوت واحد من افواه متفرقة وكثيرة : سودوها علينا .. مافيش هذا العام دراسة حتى يرضى الاساتذة والدكاترة في الجامعات ومستقبلنا في ستين داهية 

قالوا سنة بيضة 

ولسان حال جموع من الطلبة والطالبات  المنتظرين على ابواب الجامعات  والمفتقدين للمدرجات وقاعات الدراسة والكتب والتفوق بيضة عليهم سوده علينا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى