الاولىالرئيسية

الأرباح‭ .. ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الصحة‭ !!‬

عبدالباسط‭ ‬القبلاوي

تعد‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضراوات‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬أجواد‭ ‬المحاصيل‭ ‬الموسمية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬ولكن‭ ‬أصحاب‭ ‬النفوس‭ ‬الضعيفة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بصحة‭ ‬المستهلك‭ ‬وتنظر‭ ‬للكسب‭ ‬المادي‭ ‬الهم‭ ‬الأكبر‭ ‬لهم،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬الموسم‭ ‬المهمة‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬كموسم‭)‬الدلاع‭( ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬كل‭ ‬بيت‭ ‬ليبي‭ ‬أن‭ ‬يزين‭ ‬مائدته‭ ‬عند‭ ‬الغذاء‭ ‬بهذا‭ ‬المنتج‭ ‬المحبوب‭ ‬لدى‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار‭ .‬

مسؤولية‭ ‬الصراع‭ ‬

نظرًا‭ ‬لغياب‭ ‬الرقابة،‭ ‬والوازع‭ ‬الديني،‭ ‬وفقدان‭ ‬مسؤولية‭ ‬التي‭ ‬تخلى‭ ‬عنها‭ ‬المزارع‭ ‬ليعطيها‭ ‬لـ‭)‬لعامل‭ ‬الوافد‭(‬‭ ‬ليرش‭ ‬الكيماويات‭ ‬والمبيدات‭ ‬دون‭ ‬معرفة‭ ‬النسب‭ ‬المطلوبة‭ ‬لكل‭ ‬محصول،‭ ‬أو‭ ‬الانتظار‭ ‬بعد‭ ‬الرش‭ ‬لعدة‭ ‬أيام‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬تسويقها‭ ‬حسب‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬علميًا‭ ‬وزراعيًا‭.‬

تزايد‭ ‬حالات‭ ‬المرضى‭ ‬

للأسف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬‭ ‬عام‭ ‬تزداد‭ ‬حالات‭ ‬مرضى‭ ‬الأورام،‭ ‬والفشل‭ ‬الكلوى‭ ‬بسبب‭ ‬رش‭ ‬هذه‭ ‬الكيماويات‭ ‬والمبيدات‭ ‬على‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬وخبراء‭ ‬الزراعة‭ ‬والتغذية‭ ‬دائمًا‭ ‬ينصحون‭ ‬ويحذرون‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الموسمية‭ ‬التي‭ ‬تُباع‭ ‬قبل‭ ‬نضوجها‭ ‬والمعروف‭ ‬وقت‭ ‬نضجها‭ ‬حسب‭ ‬كل‭ ‬منتج‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام‭ .‬

ويقول‭ ‬خبراء‭ ‬التغذية‭ ‬إنَّ‭ ‬المنتجات‭ ‬الملوثة‭ ‬والمسرطنة‭ ‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬غسلتها‭ ‬جيدًا،‭ ‬أو‭ ‬أُزيلتْ‭ ‬قشورها‭ ‬لأن‭ ‬المنتوج‭ ‬من‭ ‬الخضراوات‭ ‬والفواكه‭  ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬امتصتْ‭ ‬هذه‭ ‬السموم،‭ ‬وتكونتْ‭ ‬بداخلها‭ ‬لذلك‭ ‬ينصح‭ ‬بتجنبها‭.‬

‭ ‬إشاعات‭ ‬لضرب‭ ‬السوق‭ ‬

أحد‭ ‬باعة‭ ‬الجملة‭ ‬قال‭ :‬‭ ‬أنا‭ ‬أبيع‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬الخضراوات،‭ ‬والفواكه‭ ‬خاصة‭ ‬منها‭ ‬الموسمية‭ ‬مثل‭ ‬‭)‬الدلاع‭(‬‭ ‬فهو‭ ‬صالح‭ ‬للاستهلاك‭ ‬وهذه‭ ‬إشاعات‭ ‬لضرب‭ ‬السوق،‭ ‬وأوهام‭ ‬يبثها‭ ‬ويستفاد‭ ‬منها‭ ‬المزارعون‭ ‬التوانسة‭ ‬لكي‭ ‬يصدروا‭ ‬منتجاتهم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬أقل‭ ‬جودة‭ ‬من‭ ‬المحلي،‭ ‬ولا‭ ‬يستطعون‭ ‬تصديره‭ ‬بالخارج‭ ‬فقط‭ ‬لدول‭ ‬الجوار‭.‬

‭ ‬قلَّلنا‭ ‬من‭ ‬شرائه‭ ‬

مواطنة‭ / ‬تقول‭ :‬‭ ‬الحمد‭ ‬لله‭ ‬المنتوجات‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬الخضراوات،‭ ‬والفواكه‭ ‬متوفرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬كـ‭)‬الشمام‭ ‬والبصل‭(‬‭ ‬وبصراحة‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬سماعنا‭ ‬عن‭ ‬تلوث‭ ‬محصوله‭ ‬قلَّلنا‭ ‬من‭ ‬شرائه‭ .‬

بين‭ ‬إنخفاض‭ ‬وارتفاع‭ ‬

بائع‭ ‬وافد‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬قال‭ ‬‭:‬‭ ‬السوق‭ ‬متغير‭ ‬بسبب‭ ‬الحرارة،‭ ‬وقلة‭ ‬المشترين‭ ‬وتحسن‭ ‬بائعي‭ ‬الجملة‭ ‬في‭ ‬إنزال‭ ‬منتوج‭ ‬دون‭ ‬غيره‭ ‬سبَّب‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬سلعة‭ ‬وانخفاض‭ ‬سلعة‭ ‬أخرى‭ ‬وهي‭ ‬بين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب‭ .‬

ما‭ ‬يهمني‭ ‬هو‭ ‬بيع‭ ‬ما‭ ‬أعرضه‭ ‬من‭ ‬خضراوات‭ ‬وفواكه‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬البطيخ‭ ‬‭)‬الدلاع‭(‬بصراحة‭ ‬سلعته‭ ‬راكدة‭ ‬وبيعه‭ ‬قليل‭ ‬بسبب‭ ‬وجود‭ ‬مواد‭ ‬مسرطنة‭ ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬فالاقبال‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬المستهلك‭ ‬يكاد‭ ‬يكون‭ ‬متوسطًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ .‬

‭ ‬أضرار‭ ‬صحية‭ 

مصباح‭ ‬‭-‬‭ ‬بائع‭ ‬ومزارع‭ ‬قال‭ :‬‭ ‬منذ‭ ‬امتهنت‭ ‬الزراعة‭ ‬لم‭ ‬أتعامل‭ ‬بالكيماويات‭ ‬ـأبداً‭ ‬والله‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ .‬

المواد‭ ‬الكيماوية‭ ‬مفعولها‭ ‬سطحي‭ ‬الآن‭ ‬ولكن‭ ‬أضرارها‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬إلا‭ ‬خلال‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة‭ .‬

وأنا‭ ‬أحاول‭ ‬دائماً‭ ‬تجنب‭ ‬حتى‭ ‬البروتينات‭ ‬والمكملات‭ ‬الزراعية‭ ‬لتحسين‭ ‬المنتوج‭ ‬وهي‭ ‬غير‭ ‬ضارة‭ ‬من‭ ‬الأساس‭ .‬

القناعة‭ ‬انعدمت‭ ‬

الحمد‭ ‬لله‭ ‬السنة‭ ‬الحالية‭ ‬خصصتُ‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬زراعتي‭ ‬محصول‭ ‬‮«‬السبول‮»‬‭ ‬الذرة،‭ ‬وأبيعها‭ ‬بالجملة‭ ‬بسعر‭ ‬90‭ ‬درهمًا،‭ ‬وأقوم‭ ‬بزيارة‭ ‬السوق‭ ‬لأشتري‭ ‬نواقص‭ ‬وللاسف‭ ‬الغلاء‭ ‬زائد‭ ‬عن‭ ‬حده‭ ‬والقناعة‭ ‬انعدمت‭ ‬معقولة‭ ‬وصلت‭ ‬سعر‭ ‬الذرة‭ ‬الواحدة‭ ‬دينارين‭ ‬ونصف‭ ‬الدينار‭.‬

‭ ‬الغلاء‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬حياتنا

المواطن‭  ‬خالد‭ ‬محمد‭ ‬قال‭ ‬‭:‬‭ ‬الخضراوات‭ ‬والفواكه‭ ‬موجودة‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬ولكن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الاسعار‭ ‬والراتب‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬به‭ ‬وعائلتي‭ ‬لا‭ ‬يكفيني‭ ‬معقولة‭ ‬العنب‭ ‬الكيلو‭ ‬الواحد‭ ‬‮«‬12‮»‬‭ ‬دينار،‭ ‬والموز‭ ‬‮«‬8‮»‬‭ ‬دينارات‭ ‬بصراحة‭ ‬الغلاء‭ ‬مؤثر‭ ‬جداً‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭.‬

‭ ‬كيف‭ ‬نوفر‭ ‬من‭ ‬مصروفنا‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭ ‬حتى‭ ‬بالرغم‭ ‬أننا‭ ‬استغنينا‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المنتوجات‭ ‬الموسمية‭ ‬مثل‭ ‬الدلاع‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬بيتي‭ ‬ورب‭ ‬ضرة‭ ‬نافعة‭ ‬أنه‭ ‬مسرطن‭ ‬بمواد‭ ‬كيماوية‭ ‬فإذا‭ ‬سألني‭ ‬عنه‭ ‬أطفالي‭ ‬وعائلتي‭ ‬أتعذر‭ ‬كونه‭ ‬يحدث‭ ‬لكم‭ ‬مرض‭ ‬السرطان،‭ ‬والفشل‭ ‬الكلوي‭.‬‭ ‬

‭ ‬مستمرون‭ ‬في‭ ‬البيع

البائع‭ ‬عمر‭ ‬أحمد‭ ‬قال‭:‬‭ ‬الخضراوات‭ ‬والفواكه‭ ‬مستمرون‭ ‬في‭ ‬بيعها‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يشتكي‭ ‬إلينا،‭ ‬أو‭ ‬أشتكى‭ ‬علينا‭ ‬أننا‭ ‬نبيع‭ ‬في‭ ‬خضراوات‭ ‬أو‭ ‬فواكه‭ ‬مسرطنة،‭ ‬وملوثة‭ ‬وغير‭ ‬صالحة‭ ‬للآستهلاك‭ ‬أو‭ ‬سببت‭ ‬ضررًا‭ ‬صحيًا‭ ‬أي‭ ‬مستهلك‭ ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬كذلك‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬مصادرتها‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬ولم‭ ‬تتخذ‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬يهمها‭ ‬المستهلك؟‭!‬‭.‬

بائع‭ ‬الجملة‭ ‬طارق‭ ‬قال‭:‬‭ ‬بصراحة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬تعد‭ ‬باب‭ ‬رزق‭ ‬اشتغل‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬لم‭ ‬أسمع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء،‭ ‬ولم‭ ‬نكن‭ ‬محتاجين‭ ‬للغش‭ ‬في‭ ‬منتجات‭ ‬بلادنا‭ ‬الموصوفة‭ ‬بالجودة‭ ‬العالية‭.‬

وأقولها‭ ‬هذا‭ ‬يعود‭ ‬بسبب‭ ‬دخول‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬الزراعة‭ ‬ومحاصيلها‭ ‬الموسمية‭ ‬واستنزاف‭ ‬الآقتصاد‭ ‬المحلي‭ ‬الذي‭ ‬سيجعله‭ ‬يضعف‭ ‬ويحتاج‭ ‬لسد‭ ‬إحتياجاته‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬والله‭ ‬الأمراض‭ ‬زادت‭ ‬والنفوس‭ ‬المريضة‭ ‬كثرت‭ ‬وغياب‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬غير‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬فنرجو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمزارع‭ ‬والفلاح‭ ‬وتوفير‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يلزمه‭ ‬من‭ ‬مغذيات‭ ‬وأسمدة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬محصوله‭ ‬الموسمي‭ .‬

‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالزراعة‭ ‬‭ ‬

مواطن‭ ‬‭-‬‭ ‬سالم‭ ‬علي‭ ‬قال‭ :‬‭ ‬تواجه‭ ‬بلادنا‭ ‬مخاطر‭ ‬عديدة‭ ‬تهدَّد‭ ‬أمنها‭ ‬الغذائي‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الخضراوات،‭ ‬والفواكه‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬‭)‬خوخ‭ ‬وعنب‭ ‬ومشمش‭ ‬وشمام‭ ‬ودلاع‭(‬،‭ ‬والأخير‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬الاندثار‭ ‬وجاء‭ ‬بديله‭ ‬النَّوع‭ ‬التونسي،‭ ‬والمصري‭ ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬جودة‭ ‬ومصحوبًا‭ ‬بإشعاعات‭ ‬تفوق‭ ‬المعدل‭ ‬العالمي‭ ‬للمنتج‭ ‬الزراعي‭ ‬ووفق‭ ‬المواصفات‭ ‬المحلية‭ ‬والدولية‭ .‬

وما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمنتوجاتنا‭ ‬الزراعية‭ ‬والفلاحية‭ ‬واعتبارها‭ ‬البديل‭ ‬الأنسب‭ ‬والأمثل‭ ‬بدل‭ ‬اعتماد‭ ‬اقتصادنا‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬فقط‭ .‬

أيادي‭ ‬الطمع‭ ‬المادي‭ ‬

أحد‭ ‬الباعة‭ ‬قال‭ :‬‭ ‬يظهر‭ ‬‮«‬الدلاع‮»‬‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬بسبب‭ ‬إضافة‭ ‬المبيدات‭ ‬والكيماويات‭ ‬للأسراع‭ ‬في‭ ‬نضوجه‭ ‬ويكون‭ ‬مغطي‭ ‬تحت‭  ‬المشمع‭ ‬النايلون‭ ‬والمفترض‭ ‬يزرع‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬وينضج‭ ‬ويصلح‭ ‬للأكل‭ ‬والاستهلاك‭ ‬البشري‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬تدخل‭ ‬أيادي‭ ‬الطمع‭ ‬المادي‭ ‬وتقوم‭ ‬بهذه‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬أمراض‭ ‬خطرة‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬المستهلك‭ .‬

‭ ‬الدلاع‭ ‬الجنزوري‭ ‬

الحاج‭ ‬إبراهيم‭ ‬قال‭:‬‭ ‬منذ‭ ‬الخمسينيات‭ ‬ونحن‭ ‬نعرف‭ ‬أن‭ ‬الدلاع‭ ‬الطويل‭ ‬يسمى‭ ‬بالدلاع‭ ‬الليبي،‭ ‬والجنزوري‭ ‬وهو‭ ‬جديد‭ ‬الطعم‭ ‬وكان‭ ‬منتشرًا‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬وطعمه‭ ‬غير‭ ‬عادي،‭ ‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬طعمه‭ ‬متغير‭ ‬ونقول‭ ‬عنه‭ ‬مداوي‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬أصبح‭ ‬مسرطنًا‭ ‬يصاب‭ ‬به‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سنى‭ ‬بالأورام‭ ‬والأمراض‭ ‬التي‭ ‬نعرفها‭ ‬في‭ ‬السابق‭.‬

‭ ‬أفسدناها‭ ‬برواحنا‭ 

مواطن‭ ‬آخر‭ ‬تدخل‭ ‬معنا‭ ‬وقال‭ :‬‭ ‬بلادنا‭ ‬خير‭ ‬وأفادناها‭ ‬برواحنا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استغنينا‭ ‬عن‭ ‬البذور‭ ‬المحلية‭ ‬بدلناها‭ ‬ببذور‭ ‬هجينة‭ ‬غيرت‭ ‬خارطة‭ ‬الزراعة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وبدات‭ ‬في‭ ‬النازل‭ ‬‭.‬

ومانراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أفعال‭ ‬أيدينا‭ ‬ولم‭ ‬نهتم‭ ‬بأرضنا‭ ‬وفلاحنا‭ ‬والشباب‭ ‬لم‭ ‬يرث‭ ‬عن‭ ‬آبائهم‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬بل‭ ‬اهتموا‭ ‬ببيعها‭ ‬وإقالة‭ ‬صالت‭ ‬للملابس‭ ‬والصناعات‭ ‬الأخرى‭ ‬فأصبحت‭ ‬مساحات‭ ‬الأراضي‭ ‬المزروعة‭ ‬تتقلص‭ ‬وأنقطع‭ ‬المطر‭ ‬وتصحر‭ ‬الساحل‭ ‬الأخضر‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬أسمنت‭ ‬ومباني‭ ‬ومخازن‭ ‬ودور‭ ‬للسكن‭ .‬

وقفة‭ ‬جادة‭ ‬‭ ‬

‭ ‬عادل‭ ‬مفتاح‭  ‬قال‭ :‬‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬لمحاربة‭ ‬الغش،‭ ‬والمضاربة‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬فلم‭ ‬يسلم‭ ‬منهم‭ ‬التجار‭ ‬السماسرة‭ ‬‮«‬الواسط‮»‬‭ ‬الزراعية‭ ‬كموسم‭ ‬الدلاع‭ ‬الذي‭ ‬ينتظره‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬فصل‭ ‬الصيف‭ ‬ولكن‭ ‬الطمع‭ ‬أعمى‭ ‬عقولهم‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعمي‭ ‬عيونهم‭ ‬ولا‭ ‬يهتمون‭ ‬بصحة‭ ‬المواطن‭ ‬المستهلك‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬جزءٌ‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬عائلته‭ ‬وجيرانه‭ ‬وأصدقائه‭ ‬وأبناء‭ ‬وطنه‭ ‬فنرجو‭ ‬تكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأغذية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬جزءٌ‭ ‬من‭ ‬أمننا‭ .‬

بضاعة‭ ‬مضمونة‭ ‬

عيسى‭ ‬سليمان‭ ‬‭-‬‭ ‬تاجر‭ ‬ومالك‭ ‬مزرعة‭ ‬قال‭ :‬‭ ‬المنتوجات‭ ‬يلي‭ ‬عندي‭ ‬من‭ ‬فاكهة،‭ ‬وخضراوات‭ ‬أعرضها‭ ‬أمام‭ ‬بوابة‭ ‬المزرعة‭ ‬وهي‭ ‬بضاعة‭ ‬بالضمانة‭ ‬والتقليب‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬الكيماويات‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ .‬

‭ ‬الكل‭ ‬راضٍ‭ ‬

الآن‭ ‬متوفر‭ ‬عندي‭ ‬منتوج‭ ‬الكرموس‭ ‬‮«‬التين‮»‬‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة‭ ‬وأبيعها‭ ‬بالجملة‭ ‬ولدي‭ ‬أماكن‭ ‬للبيع‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مناطق‭ ‬داخل‭ ‬طرابلس‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬الكل‭ ‬راضٍ‭.‬

‭ ‬ضبط‭ ‬السوق‭ ‬

ما‭ ‬ينقصني‭ ‬هو‭ ‬ضبط‭ ‬السوق‭ ‬المحلي،‭ ‬وفرض‭ ‬رقابة‭ ‬شديدة‭ ‬ودائمة‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬لأيام‭ ‬وتقف‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مستمرًا‭ ‬كذلك‭ ‬فرض‭ ‬رقابة‭ ‬على‭ ‬الداخلين‭ ‬على‭ ‬الفلاحة‭ ‬والزراعة‭ ‬الذين‭ ‬همهم‭ ‬الوحيد‭ ‬الربح‭ ‬بإستخدام‭ ‬الكيماويات‭ ‬الضارة‭ ‬والمحظورة‭ ‬محليًا‭ ‬ودوليًا‭ ‬وهي‭ ‬تسبّب‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬المستهلك‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬وتظهر‭ ‬أعراضها‭ ‬على‭ ‬صحته‭ ‬مستقبلاً‭ ‬من‭ ‬السنوات‭ .‬

أمانة‭ ‬في‭ ‬عنقي‭ ‬

يقول‭ ‬سليم‭ ‬بائع‭ :‬‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬بذور‭ ‬الدلاع‭ ‬نجدها‭ ‬بيضاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سوداء‭ ‬فهذا‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأسمدة‭ ‬والمواد‭ ‬المسرّطنة‭ ‬لغرض‭ ‬تسريع‭ ‬نضج‭ ‬الفاكهة‭ ‬قبل‭ ‬أوانها‭ ‬وللأسف‭ ‬بعض‭ ‬السماسرة‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬والفلاحين‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬صحة‭ ‬المواطن‭ ‬بل‭ ‬يسعون‭ ‬لتحقيق‭ ‬أربح‭ ‬مادية‭ ‬مرتفعة‭ .‬

وبصراحة‭ ‬دائمًا‭ ‬أنصح‭ ‬المشترين‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬خسرتُ‭ ‬بضاعتي‭ ‬تجنب‭ ‬شراء‭ ‬الدلاع‭ ‬المصاب‭ ‬بالمواد‭ ‬المسرطنة‭ ‬فالقطعة‭ ‬المصابة‭ ‬أتجنب‭ ‬بيعها‭ ‬للمواطن،‭ ‬وهذه‭ ‬أمانة‭ ‬في‭ ‬عنقي‭ ‬وحرام‭ ‬عليّ‭ ‬كسب‭ ‬المال‭ ‬الحرام‭ .‬

العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬

حذّر‭ ‬خبير‭ ‬زراعي‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الاستخدام‭ ‬العشوائي‭ ‬للمبيدات‭ ‬الزراعية‭ ‬وأشار‭ ‬أن‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬بفترات‭ ‬الأمان،‭ ‬أو‭ ‬نسب‭ ‬التركيز‭ ‬المسموح‭ ‬بها‭ ‬وهذا‭ ‬يشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬مباشرًا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المستهلك‭ .‬

وشدد‭ ‬الخبير‭ ‬الزراعي‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وجود‭ ‬مهندس‭ ‬وقاية‭ ‬نباتية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مزرعة‭ ‬لمراقبة‭ ‬الرش‭ ‬خصوصًا‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬الإصابات‭ ‬الفطرية‭ .‬

‭ ‬تحديات‭ ‬زراعية‭ ‬

وتحدث‭ ‬الخبير‭ ‬عن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬محاصيل‭ ‬الفاكهة‭ ‬مثل‭ ‬‭:‬

العنب‭ ‬كونه‭ ‬معرَّض‭ ‬لأمراض‭ ‬موسمية‭ ‬تتأثر‭ ‬بعوامل‭ ‬الرطوبة،‭ ‬والحرارة‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬اتباع‭ ‬برامج‭ ‬وقائية‭ ‬تبدأ‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬التقليم‭ ‬‭.‬

تنظيم‭ ‬دورات‭ ‬

ودعا‭ ‬الخبير‭ ‬الزراعي‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬توعوية‭ ‬للعمالة‭ ‬الزراعية‭ ‬وتوفير‭ ‬إشراف‭ ‬فني‭ ‬دائم‭ ‬لتقليل‭ ‬الأخطاء‭ ‬الضارة‭ ‬في‭ ‬المنتوجات‭ ‬الزراعية‭ ‬والمحاصيل‭ ‬الموسمية‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬حالياً‭ ‬من‭ ‬تدنٍ‭ ‬في‭ ‬الجودة‭ ‬مثل‭ ‬الدلاع‭ ‬والشمام‭ ‬وغيرهما‭ .‬

‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬المزرعة،‭ ‬وتنظيم‭ ‬عمليات‭ ‬استيراد‭ ‬البذور‭ ‬والأصناف‭ ‬الزراعية‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬الرسمية‭ ‬لضمان‭ ‬ملاءمتها‭ ‬للبيئة‭ ‬المحلية،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬أمن‭ ‬غذائي‭ ‬يلبي‭ ‬إحتياجات‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى