التراثيةالرئيسيةثقافة

الضوقة.. ولا جارنا يموت بشوقة

فرج غيث

تعد‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬ديني،‭ ‬وقد‭ ‬جد‭ ‬فيها‭ ‬الليبيين‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬قبل‭ ‬التحول‭ ‬الى‭ ‬الحياة‭ ‬الحديثة‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الترفيه‭ ‬البريء،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬يتقربون‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬منها‭ ‬الاحتفال‭ ‬بــ‭ (‬يوم‭ ‬عاشوراء‭) ‬أي‭ ‬اليوم‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬محرم‭ ‬في‭ ‬التقويم‭ ‬الهجري،‭ ‬وكلمة‭ ‬عاشوراء‭ ‬تعني‭ ‬العاشر‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬أتت‭ ‬التسمية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬المسلمين‭ ‬لديهم‭ ‬عرض‭ ‬مختلف‭ ‬لسبب‭ ‬تسمية‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬بعاشوراء‭ ‬إلا‭ ‬انهم‭ ‬يتفقون‭ ‬في‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬حيث‭ ‬يصوم‭ ‬الناس‭ ‬أيام‭ ‬تسعة‭ ‬وعشرة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬في‭ ‬مخالفة‭ ‬لليهود،‭ ‬ويأخذون‭ ‬بما‭ ‬ورد‭ ‬من‭ ‬أحاديث‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬فضل‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء،‭ ‬منها‭: ‬عن‭ ‬ابن‭ ‬عباس‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬قال‭: (‬قدم‭ ‬النبي‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬المدينة‭ ‬فرأى‭ ‬اليهود‭ ‬تصوم‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء،‭ ‬فقال‭: ‬ما‭ ‬هذا؟،‭ ‬قالوا‭: ‬هذا‭ ‬يوم‭ ‬صالح،‭ ‬هذا‭ ‬يوم‭ ‬نجى‭ ‬الله‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬عدوهم‭ ‬فصامه‭ ‬موسى،‭ ‬قال‭: ‬فأنا‭ ‬أحق‭ ‬بموسى‭ ‬منكم‭)‬،‭ ‬فصامه‭ ‬وأمر‭ ‬بصيامه‭ (‬رواه‭ ‬البخاري‭)‬،وصيامه‭ ‬سُنّة‭ ‬مؤكدة،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭:‬

‭ (‬وصيامُ‭ ‬يومِ‭ ‬عاشوراءَ،‭ ‬إنِّي‭ ‬أَحتسبُ‭ ‬على‭ ‬اللهِ‭ ‬أن‭ ‬يُكفِّرَ‭ ‬السنةَ‭ ‬التي‭ ‬قبلَه‭. (‬صحيح‭ ‬مسلم‭).‬

وعاشوراء‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬التي‭ ‬يحتفل‭ ‬بها‭ ‬المسلمون،‭ ‬كما‭ ‬وقعت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬فقد‭ ‬ورد‭ ‬أن‭ ‬سيدنا‭ ‬آدم‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬تاب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اليوم،‭ ‬وفيه‭ ‬استوت‭ ‬سفينة‭ ‬سيدنا‭ ‬نوح‭ ‬على‭ ‬الجودي،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬خرج‭ ‬فيه‭ ‬يوسف‭ ‬من‭ ‬السجن،‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬بصر‭ ‬يعقوب،‭ ‬ورد‭ ‬فيه‭ ‬يوسف‭ ‬على‭ ‬يعقوب،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬النار‭ ‬برداً‭ ‬وسلاماً‭ ‬على‭ ‬إبراهيم‭ ‬ونجا‭ ‬فيه‭ ‬الله‭ ‬إبراهيم‭ ‬من‭ ‬النار،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬نزلت‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬عيسى‭ ‬مائدة‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬غفر‭ ‬الله‭ ‬به‭ ‬لداوود،‭ ‬و‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬وهب‭ ‬فيه‭ ‬سليمان‭ ‬الملك‭.‬

يوم‭ ‬له‭ ‬أبعاد‭ ‬روحية‭ ‬لارتباطه‭ ‬بقصة‭ ‬نبينا‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬وسعيه‭ ‬لتخليص‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬طغيان‭ ‬فرعون‭ ‬لقوله‭ ‬تعالى‭: (‬ولقد‭ ‬أوحينا‭ ‬إلى‭ ‬موسى‭ ‬أن‭ ‬أسر‭ ‬بعبادي‭ ‬فاضرب‭ ‬لهم‭ ‬طريقا‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬يبسا‭ ‬لا‭ ‬تخاف‭ ‬دركا‭ ‬ولا‭ ‬تخشى‭ ‬فأتبعهم‭ ‬فرعون‭ ‬بجنود‭ ‬فغشيهم‭ ‬من‭ ‬اليم‭ ‬ما‭ ‬غشيهم‭ ‬وأظل‭ ‬فرعون‭ ‬قومه‭ ‬وما‭ ‬تعدى‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬أوحى‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬سيدنا‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬أن‭ ‬يضرب‭ ‬البحر‭ ‬بعصاه‭ ‬فضربه‭ ‬فتفرق‭ ‬أثنا‭ ‬عشر‭ ‬طريقا‭ ‬وصار‭ ‬الماء‭ ‬كالجبال‭ ‬العالية‭ ‬عن‭ ‬يمين‭ ‬الطرق‭ ‬ويسارها‭ ‬وأيبس‭ ‬الله‭ ‬طريقهم‭ ‬التي‭ ‬انفرت‭ ‬عنها‭ ‬الماء،‭ ‬وعندما‭ ‬تجبر‭ ‬فرعون‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬البحر‭ ‬فالتطم‭ ‬عليهم‭ ‬ليغرقوا‭ ‬كلهم‭. ‬

ويذكر‭ ‬المؤرخون‭ ‬أن‭ ‬اليهود‭ ‬هم‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬اعتبر‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يوماً‭ ‬ذا‭ ‬خصوصية‭ ‬لديهم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬عامهم،‭ ‬ويسمى‭ (‬يوم‭ ‬كيپبور‭) ‬أو‭ (‬عيد‭ ‬الغفران‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬التقويم‭ ‬اليهودي،‭ ‬والسنة‭ ‬اليهودية‭ ‬غير‭ ‬ثابتة‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭ (‬أكتوبر‭) ‬أو‭ ‬أيلول‭ (‬سبتمبر‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬مقدس‭ ‬عند‭ ‬اليهود‭ ‬مخصص‭ ‬للصلاة‭ ‬والصيام‭ ‬فقط،‭ ‬ويوم‭ ‬كيپبور‮»‬‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬المتمم‭ ‬لأيام‭ ‬التوبة‭ ‬العشرة،‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬بيومي‭ ‬رأس‭ ‬السنة،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬بالعبرية‭ (‬روش‭ ‬هاشناه‭)‬،‭ ‬وبحسب‭ ‬التراث‭ ‬اليهودي‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ (‬الفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لتغيير‭ ‬المصير‭ ‬الشخصي‭ ‬أو‭ ‬مصير‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الآتية‭). ‬وهو‭ ‬اليوم‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الذي‭ ‬يصومه‭ ‬اليهود،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬ظهر‭ ‬صيامه‭ ‬بحسب‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأخذ‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء‭ ‬طابعاً‭ ‬آخر‭ ‬منذ‭ ‬مقتل‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬في‭ ‬كربلاء،‭ ‬إذ‭ ‬وافق‭ ‬مقتله‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬محرم‭ ‬عام‭ ‬61هـ،‭ ‬وبدأ‭ ‬من‭ ‬يومها‭ ‬الصراع‭ ‬السياسي‭ ‬بين‭ ‬حزن‭ ‬وفرح،‭ ‬وظل‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يأخذ‭ ‬الطابع‭ ‬السياسي،‭ ‬ففي‭ ‬مصر‭ ‬كان‭ ‬عاشوراء‭ ‬يوم‭ ‬حزن‭ ‬حين‭ ‬حكمها‭ ‬الفاطميون،‭ ‬وتتعطّل‭ ‬فيه‭ ‬الأسواق،‭ ‬وعندما‭ ‬قضى‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬الأيوبي‭ ‬على‭ ‬الفاطميين‭ ‬وأعاد‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬السٌنّة‭ ‬اتخذ‭ ‬الأيّوبيون‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يوم‭ ‬سرور‭ ‬وانبساط‭ ‬في‭ ‬المطاعم‭ ‬ويتخذون‭ ‬الأواني‭ ‬الجديدة،‭ ‬ويكتحلون،‭ ‬ويدخلون‭ ‬الحمام‭ ‬جرياً‭ ‬على‭ ‬عادة‭ ‬أهل‭ ‬الشام،‭ ‬التي‭ ‬سنها‭ ‬لهم‭ ‬الحجاج‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬عبدالملك‭ ‬بن‭ ‬مروان،‭ ‬مخالفة‭ ‬للشيعة‭ ‬الذين‭ ‬يتخذون‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء‭ ‬يوم‭ ‬عزاء‭ ‬وحزن‭ ‬على‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬علي،‭ ‬وهناك‭ ‬حلوى‭ ‬مصريّة‭ ‬معروفة‭ ‬تسمى‭ ‬حلاوة‭ ‬عاشورا‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تقدّم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬باسم‭ ‬طبق‭ ‬عاشوراء‭.‬

وتعتمد‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬مناسباتها‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وحتى‭ ‬الدينية‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الطعام،‭ ‬وتحرص‭ ‬الأمهات‭ ‬وربات‭ ‬البيوت‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬البنات‭ ‬كافة‭ ‬اصناف‭ ‬الطعام‭ ‬الحديث‭ ‬والتقليدي،‭ ‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬وتاريخ‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬ولائم‭ ‬تقام‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬معين‭ ‬من‭ ‬الايام،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الجاهلي،‭ ‬لكن‭ ‬كانت‭ ‬تقام‭ ‬مآدب‭ ‬لمناسبات‭ ‬وتسمى‭ ‬بأسماء‭ ‬معينة‭.‬

مثلا‭ ‬كانوا‭ ‬يكرمون‭ ‬الضَّيْفِ‭ ‬ويسمون‭ ‬الطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬بــ‭ (‬القِرَى‭).‬

وطعام‭ ‬الدَعْوَةِ‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ (‬المَأْدُبَةُ‭)‬،‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬للزَّائِرِ‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ (‬التُّحْفَةُ‭)‬،‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬في‭ ‬الأعرْاس‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ (‬الوَليمة‭)‬،‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬عند‭ ‬وِلادَةِ‭ ‬الطفل‭ ‬يسمى‭ ‬بــ‭ (‬الخُرْسُ‭)‬،‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬عندَ‭ ‬حَلْقِ‭ ‬شَعْرِ‭ ‬المولود‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ (‬العقيقةُ‭)‬،‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬في‭ ‬الخِتَانِ‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ (‬العَذِيرَةُ‭)‬،‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬في‭ ‬المَأْتَم‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ (‬الوَضِيمَةُ‭)‬،‭ ‬والطعام‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬للقَادِم‭ ‬مِنْ‭ ‬سَفَرٍ‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ (‬النَّقِيعَةُ‭).‬

واغلب‭ ‬أَطْعِمَةِ‭ ‬العَرَبِ‭ ‬على‭ ‬الفعيلَةِ،‭ ‬ومنها‭:‬

‭(‬السَّخِينَةُ‭) ‬مِنَ‭ ‬الدَّقِيقِ‭ ‬دُونَ‭ ‬العَصِيدَةِ‭ ‬في‭ ‬الرِّقَةِ‭ ‬وفَوقَ‭ ‬الحَسَاءِ‭ ‬وَإِنَّمَا‭ ‬يأكُلُونَهَا‭ ‬فِي‭ ‬شِدَّةِ‭ ‬الدَّهْر‭ ‬وَغَلاءِ‭ ‬السِّعْرِ‭ ‬وَعَجَفِ‭ ‬المَالِ‭. ‬

‭(‬الحَرِيقةُ‭) ‬أنْ‭ ‬يُذَرَّ‭ ‬الدَّقِيقُ‭ ‬عَلَى‭ ‬مَاء‭ ‬أوْ‭ ‬لَبَنٍ‭ ‬حَلِيبِ‭ ‬فيُحْسَى‭ (‬وَهيَ‭ ‬أغْلَظُ‭ ‬مِنَ‭ ‬السَّخِينَةِ‭ ‬يُبْقِي‭ ‬بِهَا‭ ‬صَاحِبُ‭ ‬العِيَالِ‭ ‬عَلَى‭ ‬عِيَالِهِ‭ ‬إذا‭ ‬عَضَهُ‭ ‬اَلدَّهْرُ‭).‬

‭(‬الصَّحِيرَةُ‭) ‬اللَّبَنُ‭ ‬يُغْلَى‭ ‬ثُمَّ‭ ‬يُذَرُّ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬الدَقِيقُ‭.‬

‭(‬العَذِيرَةُ‭) ‬دَقِيقٌ‭ ‬يُحْلَبُ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬لَبَن‭ ‬ثُمَّ‭ ‬يُحْمَى‭ ‬بالرَّضْفِ‭.‬

‭(‬العَكِيسَةُ‭) ‬لَبَن‭ ‬تُصَبُّ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬الإهَالَةُ‭ (‬وهِيَ‭ ‬الشَّحْمُ‭ ‬المُذَابُ‭).‬

‭(‬الفَرِيقَةُ‭) ‬حُلْبَة‭ ‬تُضَمُّ‭ ‬إلى‭ ‬اللَبَنِ‭ ‬والتَّمْرِ‭ ‬وتُقَدَّمُ‭ ‬إلى‭ ‬المَرِيض‭ ‬والنَّفَسَاءِ‭.‬

‭(‬الرَّغِيدَةُ‭) ‬اللَّبَنُ‭ ‬الحَلِيبُ‭ ‬يُغْلَى‭ ‬ثُمَّ‭ ‬يُذَرُّ‭ ‬عَلَيْهِ‭ ‬الدَّقِيقُ‭ ‬حتّى‭ ‬يَخْتَلِطَ‭ ‬فَيُلعَقُ‭.‬

‭(‬التَّلْبِينَةُ‭) ‬حَسَاء‭ ‬يتَّخَذُ‭ ‬مِنْ‭ ‬دَقِيقٍ‭ ‬أو‭ ‬نُخَالَةٍ‭ ‬وُيجْعَلُ‭ ‬فيه‭ ‬عَسَلٌ‭ (‬وسُمِّيَتْ‭ ‬تَلْبِينَةً‭ ‬تَشْبيها‭ ‬باللَّبَنِ‭ ‬لِبَيَاضِهَا‭ ‬وَرِقَتِهَا،‭ ‬وفي‭ ‬الحَدِيثِ‭: (‬عليكمُ‭ ‬بالتَّلْبِينَةِ‭).‬

وكَانَ‭ ‬إذا‭ ‬اشْتَكَى‭ ‬أحدُهُمْ‭ ‬في‭ ‬مَنْزِلِهِ‭ ‬لم‭ ‬تُنْزَلِ‭ ‬البُرْمَةُ‭ ‬حتّى‭ ‬يأتيَ‭ ‬عَلَى‭ ‬أحَدِ‭ ‬طَرَفَيْهِ‭ ‬وَمَعْنَاهُ‭ ‬حتى‭ ‬يُبِلَّ‭ ‬مِنْ‭ ‬عِلَّتِهِ‭ ‬أو‭ ‬يَمُوتَ‭ ‬وإنّما‭ ‬جُعِلَ‭ ‬هَذَانِ‭ ‬طَرَفَيْهِ‭ ‬لأَنَهُمَا‭ ‬مُنْتَهَى‭ ‬أمْر‭ ‬العَلِيلِ‭ ‬في‭ ‬عِلَّتِهِ‭.‬

‭(‬البَسِيسَةُ‭) ‬السَّوِيقُ‭ ‬بالأَقِطِ‭ ‬والسَّمْنِ‭ ‬والزَّيتِ‭ ‬،‭ ‬وهِيَ‭ ‬أيضاً‭ ‬الشَعِيرُ‭ ‬بالنَوَى‭.‬

اما‭ ‬الضوقة‭ ‬فقد‭ ‬حث‭ ‬عليها‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬نشرا‭ ‬للتكافل،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بطلب،‭ ‬وقد‭ ‬حفل‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬التي‭ ‬تروي‭ ‬لنا‭ ‬طمع‭ ‬وبخل‭ ‬البعض،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬الحصري‭ ‬القيرواني‭ ‬المعروف‭ (‬جمع‭ ‬الجواهر‭ ‬في‭ ‬الملح‭ ‬والنوادر‭).‬

قال‭ ‬ابن‭ ‬أبي‭ ‬عتيق‭ ‬لامرأته‭: ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬يهدى‭ ‬إلينا‭ ‬مسلوخ،‭ ‬أي‭ (‬شاة‭ ‬سلخ‭ ‬جلدها‭) ‬فنتخذ‭ ‬من‭ ‬الطعام‭ ‬لون‭ ‬كذا،‭ ‬ولون‭ ‬كذا،‭ ‬فسمعته‭ ‬جارةٌ‭ ‬له،‭ ‬فظنت‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬بعمل‭ ‬ما‭ ‬سمعته،‭ ‬فانتظرت‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬الطعام‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬فقرعت‭ ‬الباب‭ ‬وقالت‭: ‬شممت‭ ‬رائحة‭ ‬قدوركم‭ ‬فجئت‭ ‬لتطعموني‭ ‬منها،‭ ‬فقال‭ ‬ابن‭ ‬أبي‭ ‬عتيق‭ ‬لامرأته‭: ‬أنت‭ ‬طالق‭ ‬إذا‭ ‬أقمنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدار‭ ‬التي‭ ‬جيرانها‭ ‬يتشممون‭ ‬الأماني‭.‬

وقيل‭ ‬لرجل‭ ‬نهم‭: ‬ما‭ ‬تسمُّون‭ ‬المرق؟‭. ‬

قال‭: (‬السخين‭)‬،‭ ‬فقال‭ ‬السائل‭: ‬فإذا‭ ‬برد‭ ‬ماذا‭ ‬تسمونه؟‭.‬

قال‭: ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬ندعه‭ ‬يبرد‭.‬

وحفلت‭ ‬كتب‭ ‬التراث‭ ‬العربي‭ ‬ومعاجم‭ ‬السير‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الطفيليين‭ ‬و‭(‬الأكولين‭) ‬ايضا‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬رأس‭ (‬الأكولين‭) ‬سليمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الملك‭. ‬

ولأننا‭ ‬مجتمع‭ ‬مسلم‭ ‬ومحافظ‭ ‬على‭ ‬تعاليمه‭ ‬الدينية‭ ‬فقد‭ ‬اتخذ‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬عاشوراء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬موعد‭ ‬لأداء‭ ‬الزكاة،‭ ‬ربما‭ ‬لأنها‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الهجري‭ ‬الجديد‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬المزارعين‭ ‬ورعاة‭ ‬الماشية‭ ‬والتجار‭ ‬بمراجعة‭ ‬حساباتهم‭ ‬والتدقيق‭ ‬في‭ ‬حصاد‭ ‬عامهم‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬والارباح‭ ‬وفقا‭ ‬للتقويم‭ ‬الهجري‭.‬

ولابأس‭ ‬على‭ ‬اسبار‭ ‬الناس‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬ينقضي‭ ‬سبر‭ ‬حتى‭ ‬يلحقه‭ ‬أخر‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى