كلـمات ..
يولد الإنسان ويكبر وهو يحمل في داخله اعتقادات تشكل نمط حياته وملامح شخصيته ونحن اطفالا كنا نتخيل الوحش اوالغولة سوادا كالليل وبأنياب حادة وعينان مفترسة كلما حل الظلام واطفئت الأنوار كبر الخوف وصار الوحش قريبا خلفنا و منعا الحركة
الخوف موجب للرهبة والتوتر والقلق نخاف الفقد والمرض نخاف المواجهة أحيانا ونخاف الاماكن المرتفعة والحشرات
فسر علما النفس هذا السلوك بأنه جزء متأصل مع تركيبة الكائن البشري وقيمه فمنه ما هو منطقي ومنه مااهو غير منطقي كالرعب الذي ينشأ كردة فعل عضوية نتيجة تفخم الخوف في شكل نوبات وتعرق وخفقان مستمر
علميا، تبلغ سرعة الغزال 90 كلم في الساعة، بينما تبلغ سرعة الأسد 58 كلم في الساعة ومع ذلك تقع الغزلان فريسة للأسود!
فسر هذا بالخوف، فالأسود لا تفترس إلا الغزلان التي تمكن منها الخوف!
ووفق هذا المنطق يرسم الخوف مسارا يحدد ماذا كان الشخص مهزومها او منتصرا من الداخل فالمهزوم من الداخل مهما توافقت الأسباب لانتصاره سيظل مهزوما والمنتصر مهما طال الامد سينتصر كل يصنع خوفه ووكل مسئول عن السقوط فريسة له او التحرر منه
يحكى عن سقراط انه كان له جار طبيب، استنكر على الملك تسمية سقراط، بالطبيب الأول، فسأله الملك عن طريقة يثبت فيها أنه أكفأ من سقراط حتى يقوم بنقل اللقب إليه.
فقال الطبيب:
سأسقيه السم، ويسقيني، ومن يعالج نفسه يكون صاحب اللقب.
وافق سقراط وحدد الملك موعد بعد أربعين يوما للنزال
أحضر سقراط ثلاثة من الرجال الأشداء، وأمرهم بسكب الماء في أوعية، ودقه كل يوم على مسمع الطبيب.
وفي يوم الواقعة، شرب سقراط سم جاره الطبيب، فاصفر لونه وأصابته الحمى، ولكنه عالج نفسه بعد ساعة، ثم ناول سقراط خصمه قارورة السم، التي ظل الرجال يدقونه أربعين
يوما على مسامعه، فلما شربه خر ميتا!
عندها قال سقراط للملك:
لم أسقه إلا ماء عذبا، وسأشرب منه أمامك!
أنا لم أقتله يا سيدي الملك، لقد قتله وهمه وخوفه!
وما ينطبق على الأفراد ينطبق على المجتمعات هناك مجتمعات مهزومه وهناك مجتمعات تنتصر ليقينها حتى لجات بعضها للسيطرةعلى الخوف او مواجهة الموت بسن نظم وقوانين ورموز لتعلي من أهمية وقيمة مسعى الفرد فيها وما يصلح لخلوده.