ثقافة

أيتها‭ ‬الحرب‭ ‬

سميرة البوزيدي

أيتها‭ ‬الحرب‭ ‬أيتها‭ ‬المجنونة

تبدأين‭ ‬بالوعيد‭ ‬وتنتهين‭ ‬بالندم

لكنك‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تنسين‭ ‬

وتنتظرين‭ ‬شرارة‭ ‬الحقد‭ ‬والغضب

أيتها‭ ‬الحرب‭ ‬أيتها‭ ‬المسعورة

منذ‭ ‬أن‭ ‬قتل‭ ‬قابيلُ‭ ‬هابيل

جئنا‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬قاتل

قتله‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬الدنيا‭ ‬مقابر

حتى‭ ‬أنه‭ ‬تعلم‭ ‬الدفن‭ ‬من‭ ‬غراب

‭(‬2‭)‬‮                  ‬‭ ‬

أعتزلت‭ ‬الخيول‭ ‬الحروبَ

ولم‭ ‬تعد‭ ‬حوافرها‭ ‬تغبر‭ ‬في‭ ‬المعارك

ولم‭ ‬يعد‭ ‬صهيلها‭ ‬يعلو‭ ‬على‭ ‬صليل‭ ‬السيوف

ولم‭ ‬يعد‭ ‬يلمع‭ ‬في‭ ‬أحداقها‭ ‬بريق‭ ‬الدروع‭ ‬والخودات

صارت‭ ‬تجر‭ ‬العربات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬الفقيرة‭ ‬المزدحمة

أو‭ ‬تتبختر‭ ‬في‭ ‬اسطبلات‭ ‬الأثرياء

لم‭ ‬يعد‭ ‬يراهنون‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬المعارك

وإنما‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬السباق

استراح‭ ‬الحمام‭ ‬الزاجل‭ ‬من‭ ‬الطيران‭ ‬بين‭ ‬الجبهات

منذ‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬حبيسا‭ ‬في‭ ‬الأقفاص

استراحت‭ ‬السيوف‭ ‬في‭ ‬أغمادها

وأصبحت‭ ‬تظهر‭ ‬لامعة‭ ‬في‭ ‬الاستعراضات

وفي‭ ‬مراسم‭ ‬استقبال‭ ‬الملوك‭ ‬والرؤساء

لكن‭ ‬البنادق‭ ‬والمدافع‭ ‬صنعت‭ ‬بلا‭ ‬أغماد‭ ‬

‮           ‬‭ (‬3‭)‬

أيتها‭ ‬الحربُ‭ ‬أيتها‭ ‬الشعثاء

في‭ ‬وجودك‭ ‬نشتاق‭ ‬للسلام

وفي‭ ‬غيابك‭ ‬نسعى‭ ‬اليك‭ ‬دون‭ ‬كلل

الاستبداد‭ ‬والحروب‭ ‬والغباء‭ ‬تشعل‭ ‬الحروب

وثمة‭ ‬حروب‭ ‬أشعلتها‭ ‬كلمةُ‭ ‬حمقاء

من‭ ‬أشعل‭ ‬حرب‭ ‬داعس‭ ‬والغبراء؟

سوى‭ ‬فرسين‭ ‬ورهان

ومن‭ ‬أشعل‭ ‬حرب‭ ‬البسوس؟

سوى‭ ‬ناقتها‭ ‬العجفاء

هل‭ ‬كان‭ ‬باي‭ ‬الجزائر‭ ‬سيحرق‭ ‬منشته‭ ‬لو‭ ‬عرف‭ ‬النتيجة؟

والحرب‭ ‬جوعى‭ ‬مثل‭ ‬نار‭ ‬تستزيد‭ ‬من‭ ‬الحطب

والحرب‭ ‬عطشى‭ ‬مثل‭ ‬صحراء‭ ‬من‭ ‬الملح

والحرب‭ ‬تبدأ‭ ‬بشرار‭ ‬ثم‭ ‬تضطرم

والحرب‭ ‬تذكي‭ ‬الثارات‭ ‬القديمة

وتعيدها‭ ‬نارا‭ ‬من‭ ‬عدم

والحرب‭ ‬شرار‭ ‬تائه

يبحث‭ ‬عن‭ ‬كومة‭ ‬قش

والحرب‭ ‬تبدأ‭ ‬بصرخة

وتنتهي‭ ‬بالألم‭ ‬

‮     ‬‭ (‬4‭)‬

لا‭ ‬تضع‭ ‬الحرب‭ ‬أوزارها‭ ‬بنفسها

مثلما‭ ‬لا‭ ‬تنطفيء‭ ‬النارُ‭ ‬في‭ ‬الغابات

تضع‭ ‬أوزارها‭ ‬حين‭ ‬تهطل‭ ‬أمطار‭ ‬السلام

ولا‭ ‬رياح‭ ‬تهب‭ ‬من‭ ‬البحر

ولا‭ ‬سحاب‭ ‬في‭ ‬السماء

في‭ ‬زمن‭ ‬الحروب‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬للربيع

ولا‭ ‬معنى‭ ‬للشتاء

صيف‭ ‬بلا‭ ‬ثمار‭ ‬وبحر‭ ‬بلا‭ ‬سمك

ربيع‭ ‬بلا‭ ‬زهور‭ ‬وغروب‭ ‬بلا‭ ‬شفق

أفق‭ ‬بلا‭ ‬رجاء‭ ‬ونفق‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬نفق

في‭ ‬زمن‭ ‬الحروب‭ ‬لا‭ ‬يسمع‭ ‬هديلُ‭ ‬الحمام

تغير‭ ‬الطيور‭ ‬المهاجرة‭ ‬طريقها

ولا‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬الربيع‭ ‬القطا‭ ‬والحجل

يحترق‭ ‬القمح‭ ‬والشعير‭ ‬في‭ ‬الحقول

ويدير‭ ‬عباد‭ ‬الشمس‭ ‬ظهره‭ ‬للشمس

تنكس‭ ‬الزهور‭ ‬رؤوسها

وقبل‭ ‬أن‭ ‬تمطر‭ ‬تضرب‭ ‬الأرض‭ ‬صواعق‭ ‬الغضب

تختفي‭ ‬ملاعب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الحدائق

وتتكاثر‭ ‬وتعشب‭ ‬المقابر‭ ‬

حتى‭ ‬الصحراء‭ ‬تخفي‭ ‬سرابها‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬اليأس‭ ‬

‮          ‬‭ (‬5‭) ‬

في‭ ‬زمن‭ ‬الحروب‭ ‬تتكاثر‭ ‬المليشيات‭ ‬مثل‭ ‬الطحالب

مليشيات‭ ‬مع‭ ‬الشريعة‭ ‬وأخرى‭ ‬مع‭ ‬الدستور

مليشيات‭ ‬شوارع‭ ‬ومليشيات‭ ‬قبائل

مليشيات‭ ‬يقودها‭ ‬جنرالات

وأخرى‭ ‬يقودها‭ ‬أصحاب‭ ‬سوابق

مليشيات‭ ‬تحتل‭ ‬المطارات

وأخرى‭ ‬تحتل‭ ‬مقرات‭ ‬الوزارات

مليشيات‭ ‬تحارب‭ ‬الخمر‭ ‬والمخدارات‭ ‬وأخرى‭ ‬تروجها

مليشيات‭ ‬رجالها‭ ‬ملتحون‭ ‬وأخرى‭ ‬حليقون

جميعها‭ ‬أطلقت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬أسماء‭ ‬الشهداء

وشنقت‭ ‬أمنياتهم‭ ‬أمنية‭ ‬أمنية

جميعها‭ ‬لها‭ ‬سجون‭ ‬وتحلب‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الدولة

جميعها‭ ‬تمارس‭ ‬النهب‭ ‬والسطو‭ ‬والخطف

وجميعها‭ ‬تدعي‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬الثورة

في‭ ‬النهار‭ ‬يمارسون‭ ‬ورعاً‭ ‬صارما

وفي‭ ‬الليل‭ ‬عندما‭ ‬يسكرون‭ ‬يطلقون‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬

‭(‬6‭) ‬

ستقفون‭ ‬في‭ ‬طوابير‭ ‬الخبز‭ ‬والوقود‭ ‬والمصارف‭ ‬

ستتعلمون‭ ‬العيش‭ ‬دون‭ ‬كهرباء

وستتعودون‭ ‬على‭ ‬هدير‭ ‬المولدات‭ ‬في‭ ‬المنازل

سيختفي‭ ‬حليب‭ ‬الأطفال‭ ‬والأدوية

وستغلق‭ ‬المستشفيات‭ ‬أبوابها

وتصبح‭ ‬المدارس‭ ‬ملجأ‭ ‬للنازحين

وسيلعب‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬بالأسلحة

سيمتطون‭ ‬الدبابات‭ ‬المحطمة

وسيميزون‭ ‬بسهولة‭ ‬بين‭ ‬أنواع‭ ‬القذائف

ستصلون‭ ‬على‭ ‬الميتين‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تصلون‭ ‬للخالق

ولن‭ ‬تصلوا‭ ‬على‭ ‬الجبهات‭ ‬إلا‭ ‬صلاة‭ ‬الخوف

ستذهبون‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬وستنتخبون‭ ‬أسوأكم

فاسدون‭ ‬ومرتشون‭.. ‬قبليون‭ ‬وجهويون

لا‭ ‬يخافون‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الكتائب

ستصبحون‭ ‬شعبا‭ ‬من‭ ‬النازحين

تعيشون‭ ‬انتظارا‭ ‬مملاً‭ ‬ويائساً‭ ‬قانطاً

سيأتي‭ ‬الإرهابيون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬صوب‭ ‬وحدب

وتصبحون‭ ‬غرباء‭ ‬في‭ ‬بلادكم‭ ‬

‮        ‬‭ (‬7‭) ‬

لا‭ ‬تذهب‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬منتقما

فالانتقام‭ ‬داء‭ ‬وليس‭ ‬دواء

تذكر‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الحوار

لا‭ ‬تطلق‭ ‬النار‭ ‬أولاً

ولابأس‭ ‬من‭ ‬طلقات‭ ‬في‭ ‬الهواء

هدفك‭ ‬أن‭ ‬يستسلم‭ ‬الخصم

بأقل‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الدماء

وعندما‭ ‬يستسلم‭ ‬عامله‭ ‬باحترام

وتذكر‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬غازيا

وإنما‭ ‬شريكك‭ ‬في‭ ‬الوطن

فاوضه‭ ‬بهدؤ‭ ‬وقدم‭ ‬التنازلات

أفرج‭ ‬عن‭ ‬أسراه

قبل‭ ‬أن‭ ‬يفرج‭ ‬عن‭ ‬أسراك

اجعله‭ ‬يتحرر‭ ‬من‭ ‬أوهامه

وأن‭ ‬يرى‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يراه

هكذا‭ ‬تصبح‭ ‬الحربُ‭ ‬طريقاً‭ ‬إلى‭ ‬السلام

اقتسم‭ ‬معه‭ ‬كل‭ ‬شيء

الماء‭ ‬والهواء‭ ‬والكلأ

الأتراح‭ ‬والأفراح‭ ‬والفداء

تذكر‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يبدأ‭ ‬الحرب‭ ‬يهزم

ومن‭ ‬يتمهل‭ ‬ينتصر

وأفضلكم‭ ‬من‭ ‬يتجنبها‭ ‬ليسعى‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬

‮        ‬‭ (‬

‭ ‬

يسقط‭ ‬الطاغية‭ ‬فيظهر‭ ‬آلاف‭ ‬الطغاة

يسعون‭ ‬نحو‭ ‬كرسي‭ ‬شاغر‭ ‬فوق‭ ‬هرم‭ ‬من‭ ‬الجماجم

يتسلقون‭ ‬الجثث‭ ‬والشعارات

هاربون‭ ‬من‭ ‬السجون‭ ‬وعائدون‭ ‬من‭ ‬أفغانستان

جلادون‭ ‬سابقون‭ ‬وسقط‭ ‬متاع

أعراب‭ ‬وانكشاريون‭ ‬يعتقدون‭ ‬أن‭ ‬البلاد‭ ‬لهم‭ ‬غنيمة

تقاسموا‭ ‬العاصمة‭ ‬وتمددوا‭ ‬في‭ ‬الصحراء

تناسخوا‭ ‬الطاغية‭ ‬واحتفضوا‭ ‬بجيناته‭ ‬الفاسدة

متخصصون‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬القذائف‭ ‬العمياء

نهارهم‭ ‬سلب‭ ‬ونهب

وليلهم‭ ‬سكر‭ ‬وعربدة

سلفيون‭ ‬جهاديون‭ ‬بسراويل‭ ‬قصيرة‭ ‬ولحى‭ ‬شعثاء

لم‭ ‬يتركوا‭ ‬ضريحاً‭ ‬إلا‭ ‬هدموه

مفتيهم‭ ‬لا‭ ‬يمل‭ ‬من‭ ‬التحريض‭ ‬على‭ ‬القتال

إذا‭ ‬أبصر‭ ‬يبصر‭ ‬بعين‭ ‬واحدة

وببصيرة‭ ‬عمياء

يصدر‭ ‬الفتوى‭ ‬وضدها

ويريد‭ ‬أن‭ ‬يجلب‭ ‬نجد‭ ‬إلى‭ ‬تاجوراء‭ ‬

‮              ‬‭ (‬9‭) ‬

أيها‭ ‬المعلمُ‭ ‬ويا‭ ‬أيها‭ ‬الطالبُ

أيها‭ ‬المزارعُ‭ ‬ويا‭ ‬أيها‭ ‬السائقُ

أيها‭ ‬الحرفيُ‭ ‬ويا‭ ‬أيها‭ ‬المحاسبُ

وأنت‭ ‬أيها‭ ‬الموظفُ

لم‭ ‬تعد‭ ‬يداك‭ ‬طليقتين

مذ‭ ‬حملت‭ ‬هذه‭ ‬البندقية

ستحتضنها‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬تنام

ستحمي‭ ‬أصحاب‭ ‬الشركات

ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والأثرياء

سيدفع‭ ‬لك‭ ‬الأوغادُ‭ ‬والأحزابُ

وأثرياء‭ ‬الحروب‭ ‬وتجارها

وستتغير‭ ‬الولاءات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تدري

سيصبح‭ ‬الأعداء‭ ‬حلفاء

والأصدقاء‭ ‬أعداء

ستشعر‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬بالتعب

وتشتاق‭ ‬إلى‭ ‬حياتك‭ ‬السابقة

إلا‭ ‬أن‭ ‬الادمان‭ ‬على‭ ‬القتل‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬دواء‭ ‬

حتى‭ ‬وإن‭ ‬كنت‭ ‬ثائرا

ستنتهي‭ ‬مجرد‭ ‬بندقية‭ ‬للايجار

أو‭ ‬بطلقة‭ ‬طائشة‭ ‬تبخر‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأوهام

وأنت‭ ‬تسقط‭ ‬مضرجا‭ ‬ستشعر‭ ‬بالندم

قبل‭ ‬أن‭ ‬تلفظ‭ ‬آخر‭ ‬نفس

سنوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬

جمعة‭ ‬عبدالعليم‭ ‬

سنوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬التي

فككت‭ ‬عبق‭ ‬التاريخ‭ ‬

في‭ ‬أحجار‭ ‬المباني

أوقعت‭ ‬المآذن‭ ‬والمدارس

وأبراج‭ ‬الحمام

أطلقت‭ ‬مارد‭ ‬الأيديولوجيا‭ ‬

من‭ ‬قمقمه‭ ..‬

وحركت‭ ‬رواكد‭ ‬الجهالة

رسمت‭ ‬بلونها‭ ‬القاتم‭ ‬

جدارية‭ ‬الموت

انتزعت‭ ‬الصبية‭ ‬من‭ ‬مضاجعهم

فتوكأت‭ ‬قاماتهم‭ ‬القصيرة

على‭ ‬أعواد‭ ‬البنادق

اغتالت‭ ‬أحلام‭ ‬الصبايا

وأشعلت‭ ‬نار‭ ‬الكراهية

في‭ ‬بيادر‭ ‬العشق

غررت‭ ‬بالصادقين

وتوجت‭ ‬أحلام‭ ‬الطغاة‭ ‬

بملاحم‭ ‬الدماء‭ ..‬

سنوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب

رغم‭ ‬كونها‭ ‬كانت‭ ‬

كريمة‭ ‬معنا

فملأت‭ ‬مقابرنا‭ ‬

ووزعت‭ ‬على‭ ‬قلوبنا

الأسى‭ ‬بالتساوي

سنوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب

سنقتنع‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬بأنها‭ ‬عبث

سنقرأ‭ ‬التاريخ‭ ‬ونعرف‭ ‬كيف

توصل‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬بعيد

لكونها‭ ‬لعبة‭ ‬قذرة

ولكون‭ ‬الانتصار‭ ‬فيها‭ ‬

مرادف‭ ‬الوهم‭ ‬

ولكونها‭ ‬فخاً‭ ‬كبيرا

لابتلاع‭ ‬الضحايا‭ ..‬

سنعرف‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭ ‬

أنها‭ ‬لعبة‭ ‬الأغنياء‭ ‬والساسة‭ ‬

والمقامرين‭ ‬والحالمين‭ ‬بالمال‭ ‬والسلطة

سنوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬يوماً

بعد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬

قد‭ ‬تناسل‭ ‬بعضه‭ ‬من‭ ‬بعض‭ …‬

سنوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب

بعد‭ ‬أن‭ ‬تنفطر‭ ‬

قلوب‭ ‬الأمهات‭ ‬الثكالى

وتبيضُّ‭ ‬عيون‭ ‬الآباء‭ ‬

من‭ ‬غشاوة‭ ‬الأحزان

وتزدادأرقام‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى

والأرامل‭ ‬واليتامى

بالإحصائيات‮ ‬‭ ‬الباردة‭ ‬للحرب‭ ..‬

سنوقف‭ ‬هذه‭ ‬الحرب

ولكن‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى