
مع غروب شمس الجمعة وفي حديقة قصر الخلد بالظهرة قلب طرابلس التي احتضنت و على مدار الأسبوع أريج الأصالة وعمق التراث، اختتم مهرجان طرابلس الدولي للمالوف في دورته الثانية عشر دورة الشيخ مصطفى أبوجراد فعالياته… هذه الدورة لم تكن مجرد احتفالية عابرة، بل كانت رحلة غوص في أعماق فن المالوف، هذا الفن الذي يمثل خلاصة الوجدان، ومرآة تعكس تاريخاً طويلاً من الإبداع الموسيقي والشعري. لقد شكلت أيام المهرجان شهادة حية على الشغف المتجذر بهذا الفن، حيث جمع بين روعة الأداء وعمق المعنى، واستمد قوته من روحانية النصوص وجمال الألحان. طوال فعالياته، صدحت حديقة القصر بأصوات فنانين كبار، نهلوا من معين المالوف الصافي، وقدموا تحفاً فنية تجسد إرث الشيخ أبو جراد، الذي أفنى عمره في صون هذا الكنز الثقافي وتوريثه للأجيال.
تجاوزت هذه الدورة حدود العروض الموسيقية لتصبح منصة فكرية وثقافية. فقد احتضنت ندوات متخصصة و محاضرات ناقشت بعمق التحديات التي تواجه فن المالوف، وسبل الحفاظ عليه وتطويره ليظل نابضاً بالحياة في عصرنا المتسارع.
وفي خضم كل هذه الفاعليات والأجواء كان لنا تسجيل لشهادات حية من الفنانين الحاضرين حول المهرجان وعودته بعد توقف ليس بالقصير ..
البداية مع مدير مهرجان طرابلس للفنون المسرحية الفنان انور التير حيث أعرب عن سعادته الكبيرة بعودة المهرجانات الفنية والثقافية المختلفة، مؤكدًا على أهميتها الكبيرة للفنانين في ليبيا
كما أكد التير على أهمية دور البنية التحتية الفنية لا سيما في تنظيم المهرجانات بدءًا من المحلية وصولًا إلى العالمية. وأشاد على وجه الخصوص بانطلاق مهرجان المالوف والموشحات مشيدًا بالهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون على جهودها.
واختتم كلمته معرباً عن أمله في استمرار هذه المهرجانات والأنشطة الفنية كافة.
_متحمس جدًا لعودة مهرجان المالوف.
الفنان أحمد كعيب.. عودة المهرجان فرصة عظيمة لإحياء هذا التراث الفني العريق الذي يمثل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا الليبية.
مهرجان المالوف ليس مجرد حدث فني بل هو مناسبة تجمع الناس وتذكرهم بتراث الأجداد مما يعزز الروابط الاجتماعية والثقافية وكلنا نأمل أن يستمر هذا المهرجان ولا يتوقف مرة أخرى.
_الفنان عبد اللطيف حويل يشيد بمهرجان المالوف ويطالب باستمراريته.
على الرغم من مرضه أصر الفنان عبد اللطيف حويل على حضور مهرجان طرابلس الدولي للمالوف معربًا عن سعادته البالغة بهذا الحفل الراقي.
وطالب حويل بضرورة إقامة المهرجان سنويًا، مشددًا على أهميته في تعويد الجمهور وخاصة جيل الشباب على سماع هذا الفن الراقي من تراثنا الأصيل.
كما أبدى حويل سعادته بتكريمه من خلال تسمية دورة مهرجان لبدة الأغنية الليبية باسمه (دورة عبد اللطيف حويل). واعتبر هذا التكريم بادرة كريمة أتشرف بها وترفع من معنوياتي وأي فنان آخر
واختتم حويل تصريحه قائلًا: شعور طيب بعد سنوات طويلة من العطاء، وهذا حق كل فنان ليبي
_الفنان راسم فخري سعيد..
اعرب الفنان راسم فخري عن سعادته البالغة بالمشاركة في المهرجان نظرا لتاريخه الفني الطويل وانتمائه لفرقة المالوف عام 1968 مع الأستاذ الراحل حسن عريبي.
تعلم فخري المالوف والموشحات عن طريق فرقة الإذاعة والتلفزيون وهو حاليا عضو رئيسي في فرقة السرايا الحمراء منذ عام 2022. وقد شاركت الفرقة في عدة فعاليات بتونس وحققت أعمالها نجاحا ملحوظا.
ووصف فخري المهرجان بالراقي الذي طال انتظاره متمنيا استمراره سنويا. ويرى أن الفن في ليبيا بدأ في الازدهار والنمو بفضل جهود أبنائها المهتمين.
في ختام المهرجان تتجه الأنظار نحو الإرث الثقافي الذي خلّفته هذه الدورة. فهل ستكون دورة الشيخ مصطفى أبو جراد نقطة تحول تعزز مكانة المالوف على الصعيدين المحلي والدولي؟!
وهل ستلهم جيلاً جديداً لحمل راية هذا الفن العريق والمضي به نحو آفاق أرحب، تخليداً لذكرى منارة من مناراته؟!