لأجلِ الطيور التي لا تحفظ أغاني أم كلثوم
والكعك المالح في ركنِ الثلاجة
لأجلِ الورود التي لا تُهدى إلى جميلة
والأمهاتِ اللاتي تعلمنّ الخياطة مبكراً
حتى يتسنى لهنّ حياكة الحُب من جلودهن المترهلة
لأجل قصصِ الحب
التي ذُبحتْ عكس تجاه القُبلة
وعُلقتْ على أعمدةِ الإنارة المتهالكة
كـعربونِ “تحجير” طازج
أو رشوةً في وضحِ النهار
للعاداتِ المُعلبة
والتقاليدِ التخينة
ولأجل المرهفين
الذين لم يُولدوا شعراءً
ولا يستطيعون كتابة غناوة علم
لمن يُحبون
لأجل الشامات الخارجة عن النص
كـتنوينٍ يحاول تسلقُ همزه
وأوراقِ النعناع في كأس الشاي
والقططِ العمياء في الأزقة المظلمة
أكتبُ فحسب.
فوق الوحل الأحمر
غنى الجندي المصاب
أين وطني؟
ومن أصابعه الملطخةِ بالرحيل
رسم على التراب المبلل بالدماء
وجه حبيبتهِ
وطفلهِ الغاضبِ من العالم
بعد حين
ثم أشار بـوجهه المخذول
إلى السماء
ليبحثَ عن بِدلةٍ مرتبة
حتى يقابل بها
أحلامهُ وهي تركض في حديقة الذاكرة
ومن جواربها الممزقة
تتسربُ
أفواجٌ من الزهور الحمراء
كـالتي كان يربيها
بين التجاويف الداكنة
لأسنان الوطن
كل ليلة.