الرئيسية

أمتى تهتموا بيها !؟

من خلال متابعتنا لبعض القضايا البيئية
هذه المرة رصدنا أسباب نضوب مياه العيون في منطقة درج وتأثيرها على البيئة والحياة
تعتبر العيون المائية أحد أهم الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها منطقة درج، حيث تتغذى على المياه السطحية الناتجة عن الأمطار. هذه المياه ليست متجددة بشكل كافٍ، مما يجعلها مورداً حساساً يتطلب الحماية. تلعب هذه العيون دوراً حيوياً في ري أشجار النخيل التي كانت تشكل مصدراً غذائياً أساسياً للسكان، كما تسهم في الحفاظ على التوازن البيئي، من خلال توفير الأكسجين ودعم الحياة البرية للعديد من الطيور والحيوانات.

الأسباب الرئيسية لنضوب العيون:

الجفاف وقلة الأمطار:
التغيرات المناخية، وخاصة نقص معدلات هطول الأمطار، أدت إلى انخفاض التغذية الطبيعية للمياه السطحية.
كذلك الحفر الجائر للآبار السطحية:
كثرة حفر الآبار السطحية بطريقة عشوائية ودون تعميقها تسبب في استنزاف المياه السطحية بشكل مباشر، مما أثر على مخزون المياه المغذي للعيون.
الإهمال الحكومي:
غياب التخطيط والبنية التحتية لتوفير مياه الشرب والصرف الصحي دفع السكان إلى الاعتماد على حفر الآبار السطحية، مما زاد من الضغط على الموارد المائية.
مع تدهور غابات النخيل:
جفاف العيون أدى إلى تراجع كبير في غابات النخيل، التي كانت مصدر رزق أساسي للسكان، فضلاً عن دورها في الحفاظ على البيئة الطبيعية للمنطقة.
دور الإنسان عبر التاريخ في التكيف:
رغم التحديات، أظهر سكان درج قدرة فريدة على التكيف مع الطبيعة، حيث شقوا الترع والمساقي، ووضعوا أنظمة ري مبتكرة لزراعة أشجار النخيل. درج لم تشهد مجاعات أو فترات جوع قاتلة في تاريخها، بفضل جهود سكانها في استثمار الموارد الطبيعية بشكل ذكي.
الحلول المقترحة:
لحل هذه الأزمة وإعادة الحياة إلى غابات النخيل، يجب اتباع خطة شاملة تتضمن ما يلي:
ردم الآبار السطحية غير المستخدمة:
ووضع آلية واضحة لردم الآبار التي لم يعد لها جدوى مع التشديد على منع الحفر العشوائي.
إعادة إحياء العيون:
حفر آبار عميقة لتخفيف الضغط على المياه السطحية، مع دراسة مسارات العيون الطبيعية وضمان الحفاظ عليها.
إدارة الموارد المائية بشكل مستدام:
وضع ضوابط للري الجائر وتعزيز استخدام أنظمة الري الحديثة لتقليل الهدر.
دور الدولة:
ضرورة تدخل الدولة لتوفير بدائل لمياه الشرب والصرف الصحي، ما يقلل من الاعتماد على الموارد المائية الطبيعية.
تعاون مجتمعي ومؤسسي:
إشراك خبراء من أهل المنطقة بالتعاون مع الجهات المختصة لوضع خطط مستدامة ومراحل عملية لاستعادة النظم البيئية.
أزمة نضوب العيون ليست مشكلة فردية، بل هي أزمة بيئية واجتماعية تتطلب جهوداً جماعية وحلولاً مدروسة. إذا تم تنفيذ هذه الحلول، يمكن أن تعود درج إلى طبيعتها الخضراء، محتفظة بجمالها ومواردها التي جعلتها على مر التاريخ رمزاً للصمود والإنتاج..
من جهتنا نأمل الانتباه ووضع حد لهذا التجاهل ..
رصد / المحررة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى