
كنتُ مطيعًا يا أبي
أيام القملِ في المدارس
حينما كنا صغارًا
نستلفُ المعاطف في الشتاء
لندّفئ الأكاذيب التي سنعيشها
تكبر كالخوف شذ
في صدور الأيام
نخبر أبلاتنا الحزينات
عن مستقبلنا الممزق
ونبتسم، ثم يبتسمن
يذهب كلٌ منّا إلى وهمه المفضل
ليتعرى أمامه
الكبار صوبَ الجحيم
ونحن الصغار
نحنُ نعيد إشعال الجحيم
وتجهيزه لأيامنا المتبقية
فقط لأنهم أختاروا لنا هذه الماركة
حددوا المقاسات والألوان
وحتى خيط الدانتيل المترنحِ من حمالةِ صدرٍ لفاتنة
الموت على قارعةِ البؤس
شهيدًا، أو حتى سكّيرًا مُلقى في الزقاق
ولا يبدو ثمينًا للحكومة
كنتُ طفلاً لطيفًا
أمسح عن مؤخرات النساء الغبار
وأضع على وجهي الخطايا
أكبرُ مسخًا
ألطخُ جلدي بالسهر والتبغ
وأبيعُ شبابي المستعمل
لأول بائع متجول بالمكان
وربما سأشتري وردة حمراء
أضعها فوق قبر شخص لا أعرفه
أو سأبتاع حبل شنق
سأجرب الرحيل عنك
فلا يهم المكان
ألا تدري كم أتألم
متى سألتْ قطتنا فيكتوريا عني
كانت تتسلل كل ليلة
لتخبرني كعصفورة مطاردة
كم أبدو حزيناً هذا اليوم أيضاً
ترحل بحثاً عن شيئاً ما
وأبقى كالنصب التذكاري
في مدينة مهجورة
أبحث أيضاً عن شيئاً ما
أما فأنا فلستُ حتى قطاً بائساً
يحصل في النهاية على ما يريد
كنتُ يوماً ما طفلاً
ولكني اليوم صعلوك المدينة المفضل
تلفظني للأرصفة كالنخامة
والمارة العابرون بقلق
يحاولون الإمساك بحياتهم وهي تركض بعيداً
يدوسون فوقي
كأعقاب السجائر أُدهس
إنهم يا أبي لا يسمعون صراخي
إنك مثلهم في النهاية
لم تحبني هكذا
ببساطةٍ كأبٍ يحب إبنه
والآن وأنا أكرهك يا أبي
وأكتب فضيحتي
كأعتراف خطير
كنتُ يوماً طفلاً يحبك.