
في أمسية شتوية دافئة وبحضور لفيف من المثقفين، والمهتمين بالمشهد الثقافي الليبي أقيمتْ يوم الاربعاء 17 ديسمبر الحالي بالمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية محاضرة ثقافية تحت العنوان: )قرنفلات في صحراء الترفاس(..
قدمتها الباحثة أ. أسماء الاسطى، وقد قدَّم لهذه المحاضرة أ. علي الهازل مستعرضًا سيرة الكاتبة الثقافية، ودورها في التوثيق للمشهد الثقافي الليبي.أشارتْ الباحثة إلى أنَّ العنوان: )قرنفلات في صحراء الترفاس( هو عنوان كتابها المنتظر كتوثيق للنتاج الأدبي للكاتبات الليبيات )1958-2025( وبوصفه تحديثًا لكتابها السابق )كاتباتٌ ليبياتٌ( الصادر عام 2008؛ حيث تضاغف عدد الكاتبات ليصل حوالي 280 كاتبة أصدرن أكثر من 500 عنوانٍ.
كما أشارتْ الباحثة إلى أن هذا النتاج المهم لم ينلْ الاهتمام سواء في الوسط الأدبي، أو الأكاديمي .. الذي ظل حبيس الأسماء القديمة ذاتها .. أو كتابات تتدخل الصداقة في الاحتفاءِ بمنجزهن.
وقد استعرضت الباحثة في محاضرتها التسلسل التاريخي لدور الرائدات منهن، وعن تأثير الكاتبات العربية خاصة اللائي امتدتْ إقامتهن في البلاد عقودًا. . كما رصدتْ التحوَّلات من القصة إلى الشعر الحر؛ ثم الرواية يصاحبه نقصٌ هائلٌ فيما كتب للأطفال وما صدر من الزّجل والفنون الجميلة، والمسرح.
رغم وفرة النتاج النسوي إلا أنه يشهد ندرة في الترجمات الأدبية أو النتاج باللغات الأخرى .. لم يفتْ الباحثة رصد كاتبات صغيرات فزَّنَ في مسابقات أدبية دون أي احتفاء محلي .. ولفتتْ الانتباه إلى مؤلفات ذات طابع إسلامي لكاتبات لا نعرف خلفيتهن العلمية بما يمكنهن من الخوض في هذا النَّوع، وغيره من الخيال العلمي، والتنمية البشرية.. كذلك عرضتْ للصعوبات التي واجهتها وأهمها الشتات، وصعوبة التجميع لانعدام التوزيع نابذة التضحية بالمقابل المالي كحقٍ للتأليف مقابل النشر المجاني عبر دور النشر الخاصة.
كما استرعى اهتمامها صدور )25( كتابًا جامعًا لنصوص أدبية لكاتبات لم يسطعن فيما بعد .. متسائلة عن مبرَّر العمل الجماعي؟ خاصة مع توقف النشر الحكومي المريع .. منبهةً إلى الخلَّل الناتج عن النشر خارجًا وتعثر الببليوغرافيا الوطنية وتوقفها وما يترتب من المخاطر إثر منح المؤلفات الرقم ISBN من دول سيغدو نتاجه ضمنها مستقبلاً.



