الرئيسيةتقارير

الصحفى والمصدر.. كلهــم‭ ‬يدعي‭ ‬الشفافية‭ ‬والمحصـلة‭ ‬صفر

منى الساحلي

حصري‭ ‬فبراير

الكل‭ ‬اليوم‭ ‬بات‭ ‬يعى‭ ‬جيدا‭  ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالكشف‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬ودعم‭ ‬النقاش‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمامه،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬اليوم‭ ‬لها‭ ‬النصيب‭ ‬الكبير‭ ‬فى‭  ‬المساهمة‭ ‬و‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬حلول‭ ‬لمشاكل‭ ‬المجتمع‭. ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬الذي‭ ‬تأخذه‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عزازته‭ ‬أيضا‭ ‬الملفات‭ ‬المطروحة‭ ‬دوليا،‭ ‬فقضايا‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬كورونا‭ ‬والتباطؤ‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتغيرات‭ ‬المناخية‭ ‬وحتى‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬المشتعلة‭ ‬باتت‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬زاوية‭ ‬طرح‭ ‬جديدة‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬هو‭ ‬كشف‭ ‬الحقيقة‭ ‬ودعم‭ ‬النقاش‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمامه،‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬أدوارها‭ ‬اليوم‭ ‬المساهمة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬حلول‭ ‬لمشاكل‭ ‬المجتمع‭. ‬

وهو‭ ‬ماجعل‭ ‬العديد‭ ‬يسميها‭ ‬بصحافة‭ ‬الحلول‭ ‬لانه‭ ‬حل‭ ‬للمشكلات‭ ‬المشتركة‭ ‬وتشرحها‭ ‬بطريقة‭ ‬نقدية‭ ‬وواضحة‭.‬وتستخدم‭ ‬صحافة‭ ‬الحلول‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة،‭ ‬مثل‭ ‬الصحة،‭ ‬والبيئة،‭ ‬والتنمية‭ ‬المجتمعية،‭ ‬والحقوق‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والثقافة،‭ ‬والشؤون‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬والعلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬والشؤون‭ ‬العملية،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والشؤون‭ ‬الجغرافية،‭ ‬والشؤون‭ ‬الثقافية،‭ ‬والشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬والشؤون‭ ‬الأخرى‭. ‬ويتم‭ ‬ذلك‭ ‬بهدف‭ ‬إشعار‭ ‬الجمهور‭ ‬بالحلول‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفذ‭ ‬داخل‭ ‬المجتمعات‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الموارد‭ ‬المتاحة‭ ‬لكل‭ ‬مجتمع‭. ‬

فالصحافة‭ ‬هي‭ ‬مرآة‭ ‬الحقيقة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وكبار‭ ‬المسؤولين‭  ‬فالحرية‭ ‬تقف‭ ‬دائما‭ ‬بصف‭ ‬الشعوب،‭ ‬والصحيفة‭ ‬المقروءة‭ ‬لابد‭ ‬وان‭ ‬تمتاز‭ ‬بالشفافية‭ ‬والمصداقية‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يتمناه‭ ‬القارئ‭  ‬،‭ ‬فاصبحت‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الانفتاح‭ ‬والالتزام‭ ‬بمعايير‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتقدمة‭ ‬سلطة‭ ‬أولى‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬تشكله‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬في‭ ‬تطور‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭ ‬وازدهارها،‭ ‬ولكونها‭ ‬تشخص‭ ‬الواقع‭ ‬وتبين‭ ‬اوجه‭ ‬الاختلال‭ ‬فيه‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬معالجته‭.‬

ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬هل‭ ‬يتفهم‭ ‬المسؤول‭ ‬هذا‭ ‬الرأي؟

كلمة‭ ‬حق‭ ‬اذا‭ ‬قلنا‭ ‬إنه‭ ‬كلما‭ ‬تعمقنا‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬الصحافة‭  ‬يتأكد‭ ‬له‭ ‬ان‭ ‬التحولات‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬صحافتنا‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬دعم‭ ‬شفافيتها‭ ‬وقلة‭ ‬مساهمة‭ ‬المسوؤل‭ ‬مع‭ ‬الصحفي‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭  ‬و‭ ‬بالمكاشفة‭ ‬والمصارحة،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬قناعة‭  ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬ممن‭ ‬يعتقدون‭ ‬ان‭ ‬الهروب‭ ‬من‭ ‬الصحفي‭ ‬واخفاء‭ ‬المعلومات‭ ‬وطمسها‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬بقائهم‭ ‬على‭ ‬كراسيهم‭ ‬العاجية‭.‬

ان‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬شكلها‭ ‬النهائي‭ ‬هي‭ ‬حوار‭ ‬يومي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المسؤول‭ ‬والرأي‭ ‬العام،‭ ‬ينقله‭ ‬المحرر‭ ‬أو‭ ‬الصحفي‭ ‬بكل‭ ‬شفافية‭ ‬وان‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬قصص‭ ‬وهمية‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬الكتاب‭ ‬والمؤلفين‭ ‬والمبدعين،‭ ‬اما‭ ‬الصحفي‭ ‬فهو‭ ‬ذلك‭ ‬الانسان‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة‭ ‬كاملة‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬نصفها‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬طمس‭ ‬الحقائق‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬التهرب‭ ‬أو‭ ‬رفض‭ ‬التعاون‭ ‬لن‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬الى‭ ‬موت‭ ‬الصحافة،‭ ‬فالصحافة‭ ‬لديها‭ ‬طرقها‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومة‭ ‬والتعاون‭ ‬معها‭ ‬يرسخ‭ ‬بقاءها‭ ‬حية‭ ‬نابضة‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬ان‭ ‬تكون‭.‬

وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬نطلق‭ ‬عليهم‭ ‬خفافيش‭ ‬الظلام‭ ‬يختبئون‭ ‬ويرفضون‭ ‬ان‭ ‬يمسهم‭ ‬قلم‭ ‬الصحفي‭ ‬بأي‭ ‬نقد‭ ‬كان،‭ ‬وقد‭ ‬يضطرون‭ ‬لاسكاته‭ ‬بعدة‭ ‬طرق‭ ‬لدرجة‭ ‬انهم‭ ‬لا‭ ‬يمانعون‭ ‬من‭ ‬قصف‭ ‬قلمه‭ ‬وكأنهم‭ ‬في‭ ‬معركة‭ ‬مع‭ ‬الصحافة‭ ‬والصحفيين‭.‬

والسؤال‭ ‬المُلح‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬لماذا‭ ‬بدأ‭ ‬الارتباك‭ ‬يسود‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الصحفيين،‭ ‬مع‭ ‬ان‭ ‬الكثير‭ ‬يرى‭ ‬بأن‭  ‬ارتباكهم‭ ‬وصمتهم‭  ‬يعود‭ ‬لعدم‭ ‬انصاف‭ ‬الصحافة‭ ‬لهم‭ ‬ومطالبين‭ ‬اياها‭ ‬بنشر‭ ‬صورهم‭ ‬واخبارهم‭ ‬الايجابية‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬أرادوا‭ ‬تقديم‭ ‬خدمة‭ ‬خبرية‭ ‬للصحافة‭ ‬،‭ ‬متناسين‭ ‬بذلك‭ ‬ان‭ ‬الصحافة‭ ‬هي‭ ‬اداة‭ ‬مهمة‭ ‬للاطلاع‭ ‬على‭ ‬اوضاع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬،ان‭ ‬الارتباك‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬المسؤول‭ ‬لحظة‭ ‬دخول‭ ‬الصحفي‭ ‬مؤسسته‭ ‬أو‭ ‬مكتبه‭ ‬او‭ ‬حتى‭ ‬الاتصال‭ ‬به‭  ‬يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬للعيان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفض‭ ‬اي‭ ‬موظف‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المؤسسة‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬المسؤول،‭ ‬وتعليل‭ ‬ذلك‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ ‬القواعد‭ ‬والقوانين‭ ‬لهذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬،ولكن‭ ‬من‭ ‬يمكنه‭ ‬ان‭ ‬يفسر‭ ‬لنا‭ ‬ارتباك‭ ‬السكرتير‭ ‬أو‭ ‬السكرتيرة‭ ‬لحظة‭ ‬طلب‭ ‬مقابلة‭ ‬المسؤول‭ ‬نفسه،‭ ‬ان‭ ‬علامات‭ ‬الاحراج‭ ‬على‭ ‬وجههما‭ ‬تبدو‭ ‬واضحة‭ ‬وكأنهما‭ ‬يريدان‭ ‬القول‭:‬‮«‬ان‭ ‬المسؤول‭ ‬فوضنا‭ ‬لاتخاذ‭ ‬اي‭ ‬تدابير‭ ‬لمنع‭ ‬دخول‭ ‬الصحفي‭ ‬أو‭ ‬اعطائه‭ ‬أية‭ ‬معلومات‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬مايستوجب‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬الشفافية‭ ‬والوضوح‭ ‬في‭ ‬المعلومات‭ ‬بين‭ ‬المسؤولين‭ ‬والصحافة‭ ‬و‭ ‬حق‭ ‬الصحفي‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬القراء‭ ‬والجمهور‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تمس‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬وتلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بها‭.‬

ان‭ ‬للصحافة‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الحقيقة‭ ‬ومن‭ ‬حق‭ ‬مواطن‭ ‬فى‭  ‬الدولة‭ ‬ان‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الصحافة‭ ‬رغم‭ ‬تهرب‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬الالتقاء‭ ‬بالصحفيين‭ ‬والاجابة‭ ‬على‭ ‬اسئلتهم‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬ان‭ ‬بعضهم‭ ‬اذا‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬تنشرله‭ ‬صورة‭ ‬أو‭ ‬تصريح‭ ‬ايجابي‭ ‬عن‭ ‬مؤسسته‭ ‬فانه‭ ‬يسعى‭ ‬الى‭ ‬الصحافة‭ ‬بكل‭ ‬جوانحه‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬ماجعل‭ ‬الكثير‭ ‬اليوم‭ ‬يُلح‭ ‬بسياسة‭ ‬الابواب‭ ‬المفتوحة‭ ‬لمؤسساتنا‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬ان‭ ‬مغلقة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬الناس‭ ‬وضرورة‭ ‬دعم‭ ‬الصحفي‭  ‬وتسهيل‭ ‬مهمته‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الحكومية‭ .‬

ان‭ ‬موضوع‭ ‬المكاشفة‭ ‬والمصارحة‭ ‬بين‭ ‬اجهزة‭ ‬الاعلام‭ ‬والمسؤولين‭  ‬أصبحت‭ ‬اليوم‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬وهي‭ ‬الثقافة‭ ‬مازالت‭ ‬غير‭ ‬سائدة‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬يشعرون‭ ‬بالتراخي‭ ‬والكسل‭ ‬ويرفضون‭ ‬التجاوب‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬أجهزة‭ ‬الاعلام‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتجاوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الظهور‭ ‬والتفاخر‭ ‬فقط‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دعا‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬دعم‭ ‬الصحفي‭  ‬وتمكينه‭ ‬من‭ ‬انجاز‭ ‬عمله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬صحفية‭ ‬حرة‭ ‬وشفافة،‭ ‬ورغم‭ ‬تصدر‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬المرئية‭ ‬منها‭ ‬والمسموعة‭ ‬والمقروءة‭ ‬فانها‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬المطلوب‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬اسباب‭ ‬ذلك‭ ‬احجام‭ ‬المسؤولين‭ ‬القياديين‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬ووزراتها‭ ‬عن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬تلك،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬خللا‭ ‬حقيقيا‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والاعلام‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬تفاقم‭ ‬المشاكل‭ ‬واختلال‭ ‬التوازنات،‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬يحجم‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالانسان‭ ‬والمجتمع‭  ‬اعتقد‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬أسباباً‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬منها‭ ‬شخصية‭ ‬ووتتمثل‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬يخشون‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬لأنها‭ ‬تكشف‭ ‬وجود‭ ‬نقص‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬المستوى‭ ‬العلمي‭ ‬أو‭ ‬الحضور‭ ‬العملي‭ ‬أو‭ ‬الدراية‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬لحركة‭ ‬المجتمع‭ ‬وربما‭ ‬بين‭ ‬سلبية‭ ‬التعاطي‭ ‬هذا‭ ‬وجهل‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬بطبيعة‭ ‬المهام‭ ‬المنوطة‭ ‬باداراتهم‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬عملهم،‭ ‬وربما‭ ‬البعض‭ ‬يخشى‭ ‬مواجهة‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬لعدم‭ ‬قدرته‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المؤسسة‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬لها‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قصورا‭ ‬ذاتيا‭ ‬يثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬ان‭ ‬البعض‭ ‬يخشى‭ ‬المواجهة‭ ‬الصريحة،‭ ‬وقد‭ ‬يرفض‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مؤسسته‭ ‬لانه‭ ‬يخشى‭ ‬الخوض‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬المتسمم‭ ‬بالسلبية‭ ‬وكثرة‭ ‬المعوقات‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬اساءة‭ ‬الى‭ ‬الدولة‭ ‬ومؤسساتها‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬يثير‭ ‬الحديث‭ ‬هذا‭ ‬تساؤلات‭ ‬يخشى‭ ‬التعرض‭ ‬اليها‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬المختلفة‭ ‬لأن‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬يشجع‭ ‬ولايلتزم‭ ‬بالشفافية‭ ‬وربما‭ ‬يخشى‭ ‬الحديث‭ ‬للاعلام‭ ‬لانه‭ ‬يخشى‭ ‬على‭ ‬مركزه‭ ‬أو‭ ‬وظيفته،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬الاعلامي‭ ‬الا‭ ‬انه‭ ‬مازالت‭  ‬هناك‭ ‬خطوط‭ ‬حمراء‭ ‬يخشى‭ ‬المسؤولون‭ ‬تجاوزها‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الوصول‭ ‬اليها‭ ‬لانها‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الخطرة‭!! ‬لذا‭ ‬نجد‭ ‬ان‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬يحددون‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬يرغبون‭ ‬بالحديث‭ ‬عنها،‭ ‬والبعض‭ ‬لا‭ ‬يخرج‭ ‬في‭ ‬وسيلة‭ ‬اذاعية‭ ‬أو‭ ‬مرئية‭ ‬الا‭ ‬بعد‭ ‬معرفة‭ ‬مسبقة‭ ‬بالاسئلة‭ ‬أو‭ ‬الموضوعات‭ ‬المراد‭ ‬تناولها‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح،‭ ‬وكل‭ ‬الشفافية‭ ‬التي‭ ‬ندعيها‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬فان‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬محظورة‭ ‬ويخشى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الدخول‭ ‬فيها،‭ ‬بل‭ ‬ربما‭ ‬حتى‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬تخشى‭ ‬تناولها‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬اعلاميين‭ ‬هم‭ ‬ايضا‭ ‬يخشون‭ ‬الدخول‭ ‬فيها‭ ‬لان‭ ‬لقمة‭ ‬عيشهم‭ ‬ربما‭ ‬تنقطع،‭ ‬ولكون‭ ‬ان‭ ‬معظم‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الاعلامي‭ ‬لا‭ ‬يودون‭ ‬تناول‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬الانسان‭ ‬والمجتمع‭ ‬مباشرة‭ ‬ويسبحون‭ ‬في‭ ‬موضوعات‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬فيه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاختلالات‭ ‬والطريق‭ ‬اليه‭ ‬محفوفة‭ ‬بالمخاطر‭.‬

سلبيات‭ ‬وايجابيات

إن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الصحفي‭ ‬والمصدر‭ ‬تختلف‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬طبيعة‭ ‬المصدر‭ ‬نفسه،و‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تبايناً‭ ‬واضحاً‭ ‬بين‭ ‬شخصيات‭ ‬المصادر،‭ ‬فمنها‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الصحفي‭ ‬عدو‭ ‬وخصم‭ ‬له‭ ‬والبعض‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الصحفي‭ ‬يمثل‭ ‬الرقيب‭ ‬عليه‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬سلبيات‭ ‬الأمور‭ ‬ولا‭ ‬يتطرق‭ ‬إلى‭ ‬ايجابياتها‭ ‬وهناك‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الصحفي‭ ‬الوسيلة‭ ‬الامثل‭ ‬لنقل‭ ‬أفكار‭ ‬المصادر‭ ‬وايصالها‭ ‬للجمهور‭.‬وهو‭ ‬مايستوجب‭ ‬بضرورة‭ ‬تعاون‭ ‬المسؤول‭ ‬مع‭ ‬رجال‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة،‭ ‬بحيث‭ ‬يصب‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المجتمع‭ ‬مع‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬المصداقية‭ ‬

خلاصة‭ ‬القول‭ ‬و‭ ‬نقولها‭ ‬بصراحة‭ ‬ان‭ ‬ممثلي‭ ‬كل‭ ‬الاجيال‭ ‬الصحفية‭ ‬من‭ ‬قدامى‭ ‬وحديثي‭ ‬المهنة‭ ‬يعانون‭ ‬نفس‭ ‬المشكلة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬الصحافة‭ ‬اصبحت‭ ‬سلطة‭ ‬شعبية‭ ‬يمكنها‭ ‬ان‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬اوضاع‭ ‬الشعوب‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬الملجأ‭ ‬الأول‭ ‬للمشاركة‭ ‬والتقارب‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬القيادات‭ ‬والشعب،‭ ‬وفي‭ ‬تقديرنا‭ ‬ان‭ ‬ثمة‭ ‬مفارقة‭ ‬كبيرة‭ ‬واشكالية‭ ‬مهمة‭ ‬يستكشفها‭ ‬الصحفي‭ ‬خلال‭ ‬تجربته‭ ‬ومهمته‭ ‬الانسانية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الاولى‭ ‬كي‭ ‬يثق‭ ‬المسؤول‭ ‬بالصحافة‭ ‬ويثق‭ ‬الناس‭ ‬بالمسؤول‭ ‬انها‭ ‬المعادلة‭ ‬التي‭ ‬نسعى‭ ‬اليها‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الانفتاح‭ ‬الاعلامي‭ ‬وتدفق‭ ‬المعلومات‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬ان‭ ‬استشراف‭ ‬وضع‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬يبدو‭ ‬اشكاليا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬تعاون‭ ‬الطرف‭ ‬الأهم‭ ‬وهو‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬ان‭ ‬المؤسسة‭ ‬ملكية‭ ‬خاصة‭ ‬له‭ ‬وان‭ ‬الاهم‭ ‬لديه‭ ‬هو‭ ‬بقاؤه‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬المؤسسة‭ ‬وعدم‭ ‬التطرق‭ ‬للفشل‭ ‬انها‭ ‬حرب‭ ‬استنزاف‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬يتمنى‭ ‬كل‭ ‬صحفي‭ ‬ان‭ ‬تنتهي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى