ثقافة

أيها الغائبون

أكرم اليسير

نحن‭ ‬المتبقون‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬

شلةً‭ ‬من‭ ‬الأشرار‭ ‬

أم‭ ‬كومةً‭ ‬من‭ ‬الناجين‭ .. ‬

نحن‭ ‬المختبؤون‭ ‬من‭ ‬جنود‭ ‬الموت‭ ‬

تطاردنا‭ ‬الشوارع‭ ‬ببنادق‭ ‬الشك

نبحث‭ ‬عن‭ ‬لقمة‭ ‬خبز‭ ‬

تحت‭ ‬ضجيج‭ ‬مدافع‭ ‬الحياة‭.. ‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬البرد‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬

ولا‭ ‬أحد‭ ‬يهديك‭ ‬معطفه‭ ‬

كل‭ ‬صرخات‭ ‬الاستنجاد‭ ‬

ولا‭ ‬أحد‭ ‬يمد‭ ‬جسده‭ ‬جسرًا‭ ‬للعبور‭ .. ‬

وخلف‭ ‬النهر‭ ‬

حيث‭ ‬يتدفق‭ ‬العمر‭ ‬منا‭ ‬ونكبر

ولا‭ ‬نرانا‭ ‬

يقال‭ ‬إن‭ ‬ثمة‭ ‬حياة‭ ‬

وإن‭ ‬هذا‭ ‬الحفل‭ ‬مزور‭ ‬

ولا‭ ‬يقبل‭ ‬بكائي‮ ‬‭ .. ‬

الطبيب‭ ‬يخبرني‭ ‬أنني‭ ‬سأهدأ‭ ‬

وحقنة‭ ‬المخدر‭ ‬كفيلة‭ ‬بإطلاق‭ ‬رصاصة‭ ‬على‭ ‬ألمي‭ ‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬الساعة‭ ‬القديمة‭ ‬

متخشب‭ ‬أنا‭ ‬والكل‭ ‬يرقصون‭ ‬

وعيناي‭ ‬تراقب‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬

وصراخي‭ ‬قتله‭ ‬المخدر‭ .. ‬

أظنني‭ ‬سأفسد‭ ‬العشاء‭ ‬

وأطبخ‭ ‬يدي‭ ‬وأوراقي‭ ‬الثبوتية‭ ‬

وأنفي‭ ‬قرابتي‭ ‬بكم‭ ‬

وبكل‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ .. ‬

أيها‭ ‬الغائبون‭ ‬هلموا‭ ‬

تحلقوا‭ ‬حولي‭ ‬الآن

ويمكنكم‭ ‬سؤال‭ ‬جثتي‭ ‬

من‭ ‬كان‭ ‬السبب‮ ‬‭ ..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى