رياضة

الطائرة تحلق في سماء مانيلا

نوري النجار

المتابع‭ ‬للمشهد‭ ‬الرياضي‭ ‬الليبي‭ ‬خاصةً‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬سبعينيات‭ ‬وثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬يلاحظ‭ ‬وبوضوح‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تحوله‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬في‭ ‬سلم‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬باللعبة‭ ‬جعلها‭ ‬تحتل‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬خلف‭ ‬اللعبة‭ ‬الشعبية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬والعالم‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬التى‭ ‬صرف‭ ‬ويصرف‭ ‬وسوف‭ ‬يصرف‭ ‬عليها‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬حدود‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬والنتيجة‭ ‬صفر‭.‬

أما‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬ورغم‭ ‬قله‭ ‬الدعم‭ ‬ومحدودية‭ ‬الامكانات‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬الأسبق‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬النتائج‭ ‬الايجابية‭ ‬للرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬وما‭ ‬فوز‭ ‬نادي‭ ‬‮«‬الترسانة‮»‬‭ ‬بسوق‭ ‬الجمعة‭ ‬ببطولة‭ ‬الأندية‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬عام‭ ‬1978‭ ‬اإلا‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تحضى‭ ‬به‭ ‬اللعبة‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬التأهل‭ ‬إلى‭ ‬أولمبياد‭ ‬موسكو‭ ‬وهو‭ ‬أول‭ ‬تأهل‭ ‬للعبة‭ ‬جماعية‭ ‬إلى‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬عام‭ ‬1980‭ ‬والتأهل‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بالارجنتين‭ ‬عام‭ ‬1982‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬تاريخيه‭ ‬للعبة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أكبر‭ ‬محفل‭ ‬عالمي‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الركود‭ ‬الذي‭ ‬صاحب‭ ‬كل‭ ‬الألعاب‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬أواخر‭ ‬الثمانينيات‭ ‬والتسعينيات‭ ‬عادتْ‭ ‬الطائرة‭ ‬الليبية‭ ‬لتفرض‭ ‬نفسها‭ ‬وتقول‭ ‬إنني‭ ‬اللعبة‭ ‬الأهم‭ ‬وإنني‭ ‬من‭ ‬يحقق‭ ‬النتائج‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬الفوز‭ ‬بالبطولة‭ ‬العربية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬وفوز‭ ‬النادي‭ ‬السويحلي‭ ‬ببطولة‭ ‬الأندية‭ ‬الأفريقية‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬كأول‭ ‬فريق‭ ‬ليبي‭ ‬يظفر‭ ‬باللقب‭ ‬الافريقي‭ ‬وهو‭ ‬انجاز‭ ‬يحسب‭ ‬للسويحلي‭ ‬وللعبة‭ ‬الليبية‭ ‬عمومًا‭ ‬عقب‭ ‬الفوز‭ ‬ببطولة‭ ‬الأندية‭ ‬الأفريقية‭ ‬واصلت‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬المسيرة‭ ‬المظفرة‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حصدت‭ ‬المركز‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬البطولة‭ ‬الأفريقية‭ ‬وابعد‭ ‬المنتخب‭ ‬الكاميروني‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المنتخبات‭ ‬الأفريقية‭ ‬في‭ ‬اللعبة‭ ‬وهو‭ ‬أحد‭ ‬المنتخبات‭ ‬الأفريقية‭ ‬الدائمة‭ ‬الوصول‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬أكيد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬للرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬يدعو‭ ‬للفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الامكانات‭ ‬المحدودة‭ ‬والدعم‭ ‬غير‭ ‬الكافي‭ ‬للعبة‭ ‬تحصد‭ ‬الالقاب‭ ‬والبطولات‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬يفرح‭ ‬محبو‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬تحققه‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬والشكر‭ ‬موصول‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬كوادر‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬من‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬للاتحاد‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬لجان‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬إلى‭ ‬الأندية‭ ‬التى‭ ‬أسهمت‭ ‬وتفاهم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬ربيع‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬الليبية‭ ‬ومن‭ ‬يتابع‭ ‬الرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬يعلم‭ ‬جيدًا‭ ‬مدى‭ ‬المعاناة‭ ‬التى‭ ‬تتكبدها‭ ‬الأندية‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬لاعب‭ ‬لإحدى‭ ‬ألعاب‭ ‬الصالات‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬ليس‭ ‬لأنها‭ ‬إحدى‭ ‬الألعاب‭ ‬الرياضية‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬لأنها‭ ‬اللعبة‭ ‬التى‭ ‬تُدخل‭ ‬السعادة‭ ‬والفرح‭ ‬إلى‭ ‬قلوب‭ ‬الليبيين‭ ‬لماذا‭ ‬نرى‭ ‬المبالغ‭ ‬الطائلة‭ ‬التى‭ ‬تدفع‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬نتائج‭ ‬تذكر؟‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬عدل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬في‭ ‬أولى‭ ‬اهتمامات‭ ‬مسؤولي‭ ‬الرياضة‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬الكيل‭ ‬بمكيالين‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يعطى‭ ‬كل‭ ‬ذي‭ ‬حق‭ ‬حقه‭ ‬وحق‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأولى‭ ‬بالدعم‭ ‬والاهتمام‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬تحققه‭ ‬للرياضة‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬نتائج‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى