إلى متى كارثية حرق النفايات !!
خاص / فبراير
بدأت مشاهد تراكم النفايات وانتشارها في معظم شوارع العاصمة طرابلس تقض مضاجع السكان، الذين لا حول لهم ولا قوة وباتت بذلك مشكلة تضاف الى سلسلة المشاكل التي أرهقت واقعنا اليوم وباتت لها نتائج كارثية فبهاتين الكلمتين الاخيرتين اختصر العارفون بالشأن الليبي وسكان العاصمة طرابلس تحديدا القلق الذي ينتابهم جراء استمرار وتفاقم أزمة النفايات المنتشرة بشكل كريه في كل الشوارع والأزقة في ظل غياب بوادر لحلول جديدة للازمة التي تضاف كما سبق القول إلى سلسلة ألازمات السياسية والاقتصادية والأمنية الأمر الذي جعل من المواطن بالمقام الأول يلجا إلى حلول شخصية وعفوية في محاولة لحل هذه المشكلة كحرق القمامة وهـي طريقـة قديمـة يلجـأ إليهـا البعض لسهولتها
وهنا تكمن الكارثة الأكبر من مشكلة تكدس النفايات نفسها وتشمل النفايات مجموعة واسعة من المواد، منها على سبيل المثال لا الحصر:
البراز والبول، والذي يتم طرحه في أنظمة الصرف الصحي.
بقايا الطعام أو الأطعمة التالفة.
فضلات الحيوانات.
منتجات التنظيف التي تنزل مع المياه خلال استعمالها إلى الصرف الصحي.
المبيدات الحشرية.
الأثاث التالف أو غير المستعمل.
الركام الناجم عن انهيار أو هدم المباني.
الحيوانات النافقة أو المذبوحة.
بطاريات السيارات.
الفضلات الطبية، مثل المحاقن، والإبر، والمباضع والشفرات الوحيدة الاستعمال، والتي منها أيضا المواد الكيميائية المستعملة في الطب مثل المواد المطهّرة وغيرها، وهذا وفقا لـ منظمة الصحة العالمية.
في حال تكدس النفايات بالشكل الذي نراه اليوم فإن المخاطر الصحية قد يكون من الصعب حصرها، وذلك نتيجة لجذب هذه النفايات للذباب والحشرات والفئران، والتي جميعها قد تنقل الجراثيم للإنسان.
بالنسبة لنفايات الصحية والتي تعتبر الأخطر على الإطلاق فإنها ترتبط بالمخاطر التالية، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية:
نقل العدوى للمرضى ومقدمي الرعاية الصحية وعامة الناس.
انتشار كائنات مجهرية مقاومة للأدوية انطلاقاً من مؤسسات الرعاية الصحية.
إصابات ناجمة عن النفايات الحادّة مثل الإبر.
تسمّم وتلوّث من خلال إفراز منتجات صيدلانية.
تسمّم وتلوّث عن طريق مياه الصرف الصحي.
تسمّم وتلوّث بعناصر أو مركبات سامّة، مثل الزئبق، أو الديوكسينات -وهي من المواد التي تسبّب السرطان لدى البشر- وتنبعث خلال عملية الترميد (حرق النفايات). وهنا بيت القصيد ا لما لها من ثأتير على النظام الحيوي في المنطقة التي تتجمع فيها النفايات، وذلك عبر استجلاب القوارض والحشرات
وتشمل الغازات المنبعثة من مكبات النفايات بشكل رئيسي غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون، وهذه الغازات من غازات الدفيئة التي يلعب ارتفاعها دورا في الانحباس الحراري ورفع درجة حرارة الكوكب على المدى البعيد.
وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه يمكن أن تتسبّب مدافن النفايات في تلويث مياه الشرب إذا لم تُبن بالطرق المناسبة.
ووفقا للمنظمة أيضا فإن «الترميد غير المناسب أو ترميد مواد غير ملائمة يسفر عن إفراز ملوثات في الهواء ومخلّفات الرماد. ويمكن أن يؤدي ترميد المواد التي تحتوي على الكلور إلى توليد الديوكسينات والفيورانات، وهي من المواد التي تسبّب السرطان لدى البشر وتم الكشف عن علاقة بينها وبين طائفة واسعة من الآثار الصحية الضارّة». ولعل هذه احد الاسباب التى ترجع للارقام الخطيرة عن اصابات السرطان فى بلادنا
كما «يمكن أن يؤدي ترميد المعادن الثقيلة أو المواد التي تحتوي على معادن ثقيلة (ولا سيما الرصاص والزئبق والكادميوم) إلى انتشار معادن سامّة في البيئة. ولذلك لا ينبغي ترميد المواد التي تحتوي على الكلور أو المعادن».
ويري الاستاذ الدكتور / ثابت عبد المنعم إبرايم مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة أسيوط لا زالت عمليات حرق الأجزاء القابلـة للاحتـراق مـن الفـضلات الـصلبة للمــدن كــالورق والأدوات البلاســتيكية والأخــشاب والأثــاث المنزلــي التالف تستعمل أحيانا بشكل عـشوائي فـي بعـض مـدن العـالم وخاصـة .
فـي الـدول الناميـة تـؤدي عمليـة حـرق الفـضلات وبـشكل خـاص مكوناتهـا ذات التركيـب البلاسـتيكي إلـى انطلاق دخان كثيف وغازات ضارة بصحة الإنسان والحيوان ومنهـا مركبـات ديوكـسين المـسرطن ومركبــات الكــادميوم الــسامة . كمــا يتــسرب أجــزاء مــن نــواتج حــرق المخلفــات مــن المركبــات الكيماوية الضارة بالبيئة مع مياه الأمطار والسيول إلى المياه الجوفية داخل الأرض وتلوثها .
وتلجأ بعض دول العالم كما في بعض المدن الأمريكية إلى عملية حرق فـضلات المـدن القابلة للاشتعال في مواقد خاصة وتستعمل حرارتها في تسخين المـاء الـذي يـستعمل فـي تـدوير محركـات إنتـاج الطاقـة الكهربائيـة لاسـتعمالها فـي الإنـارة وسـواها . كمـا ينتـشر حـرق مخلفـات المستشفيات والمراكز الصحية من مواد ذات طبيعة بلاستيكية وقطن ملوث وشاش طبي وغيرها .
في محارق خاصة فيها ويتصاعد منها دخان كثيف يحتوي على مركـب داي أوكـسين المـسرطن
وعنصر الكادميوم السام وسواها ،مما أثار انتبـاه الـسلطات الـصحية فـي الكثيـر مـن دول العـالم
نحو التوصل إلى طرق علمية أفضل للتخلص من هذه الفـضلات الخطـرة لتجنـب تأثيرهـا الـضار علـى البيئـة وصـحة الإنـسان . كمـا لا يغيـب عـن الأذهـان سـوء عمليـات الـتخلص مـن الأدوات الحــادة المــستعملة فــي المستــشفيات كــالإبر والمــشارط وبقايــا النظــائر المــشعة المــستعملة فــي العلاج الإشعاعي لبعض الأمراض .
ويتركز اهتمام العلماء على مشكلة ارتفاع تركيز مركب ديوكسين Dioxine المـسرطن
في الهواء ومياه الشرب والأغذية التي نتناولها فهو من نواتج احتـراق المخلفـات الـصلبة للمـدن .
وبــشكل أكبــر مــن المستــشفيات، وأشــارت دراســات علميــة حديثــة إلــى ارتفــاع تركيــز مركبــات .
ديوكسين بشكل خاص فـي طعـام سـكان الـدول الـصناعية كالولايـات المتحـدة وكنـدا عـن الحـدود .المسموح بها فوصـل إلـى 200 جـزء كـل مليـون أو أكثـر ، وأصـبحت دمـائهم تحتـوي علـى هـذه المركبات الضارة ويتعرض لها حوالي 96 %منهم عن طريق الأغذية التي يتناولونها .
وقد أخذت معظم الدول توجه اهتماماً خاصاً بموضوع النفايات، ليس فقط من حيث جمعها والتخلص منها ولكن أيضاً للاستفادة من مكوناتها بتدويرها وإعادة استخدامها، وقد أدى ذلك إلى ابتكار أساليب إدارية وطرق فنية وتقنية لمعالجة النفايات بطرق تؤمن حماية البيئة وتحقق فوائد اقتصادية. وقد قطعت الدول المتقدمة شوطاً كبيراً في مجال تدوير النفايات وإعادة استخدامها.
وأخذ هذا الأسلوب يتطور بسرعة وأصبح علماً وفناً”. هذه الفقرة مأخوذة من مقدمة كتيب مستخلصات الأبحاث لندوة عن النفابات استهدفت التعرف على الطرق الحديثة للإدارة الجيدة للنفايات والإطلاع على التجارب العربية الرائدة وتوحيد الجهود لوضع استراتيجية عربية لإدارة النفايات القابلة للتدوير وإعادة الاستخدام وطرح توجهات مستقبلية للتنسيق والتعاون العربي في هذا المجال.
المخلفات الطبية لم تكن بعيدة عن هذه الندوة حيث قدمت مجموعة باحثين من المركز الدولي لبحوث اللدائن باليبيا بحث تطرق لحصر وتحديد كميات المخلفات الطبية البلاستيكية المنتجة بعدد من المستشفيات والعيادات التخصصية وإمكانية الاستفادة منها عن طريق إعادة تدويرها.
وملخص هذه الدراسة تمت في متابعة تقنيات التخلص من القمامة الطبية في أربع مستشفيات عامة فى كلا من طرابلس وتاجوراء حيث وجد أن مركز طرابلس الطبي يبذل مجهود إيجابي حيال إيجاد وسيلة علمية لتفادي خطر هذا النوع من القمامة.
هذا المجهود تضمن وضع لوائح وقوانين تنظيمية لفرز القمامة في نوعين من الأكياس:
الكيس الأول وهو من اللون الأسود وخصص للمخلفات العادية والتي تتضمن فضلات الطعام والمخلفات الخاصة بالعاملين والمرضى بالمستشفى، الكيس الثاني وهو من اللون الأصفر وتم تخصيصه للفضلات الطبية التي تحتوي على الإبر البلاستيكية والأنابيب المستخدمة في عمليات التحليل ومخلفات العمليات الجراحية وغيرها من المخلفات البلاستيكية الطبية، وقد أتضح أن الأكياس السوداء يتم تجميعها بالطرق المعتادة في تجميع القمامة في مدينة طرابلس، أما ما يتعلق بالأكياس الصفراء وهو ما يرتكز عليه موضوع هذه الدراسة فإن القائمين على تجميع هذا النوع من الأكياس يقوموا بحرقها في حفرة بمكب القمامة ويتم ردمها بعد حرقها.
أما المستشفيات الأخرى فوجد أنها تخلط مخلفاتها في نفس الكيس دون الفصل بين المخلفات الملوثة ببقايا العينات والمخلفات الخاصة، وتقترح هذه الدراسة تبني طرق عالمية للتخلص من مخلفات المستشفيات والعيادات الطبية بحيث تلاءم إمكانياتنا داخل ليبيا بالإضافة إلى أن هذه الدراسة تهدف لنشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع.في محاولة للحد من النتائج الكارثية لهذه النفايات .