استطاعت فرنسا وهي إحدى دول البحر المتوسط أن تحصد الذهب والفضة من أهم قضايا دول البحر المتوسط وهي قضية الهجرة غير الشرعية أو القانونية نعم جمعت بواسطة هؤلاء المشردين كومة من الذهب وجعلت من أحشائهم وعروقهم أناشيد تصدح بحب فرنسا في المحافل الدولية .. وهي بذلك تجعل من هولاء الأجساد غير الشرعية جزءا مهما من نسيجها الاجتماعي الذي حمل راية فرنسا عاليا في اوربا والعالم..
فرنسا دولة استعمارية داخل فرنسا وخارجها .. فقد استعمرت ولازالت قارة بأسرها وطوعت كنوزها لبناء امبراطورية فرنسا ذات الاقتصاد القوي الذي لايقارن مع قارة أفريقيا بأكملها وسخرت كفاءات مهاجريها داخل فرنسا في تكوين الشخصية الفرنسية المتميزة والمتألقة.
نحن في دول شمال أفريقيا تحديدا مازلنا نعاني المخاطر الاستراتيجية المستقبلية لهذه القضية التي مازالت تتزايد وتنمو على حساب وضعنا الاقتصادي والسياسي وأيضا الاجتماعي أصبحنا نلامس وعن قرب مخاطر عدة ليست فقط في مسألة التوطين المدروس وما يترتب عليه من تغير جغرافي وحتى سيكولوجي لسكان شمال أفريقيا تحديدا .. بل حتى على صعيد الجانب الاقتصادي الذي لن يلبي طموحات دول شمال افريقيا في تطوير وتنامي قطاعاتها واقتصادها.
نحن لم نهتم مبدئيا حتى من الاستفادة من عوائد هؤلاء الأفارقة من حيث دفع التزاماتهم الضريبية ولاحتى عن تواجدهم ومزاولتهم جنوا من خلالها أموالا طائلة.
فعلا فرق كبير بين أن تستثمر قضاياك ومشاكلك وخاصة الدولية أو تكون عاجزا حتى عن حصولك حقوق وطن وثروات أصبحت مهدورة دون أي سبب.