الاولى

الأصابعة تشتعل ولازال الغموض سيد الموقف

عبدالباسط القبلاوي محمد الزرقاني مخلص العجيلي

 

منذ‭ ‬ساعات‭ ‬الصباح‭ ‬الأولى‭ ‬انطلق‭ ‬الفريق‭ ‬الإعلامي‭ ‬بالصحيفة‭  ‬رفقة‭ ‬السائق‭ ‬الرائع‭ ‬الذي‭ ‬تحمل‭ ‬عناء‭ ‬السفر‭ ‬حاملاً‭ ‬الهدف‭ ‬ذاته،‭ ‬والرسالة‭ ‬السامية‭.‬

الهدفُ‭ ‬تغطية‭ ‬الحدث‭ ‬اتجهتْ‭ ‬إليه‭ ‬الانظار‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستين‭ ‬يومًا‭  ‬شهدته‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تتعايش‭ ‬معه‭ ‬مدينة‭ ‬الأصابعة‭ ‬الواقعة‭ ‬بالجبل‭ ‬الغربي‭ ‬جنوب‭  ‬العاصمة‭ ‬طرابلس‭ .‬

المهمة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬سهلة‭ ‬المسافة‭ ‬طويلة‭ ‬والتوقعات‭ ‬كبيرة‭ ‬والضغوط‭ ‬المهنية‭ ‬حاضرة‭ ‬لكن‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬حملها‭ ‬الفريق،‭ ‬والتي‭ ‬امتزج‭ ‬فيها‭ ‬الشغف‭ ‬بالواجب‭ ‬كانت‭ ‬كفيلة‭ ‬بأن‭ ‬تبدّد‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭.‬

خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬ومنازل‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬أطلال

مواطن‭ : 

كل‭ ‬ما‭ ‬أملك‭ ‬أصبح‭ ‬رماداً‭ ‬في‭ ‬لحظات

‭ ‬أصابهم‭ ‬الهلع‭ ‬ومصابًا‭ ‬جللًا،‭ ‬ادخنه،‭ ‬وحرائق‭ ‬خلفت‭ ‬ركام‭ ‬المنازل،‭ ‬وخسائر‭ ‬مادية‭ ‬في‭ ‬الممتلكات‭ ‬سرقتْ‭ ‬النوم‭ ‬من‭ ‬أرباب‭ ‬الأسر‭ ‬خوفًا‭ ‬على‭ ‬أبنائهم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تلتهمهم‭ ‬النيران‭ .‬

ففي‭ ‬مشهد‭ ‬غير‭ ‬مألوف،‭ ‬ومفجع‭ ‬استيقظتْ‭ ‬مدينة‭ )‬الأصابعة‭( ‬على‭ ‬كارثة‭ ‬اشتعال‭ ‬حرائق‭ ‬متتالية‭ ‬اندلعتْ‭ ‬في‭ ‬مئات‭ ‬المنازل‭ ‬السكنية‭ ‬في‭ ‬أحياء‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬تأذى‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬مادية‭ ‬كبيرة‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬إصابات‭ ‬بشرية‭.‬

الحادثة‭ ‬التي‭ ‬طالتْ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬235‭ ‬منزلًا‭ ‬اثارتْ‭ ‬الهلع،‭ ‬والخوف‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬السكان‭ ‬وطرحتْ‭ ‬أسئلة‭ ‬ملحّة‭ ‬حول‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬غامضة‭ ‬حتي‭ ‬هذه‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬الأسطر‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬كبير‭ ‬أنّ‭ ‬تُعرف‭ ‬الأسباب،‭ ‬وتنتهي‭.‬

بدأتْ‭ ‬سلسلة‭ ‬الحرائق‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬عندما‭ ‬أندلعتْ‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬منازل‭ .‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬أحد‭ ‬يتوقع‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الحريق‭ ‬المحدود‭ ‬سيكون‭ ‬الشرارة‭ ‬الأولى‭ ‬لكارثة‭ ‬لم‭ ‬تشهدها‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خلال‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬72‭ ‬ساعة،‭ ‬انتشرت‭ ‬الحرائق‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬متفرقة‭ ‬تشابهت‭ ‬معضمها‭ ‬في‭ ‬شرارتها‭ ‬الأولى‭ ‬اشتعال‭ ‬داخلي‭ ‬مفاجئ،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تمددتْ،‭ ‬وسط‭ ‬غرف‭ ‬المنازل‭ ‬والشرفات‭ ‬والجراجات‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تحولت‭ ‬منازل‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ )‬حي‭ ‬جندوبة‭( ‬المعروف‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬إلى‭ ‬منازل‭ ‬مهجورة‭ ‬تركها‭ ‬أصحابها‭ ‬كونها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬بيوتًا‭ ‬للعيش‭ ‬والمأوى،‭ ‬رجال‭ ‬الأطفاء‭ ‬بهيئة‭ ‬السلامة‭ ‬المدنية‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬لإخماد‭ ‬النيران،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشارها‭ ‬إلى‭ ‬المنازل‭ ‬المجاورة،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تخمد‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬يأتي‭ ‬بلاغ‭ ‬عن‭ ‬حريق‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬جديد‭.‬

خسائر‭ ‬كبيرة‭ ‬ومنازل‭ ‬تتحوَّل‭ ‬إلى‭ ‬رماد

نقطةُ‭ ‬البداية‭ ‬كانتْ‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬الأصابعة؛‭ ‬حيث‭ ‬التقتْ‭ ‬‮«‬الصحيفة‮»‬‭ ‬بالسيد‭ ‬‮«‬الصديق‭ ‬المقطف‮»‬‭ ‬مدير‭ ‬مكتب‭ ‬الإعلام‭ ‬بالبلدية،‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬قائلاً‭ :‬

كنتُ‭ ‬أحد‭ ‬المتضرّرين‭ ‬الذين‭ ‬لاحقتهم‭ ‬النيران‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬تابعنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سجل‭ ‬البلاغات‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الأهالي،‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬المنازل‭ ‬المتضرَّرة‭ ‬تجاوز‭ ‬235‭ ‬منزلاً،‭ ‬تراوحتْ‭ ‬الأضرارُ‭ ‬فيها‭ ‬بين‭ ‬التلف‭ ‬الجزئي،‭ ‬والاحتراق‭ ‬الكلي‭. ‬

وتمثلتْ‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬أثاث‭ ‬مكتبية،‭ ‬وأجهزة‭ ‬كهربائية،‭ ‬ومقتنيات‭ ‬خاصة،‭ ‬وملابس،‭ ‬وأغطية،‭ ‬وسيارات‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭ ‬إصابات‭ ‬بشرية‭ ‬تذكر‭ ‬إلا‭ ‬بعض‭ ‬إصابات‭ ‬الاختناق،‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬تعافى‭ ‬الكثيرُ‭ ‬ممن‭ ‬مكثوا‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تجهيزه‭ ‬فور‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬داخل‭ ‬المدينة

واضاف‭ ‬المقطف‭ :‬‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أملكه‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬أصبح‭ ‬رمادًا‭ ‬في‭ ‬لحظات،‭ ‬شاهدتُ‭ ‬النيران‭ ‬وهي‭ ‬تلتهم‭ ‬بيتي‭ ‬وقد‭ ‬انهيتُ‭ ‬بناءه‭ ‬حديثًا،‭ ‬وأصبح‭ ‬الٱن‭ ‬غير‭ ‬صالح‭ ‬للسكن‭ ‬فقد‭ ‬طالته‭ ‬النيران‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬ما‭ ‬يحدث،‭ ‬لكنَّنا‭ ‬نعيش‭ ‬حالة‭ ‬رعب‭ ‬حقيقي‭. ‬

وإن‭ ‬ما‭ ‬حاولتُ‭ ‬الخروج‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬المستندات،‭ ‬والأوراق‭ ‬الرسمية‭ ‬وهي‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬حقيبة‭ ‬السيارة‭ ‬خوفًا‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬التلف‭ .‬

أصواتُ‭ ‬الأهالي‭ ‬المتضررة‭ ‬تتعالى‭: ‬نريد‭ ‬حلاً‭ ‬

في‭ ‬جولة‭ ‬سريعة‭ ‬داخل‭ ‬الأحياء‭ ‬المتضررة،‭ ‬سادتْها‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬والتوتر‭. ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تقيم‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬أقاربها،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬إيواء‭ ‬مؤقتة‭. ‬البعض‭ ‬رفض‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬منزله‭ ‬حتى‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬زوال‭ ‬الخطر،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬زاوية،‭ ‬لا‭ ‬حديث‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬النيران،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬عودة‭ ‬اللهب‭.‬

‭ ‬يقول‭ ‬الحاج‭ ‬مصطفى،‭ ‬أحد‭ ‬سكان‭ ‬الحي‭ ‬المتضرّر‭ :‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬مجرد‭ ‬صدفة،‭ ‬نريد‭ ‬تحقيقًا‭ ‬يوضح‭ ‬لنا‭ ‬الأسباب‭ ‬من‭ ‬المسؤولين،‭ ‬ونحن‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬ننام‭ ‬مرتاحين‭ ‬فالليلة‭ ‬المنصرمة‭ ‬قبل‭ ‬مجيئكم‭ ‬لعين‭ ‬المكان‭ ‬اندلعتْ‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬نيران،‭ ‬وكانت‭ ‬إحدى‭ ‬بناتي‭ ‬تنام،‭ ‬وإذ‭ ‬بالنيران‭ ‬تلتهم‭ ‬الفراش،‭ ‬ولولا‭ ‬ستر‭ ‬الله‭ ‬لكانت‭ ‬الضحية‭ ‬الأولى،‭ ‬كثيرون‭ ‬غادروا‭ ‬البيت،‭ ‬وأختاروا‭ ‬النوم‭ ‬خارجًا‭ ‬بعين‭ ‬واحدة‭ .‬

تضامن‭ ‬مجتمعي‭ ‬

رغم‭ ‬الحزن‭ ‬الكبير،‭ ‬ظهرت‭ ‬ملامح‭ ‬تضامن‭ ‬اجتماعي‭ ‬مشرف؛‭ ‬حيث‭ ‬سارع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬الأصابعة‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬يد‭ ‬المساعدة‭ ‬للأسر‭ ‬المتضررة،‭ ‬سواء‭ ‬بتوفير‭ ‬مأوى،‭ ‬أو‭ ‬وجبات‭ ‬طعام،‭ ‬أو‭ ‬التبرع‭ ‬بالملابس‭ ‬والأثاث‭ .. ‬كما‭ ‬أطلقت‭ ‬عديد‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المحلية‭ ‬مبادرات‭ ‬لإغاثة‭ ‬العائلات‭ ‬المنكوبة،‭ ‬ودعتْ‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياتهم‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحنة،‭ ‬مطالبين‭ ‬الحكومة‭ ‬بالمثل‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬تقديم‭ ‬تعويضات‭ ‬مادية،‭ ‬وحلول‭ ‬نهائية‭ ‬لهذا‭ ‬المصاب

التحقيقات‭ ‬مستمرة‭ .. ‬

ونطاق‭ ‬التوقعات‭ ‬يتسع

الجهات‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬لنا‭ ‬انها‭ ‬تمارس‭ ‬مهامها‭ ‬بصورة‭ ‬حسنة‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬ما‭ ‬شاهدناه‭ ‬خلال‭ ‬زيارتنا‭ ‬الميدانية‭ ‬الفنية‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬جارية،‭ ‬بمشاركة‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬الحرائق،‭ ‬ومفتشي‭ ‬الأدلة‭ ‬الجنائية،‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بفحص‭ ‬كل‭ ‬موقع‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬وتوثيق‭ ‬ملاحظات‭ ‬مفصلة‭ ‬حول‭ ‬مواقع‭ ‬بدء‭ ‬الاشتعال،‭ ‬المواد‭ ‬المتأثرة‭.‬

الأصابعة‭ ‬تنجو‭ ‬من‭ ‬الأسوأ

لكن‭ ‬الجرحَ‭ ‬لم‭ ‬يلتئم‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المدينة‭ ‬لم‭ ‬تفقد‭ ‬أرواحًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬تركته‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الناس‭ ‬لن‭ ‬يزول‭ ‬بسهولة‭. ‬فما‭ ‬بين‭ ‬منازل‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬رماد،‭ ‬وأطفال‭ ‬يرفضون‭ ‬النوم‭ ‬في‭ ‬غرفهم،‭ ‬وأمهات‭ ‬يسهرن‭ ‬الليالي‭ ‬خوفًا‭ ‬على‭ ‬اطفالهن‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬خوفًا‭ ‬متواصلاً،‭ ‬لا‭ ‬يهدأ‭ ‬إلا‭ ‬بإجابة‭ ‬واضحة،‭ ‬ووقاية‭ ‬ملموسة‭.‬

ولا‭ ‬يزال‭ ‬صوت‭ ‬أحد‭ ‬الأهالي‭ ‬يتردّد‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نعيش‭ ‬بأمان،‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نغلق‭ ‬أبوابنا‭ ‬وننام‭ ‬مطمئنين،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬نترقب‭ ‬متى‭ ‬تأتي‭ ‬المصيبة‭ ‬الكبرى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتنادى‭ ‬مدن‭ ‬البلاد‭ ‬لمعالجة‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬لأن‭ ‬الاصابعة‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬الجميع‭ ‬بأنها‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬صاحبة‭ ‬الفزعة

احترق‭ ‬منزلي‭ ‬مرتين

المواطن‭ ‬المتضرّر‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬المحروق‭ ‬قال‭ :‬

تعرض‭ ‬منزلي‭ ‬إلى‭ ‬حريقين‭ ‬اثنين‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬الجمعة‭ ‬الرابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024،‭ ‬والثاني‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬الرابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬احترقت‭ ‬فيه‭ ‬ممتلكات‭ ‬المنزل‭ ‬بالكامل‭.‬

والأيام‭ ‬الماضية‭ ‬احترق‭ ‬منزلي‭ ‬أيضًا،‭ ‬واختنقت‭ ‬ابنتي‭ ‬ونزلت‭ ‬بالمستشفى‭ ‬لمدة‭ ‬أسبوعين‭ ‬كاملين‭.‬

الحمدلله‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭ ‬قدمتْ‭ ‬لنا‭ ‬المساعدات‭ ‬والإعانات‭ ‬ورممت‭ ‬المنزل‭ ‬من‭ ‬مالي‭ ‬الخاص‭ ‬وأخذت‭ ‬بدل‭ ‬إيجار‭ ‬ولكن‭ ‬السلع‭ ‬المعمرة‭ ‬لم‭ ‬نستلم‭ ‬منها‭ ‬أي‭ ‬سلعة،‭ ‬وكلها‭ ‬إشاعات‭ ‬تبث‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬السلامة‭ ‬للجميع‭.‬

نعيش‭ ‬في‭ ‬خطر

أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬المتضرَّرين‭ ‬قال‭:‬

نحن‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬وقت‭ ‬وساعة‭ ‬حدوثه‭ ‬صباًحا،‭ ‬أو‭ ‬مساءً‭ ‬حتي‭ ‬الأكل‭ ‬الجاف‭ ‬قبل‭ ‬طهيه‭ ‬تضرم‭ ‬فيه‭ ‬النَّار‭ ‬فنضطر‭ ‬إلى‭ ‬أخذه‭ ‬كعلف‭ ‬للماشية‭ .‬‭. ‬كما‭ ‬احترقت‭ ‬الأفرشة،‭ ‬والأغطية‭ ‬والدواليب،‭ ‬فلا‭ ‬نستطيع‭ ‬إخماد‭ ‬النَّار‭ ‬لشدتها‭ ‬وقوة‭ ‬اشتعالها‭ ‬وصعوبة‭ ‬انقاذ‭ ‬حتى‭ ‬الجزء‭ ‬اليسير‭ ‬من‭ ‬أثاث‭ ‬المنزل‭ ‬المحترق‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الغرف‭.‬

ضرَّر‭ ‬بليغ

قال‭ ‬المواطن‭ ‬المتضرّر‭ ‬خالد‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ :‬

تعرضتُ‭ ‬إلى‭ ‬حريق‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬القاطن‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬أسرتي‭ ‬يوم‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬وتضررّتُ‭ ‬ضررًا‭ ‬بليغًا،‭ ‬وحالة‭ ‬أطفالي‭ ‬النفسية‭ ‬سيئة‭ ‬جدًا،‭ ‬وأصبح‭ ‬المنزل‭ ‬متهالكًا،‭ ‬وغير‭ ‬صالح‭ ‬للسكن،‭ ‬كذلك‭ ‬احترقتْ‭ ‬سيارتي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬انقاذها‭ ‬سوى‭ ‬النظر‭ ‬إليها‭ ‬وهي‭ ‬تلتهمها‭ ‬ألسنة‭ ‬النيران‭.‬

وأضاف‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬بفعل‭ ‬فاعل‭ ‬فنتحسب‭ ‬عليه‭ ‬الله‭ ‬القهار‭ ‬على‭ ‬عباده‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬مصابنا‭ ‬لأننا‭ ‬مؤمنون‭ ‬بقضاء‭ ‬الله‭ ‬وقدره‭.‬

احترقتْ‭ ‬حقيبتي‭ ‬المدرسية

قالت‭ ‬التلميذة‭ ‬‮«‬مرام‭ ‬خالد‭ ‬عبد‭ ‬السلام‮»‬‭ :‬

إنّ‭ ‬حقيبتها‭ ‬المدرسية‭ ‬احترقتْ‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬كما‭ ‬احترق‭ ‬مدخل‭ ‬المنزل‭ ‬وأثاث‭ ‬المطبخ،‭ ‬والصالة،‭ ‬وغرف‭ ‬النوم‭.‬س

وتشكر‭ ‬مدرستها‭ ‬علي‭ ‬توفير‭ ‬الكراسات،‭ ‬والكتب‭ ‬المدرسية‭ ‬وكذلك‭ ‬الحقيبة‭ ‬المدرسية،‭ ‬وقرطاسية‭ ‬كاملة،‭ ‬وهي‭ ‬قد‭ ‬أكملت‭ ‬امتحانات‭ ‬الفترة‭ ‬الثانية‭ .‬

لا‭ ‬يهمنا‭ ‬التعويض

عامر‭ ‬مصطفى‭ ‬قال‭ :‬

نحن‭  ‬لا‭ ‬نعارض‭ ‬ما‭ ‬كتبه‭ ‬الله‭  ‬تعالى‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬قضاء‭ ‬وقدر‭ ‬ولكن‭ ‬إلى‭ ‬متى‭ ‬حدوث‭ ‬الحرائق‭ ‬المستمر؟،‭ ‬وظروفنا‭ ‬أصبحت‭ ‬صعبة‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭.‬

وأضاف‭ ‬لا‭ ‬يهمنا‭ ‬التعويض‭ ‬المادي‭ ‬بل‭ ‬يهمنا‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬نهائي‭ ‬لمعرفة‭ ‬أسباب‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬لكي‭ ‬نرتاح‭ ‬نفسيًا‭ ‬،ونعيد‭ ‬صيانة‭ ‬منازلنا‭ ‬لا‭ ‬لتحترق‭ ‬من‭ ‬جديد‭ !!.‬

حرائق‭ ‬متكرَّرة

من‭ ‬جانبه‭ ‬قال‭ ‬المواطن‭ ‬المتضرَّر‭ ‬أبوبكر‭ ‬المبروك‭ :‬

أنا‭ ‬أحد‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق؛‭ ‬حيث‭ ‬تعرض‭ ‬منزلي‭ ‬لحريق‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬السادس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬فبراير‭ ‬2025‭ ‬ثم‭ ‬تكرر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فحترقرتْ‭ ‬الصالة،‭ ‬وغرفة‭ ‬المعيشة،‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضية‭ ‬حينما‭ ‬التهمت‭ ‬الحرائق‭ ‬غرفة‭ ‬النوم،‭ ‬وأثاثها‭ ‬والمفروشات،‭ ‬وملابس‭ ‬العائلة‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬رزق‭ ‬الدنيا‭ ‬مخلوف،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬هو‭ ‬الراحة‭ ‬النفسية،‭ ‬ونطالب‭ ‬الحكومة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬الأسباب‭ ‬فالتعويض‭ ‬المادي‭ ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬نعرف‭ ‬أسباب‭ ‬الحرائق،‭ ‬ومسبباتها‭.‬

والحمدلله‭ ‬كل‭ ‬الأهالي‭ ‬سباقون‭ ‬لفعل‭ ‬الخير،‭ ‬وجميعنا‭ ‬نتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بيننا،‭ ‬ونتشارك‭ ‬في‭ ‬الأكل،‭ ‬والغطاء‭.‬

معركة‭ ‬ضد‭ ‬الوقت‭ ‬والدخان

واجهتْ‭ ‬فرق‭ ‬الإطفاء‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحرائق‭ ‬بسبب‭ ‬تكرار‭ ‬البلاغات،‭ ‬وقلة‭ ‬الإمكانات،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬التحق‭ ‬رجال‭ ‬الأطفاء‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬المجاورة،‭ ‬وفرق‭ ‬الدعم‭ ‬والإسناد‭ ‬أبوسليم‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الحرائق‭ ‬قبل‭ ‬امتدادها‭ ‬إلى‭ ‬أحياء‭ ‬كاملة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جنّب‭ ‬المدينة‭ ‬كارثة‭ ‬أكبر‭.‬

الأسباب؟‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬مؤكد‭ ‬حتى‭ ‬الآن

المثير‭ ‬للقلق‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الدقيق‭ ‬وراء‭ ‬الحرائق‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مجهولًا‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬فرق‭ ‬التحقيق‭ ‬الميداني‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬البحث‭ ‬الجنائي‭ ‬تواصل‭ ‬عملها‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬وقائع‭ ‬كل‭ ‬حريق‭ ‬وجمع‭ ‬العينات‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬رواية‭ ‬واضحة‭ ‬دفع‭ ‬الأهالي‭ ‬إلى‭ ‬طرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬كثيرة،‭ ‬بعضها‭ ‬محمّل‭ ‬بهاجس‭ ‬الخوف،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬بالشكوك‭.‬

الأسئلة‭ ‬كثيرة،‭ ‬والإجابات‭ ‬غائبة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

تبقى‭ ‬الأصابعة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انتظار‮…‬‭ ‬انتظار‭ ‬للحقيقة،‭  ‬ولخطوة‭ ‬حكومية‭ ‬تطمئن‭ ‬قلوب‭ ‬النَّاس‭ .‬

‭ ‬وأن‭ ‬كل‭ ‬منزل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المدينة،‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬بسيطًا،‭ ‬هو‭ ‬أولوية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهلها‭  .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى