
نحن في أول الطريق
لدينا الاهتمام ونحاول أن تكون لنا مساهمة في هذا المجال، ونحن محتاجون للوقت والمثابرة بهذا، أول تجربة كانت لنا في الواقع في دار النشر الإنجليزيةنشرنا 12 كتابًا ترجمة من عدة لغات ثلاثة منها مترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية، من سورية، والكويت.
بالعربي نحن في أول الطريق نشرنا الأجزاء الاربعة الأولى من سلسلة النَّور والظلام للكاتب أحمد البخاري وهي تتكون من 16 جزءًا، وهي موجهة للأطفال من حوالي 14 عامًا، وما فوق
)أدب الناشئة(، وهناك برنامج لسلسلتين آُخريين مع الكاتب نفسه.هناك بعض الخطوط العريضة لإنتاج كتب للأطفال بالتعاون مع كتّاب وفنانين ليبيين وعرب.
طبعًا هذا مشروع طويل الأمد إن شاءالله
مشكلات إنتاج كتب الأطفال هي نفس مشكلات النشر بمجمله. إحداها طبعًا التسويق في السوق العربي المشكلة ليست في أن الكاتب الليبي يكتب للأطفال أو لا ليست هناك تجربة تراكمية في انتاج الكتب عربيًا عامة .. هناك من بضع سنين قليلة ابتدأتْ بعض دور النشر تنتج في هذا الأدب، لكنها تجارب قليلة، كتب الأطفال تحكمها خبرات مختلفة لكي تكن مرغوبة وينتبه لها أولياء الأمور وينجذب لها الأطفال، حاليًا ليس هذا بمتوفر .. هناك بعض التجارب الجيدة ولكنها قليلة وغير واسعة الانتشار بسبب مشكلة التسويق والتوفر في أسواق الدول العربية وهي ليست سوقًا واحدة وإنما 23 سوقًا.
أيضًا هناك نوع من الكسل أو الخوف لإنتاج كتب أطفال عربية اصلية. معظم الناشرين العرب يعتمدون على اقتباسات كتب الاطفال الغربية والتراجم سوق كتب الأطفال من تجربتي الخاص تشكل حوالي 30-35 من الكتب التي تباع في بريطانيا مثلاً ليبيا خوذي على سوق الكتب هنا والمكتبات المتوفرة الخاصة والعامة وعلى عدد الناشرين الليبيين وقيسي عليه.
للاسف المدارس الليبية بالأخص من الروضة إلى السادس الابتدائي لا توجد بها مكتبات. في معظم البيوت لا توجد ثقافة القراءة للأطفال.فاقد الشيء لا يعطيه. يجب ان تكون هناك سياسة حكومية وأعمال تطوعية كثيرة لإحياء القراءة في ليبيا ويجب ان تكون كثيرة العدد وليس مشاريع فردية والتي هناك منها موجودة. لكن الموضوع يتطلب الكثير للحاق بركب الثقافة لأنه من غيرها نحن ملعونون إلى مستقبل مخيف
اشتيوية محمود – أ. جامعية
أدب الطفل في ليبيا
الصناعة والتلقي
أدبُ الطفل مصطلح يثير عديد التساؤلات .. فما هو الأدب الذي نستطيع أن نطلق عليه هذه التسمية .. من ينتجه؟ وكيف ينتجه؟ ولمن يوجهه؟ في الحقيقة هي قضية أجناسية تحتاج إلى تتبع وتدقيق لنحت مفاهيم تساعد الكاتب والمتلقي على خوض غمار هذا النوع الخاص من الكتابة.
صعوبات شتى تعترض طريق المؤلف و القارئ المنتج، لأن الطفولة بكماء نتحدث بلسانها ونصوغها وفق رؤانا البعيدة عنها وعن هواجسها، ربما تكون الدراسات التطبيقية على عينات من المتلقين الصغار أجدى من الحديث النظري المكرور.
نظرًا لتسارع التقنيات والوسائط الإلكترونية لم يعد الكتاب الورقي مغريًا للقراء الصغار وللكبار أيضا، ويلاحظ غياب شبه تام لبرامج الأطفال التي تهتم بخصوصية البيئة والثقافة، فإما أن يتجه الطفل الليبي إلى قنوات تبث أناشيد بلهجات أقطار أخرى، أو أن يشاهد أفلامًا بلغات أخرى وربما بأفكار لا تنسجم ومحيطه، واللغة أداة الفكر توجهه وتعبّر عنه، ناهيك عن ضعف علاقتهم باللغة )الأم/العربية( التي تضمن جمهورًا واسعًا مما يتيح إثارة المسائل الفكرية والسلوكية وتقويمها واستبدالها بما يوائم مستجدات الحياة.
أمّا عن الهامشية والمركزية، فهي أزمة ثقافة، حيث يهيمن نسق وتُسخر له بقية الأنساق الأخرى، مما أدى إلى ظهور حفريات تُعري تلك الأنساق المهيمنة وتتبع آليات تكوينها وأزمنة تكريسها وسيطرتها، وهناك مقال للصادق النيهوم تحت عنوان:
)كل طفل، كل مراهق، كل عجوز، كل امرأة( يشير إلى أن مفهوم الطفولة من المفاهيم المغيبة في الثقافة، وأدب الأطفال من الأنساق المتنحية في المؤسسة الأدبية، فهو هامشي وثانوي حتى لدى المتخصصين فيه، هناك أقلية تحاول التعاطي معه لكنها جهود فردية لا تُكوِّن نسقا سائدا مؤسساتيا، له رؤى مختلفة تصل إلى حد التصارع الذي يقود إلى التوفيق والتكامل، إن الاختلاف حول أدب الأطفال في ماهيته وآليات كتابته وتلقيه وسياقاته ضرورة منهجية للنضج والتجاوز والاستيعاب.
ما يمكن استدراكه في هذا المقام هو الاهتمام بالتصورات التي تقود إلى دراسة أدب الطفل، لأن العبارات النقدية تتكرّر بشكل لافت والأسئلة تدور في حلقة مفرغة، هناك رصيد إبداعي ونقدي لا يخفى على قارئ، فقط لو تمت مقاربته بتصورات مُحسّنة أو متحولة، ليرقى إلى مستوى الظاهرة الأدبية التي تنافس الظواهر الأخرى وتتخذ مكانتها في المؤسسة الأدبية
غالية ذرعاني/ أ. جامعية وقاصة
الفاعلية تتوقف على مدى التحول إلى نهج تجديدي
إنّ الاهتمام ضروري بهذا المجال الحيوي «أدب الأطفال» وبهذه الشريحة التي تحتاج إلى وقفات جادة لتقف باعتدال في المستقبل.
إلى أي مدى يمكن القول بوجود حقيقي وفاعل لأدب الطفل في ليبيا؟
يُعد أدب الطفل في ليبيا ظاهرة ثقافية ذات جذور تاريخية عميقة؛ فقد بدأ الاهتمام بهذه الفئة منذ أوائل القرن العشرين، وشهدت فترات من النشاط التاريخي الكثير من إنتاج الكتب والمبادرات الثقافية التي تناولت حياة الطفل، وتنمية قدراته، ولا ننسى جهود الرواد في هذا المجال، السيدة خديجة الجهمي، وخليفة حسين ويوسف الشريف وغيرهم، ومع ذلك، فإن تأثيره وفعاليته في الحاضر لا تزال قضية محل نقاش، إذ تُظهر النقاشات، والحوارات الأدبية أنه بالرغم من وجود جهود حقيقية، إلا أن هذه الجهود غالبًا ما تكون متقطعة أو محدودة النطاق، يمكن القول إنه يوجد أدب طفل حقيقي في ليبيا، لكن فاعليته وتأثيره العملي تتوقف على مدى التحوّل إلى نهج تجديدي يضمن استمرارية الإنتاج وتوزيعه على نطاق واسع، مما يستدعي ضلوع المؤسسات الحكومية والمجتمعية والأدبية في دعم هذا القطاع الحيوي.
هل لأدب الطفل من تأثير في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح التكنولوجي المتسارع ؟
في ظل هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح التكنولوجي المتسارع، يواجه أدب الطفل تحديات وفرصًا جديدة تتطلب منه إعادة صياغة أساليبه لتقديم محتوى يجمع بين التراث التربوي والابتكار الرقمي، فمن جانب، تُقدم الوسائط الرقمية تجارب تفاعلية غنية من ألعاب القصص التفاعلية إلى الكتب الإلكترونية المدعومة بالوسائط المتعددة تستقطب الأطفال وتثير اهتمامهم بطريقة قد تختلف عن القراءة التقليدية، هذه الوسائل، عند تصميمها وفق معايير تربوية وإعلامية دقيقة، قادرة على نقل قيمة أدب الطفل وتطوير مهارات اللغة والتفكير النقدي لديه.
ما الذي ينقص أدب الأطفال ليكون راسخا بشكل فعال؟
ما ينقص أدب الأطفال للوصول إلى رسوخ فعّال يكمن في الجمع بين تجديد المحتوى وتنوعه، ودعم مؤسسي متكامل، واستغلال أمثل للتقنيات الحديثة مع الحفاظ على الهوية الثقافية، إذا تحقق هذا التكامل، يصبح أدب الأطفال ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل منصة تعليمية غنية تُسهم في بناء وعي الطفل وتمكينه من مواجهة تحديات المستقبل.
مفتاح قناو/ قاص
لا اريد أن أكون متشائما ولكن هذه هي الحقيقة
عند الحديث عن أدب الطفل يمكن القول بإن السنوات التي سبقت الانفتاح الألكتروني على العالم وهي سنوات الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات قد شهدت انتاجًا ثقافيًا ليبيًا لصالح ثقافة الطفل في جميع المجالات من إصدار المجلات والمطبوعات، والكتب الخاصة بالأطفال وإنشاء الملاعب، والمدن الترفيهية التي كانت في البداية مقتصرة على دورات معرض طرابلس الدولي، وتابعنا في طفولتنا مجلات الأطفال المشرقية وقصص مغامرات الفتيان وعروض الرسوم المتحركة في التلفزيون المحلي وغيرها، لكن بعد الثورة التكنولوجية والسماء المفتوحة من خلال الانترنت أصبح الطفل الليبي أسيرًا لجهاز الموبايل الخارج عن سيطرة الأهل والذي لا يدري أولياء الأمور شيئًا عن مدى خطورة ما يقم خلاله، وتراجع دور الدولة خصوصًا في حالة الفوضى العارمة التي تعيشها بلادنا، وزارة الثقافة معطلة بالكامل، ووزارة الشباب متخصصة في منح الزواج التي اعتقد البعض أنها منحة في حين أنها كانت نكبة على الكثيرين، وزارة الرياضة لا هم لها إلا مشكلات دوري كرة القدم والصراعات بين الأندية.
في مثل هذه الظروف سيقل بل سينعدم الاهتمام بالطفل، ويصبح الاهتمام به مقتصر على الوالدين ومدى ثقافتهم، وإدراكهم لحجم المسؤولية التي تخلت عنها الدولة، أما من حيث أدب وثقافة الطفل الليبي إن وجدت فهي – حاليًا – ثقافة وافدة، مجلة )الأمل( على سبيل المثال لا تصل إلى أيدي الأطفال الليبيين، لا توجد برامج تلفزيونية موجهة للأطفال، إلا إذا استثنينا برنامج مسابقات رمضاني موسمي يشارك فيه الكبار بدل الصغار، فلا وجود لبرامج موجهة للأطفال، مواقع «التكتك والانستجرام» هي من تستولي على عقول الصغار والكبار.
لا أُريد أن أكون متشائما ولكن هذه هي الحقيقة التي أراها