غمرتني سعادة وافرة وانا افرغ من قراءة سيرة الفنان عمر مسعود بعد ان افلح في تحريرها ومتابعة اجراءات نشرها الكاتب عبدالله زاقوب ليقدمها في محفل انتظم بجمعيتنا للاداب والفنون التي اكتفت بالاعلان عنه بصفحتها فتعذر العلم ومن ثم الحضور وربما التدخل عن مرحلة كنت احد شهودها والمستفيدين من احداثها التي ارتسمت مبكرا في الذاكرة وغرست فضيلة السرد عن تكلم الامهات رقية ومنى وحرويلة وسنوات النزوح الي بنغازي التي شملت مسعود شقيق عمر الذي خلدها شعرا جميلا واحمد زاقوب الذي بعثت خلفه الوالده حرويلة وابنتها بنداقة حيث العيش علي خدمة الصوف واغلب الظن ان عبدالله بالغيب اذ لم تتغير الحياة الا مع منتصف الخمسينيات ومشاريع الاغاثة التي احسن توزيعها محمد البشير الذي جمع بين عمله في المتصرفية والتطوع بمتابعة تدريب فريق الاهلي ودروس النحو التي كان يلقيها الشيخ التنبوكتي ويشترط وجود بعض الكبار حتي لا يتمرد بعض الدارسين انها المرحلة التي خلقت علاقات جديده ومنافسات جديدة واحياء سكنية جديده اقامها الاهالي انفسهم وكان زاقوب وعمر مسعود والسنوسي العربي ومنصور خليفة من بينهم ولم يعد الشرقية شرقية والغربية غربية هذا فضلا عما اوجدته تبعية المنطقة بين فزان طرابلس وبعدها الانتخابات .وبالجملة حلت تيارات ونشأت مصالح وحدثت مستجدات كان الفن ابرزها وتغير فيها وكان عمر مسعود واحدا من فرسانها .دون ان ننسي بالطبع دور النادي القديم ومكتبة اليونيسكو، لقد نتج عن ذلك كله قدر غير قليل من التراكم وتنامي فن السرد ومراجعة التجارب وقيمة التدوين وجدوى الاستفادة من محطات العمر لياتي هذا العمل الذي لم يهمل تاثير التواصل ولاسيما الجماعة والنشاط المتكامل فكانت هذه السيرة الممتعة التي لايملك الناظر لنصف الكوب الممتلئ الا ان يثمن من عاشها احداثا وحررها نصا، دون ان نغفل بالطبع تحية الشاعر المثقف المعروف الصيد الرقيعي ابرز المتنبهين مبكرا لدور الفنان عمر مسعود .وليشكر الله سعي الجميع علي ما اظافو واثروفي الفن والوطن.
